آخر الأخبار

رؤية رجل الأعمال دونالد ترامب لأزمات البلاد العربية.. تحليل سياسى

شارك الخبر

فى أواخر سبعينيات القرن الماضى، كانت مدينة نيويورك الأمريكية تحاول التعافى من كبواتها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، فما عانته فى السنوات السابقة من انحدار وأزمات لا يزال عالقا فى أذهان أهلها من قدامى السكان أو المهاجرين الجدد، ومع ذلك تابع الجميع بانبهار حركات فنية تتشكل فى شوارعها وتغزو العالم مثل «هيب هوب» وغيرها.. ووسط هذا الجنون المطلق بدأت رؤية رجل أعمال شاب يدعى دونالد ترامب تتشكل، آنذاك لم يكن أحد يعلم ولا حتى ترامب نفسه أن أفكاره وقراراته ستؤثر يوما ما ليس فقط على مدينته البائسة، وإنما العالم أجمع.

حينها، أنهى الشاب ترامب للتو مقابلة تليفزيونية أجاب فيها على سؤال طرحته المذيعة عن تصرفه إذا خسر ثروته كلها، ليجيب بأنه سيترشح لرئاسة أمريكا، وكعادته عاد مستدركا ليؤكد أنها مزحة.. لكن الأيام أثبتت أن مزاح ترامب ما هو إلا أمانى يخجل أن يعلنها صراحة، فالتصريحات كانت ـ ولا تزال ـ مشروع قرارات، وانعكاس لنوايا تطغى معها الرغبات على أى تقديرات، وتجتاز معها «أحلام دونالد» أحكام الجغرافيا وطبائع التاريخ، وما استقر من حدود وأعراف وقوانين.. وهو ما يجعل من مقترح ضم كندا رغبة شاخصة ومشروعا قائما، وليس «مزحة ثقيلة»، وهو ما يعنى أيضا أن تهديداته بجحيم ما بعد 20 يناير حال عدم الإفراج عن رهائن غزة واقعا سيفوق فى شراسته ما شهده الشرق الأوسط على مدار ما يقرب من عام ونصف العام .. جحيما سيكون فريدا فى دمويته، لكنه فقط ينتظر موعد دخوله حيز التفعيل.

مصدر الصورة

ولنعود للماضى مجددًا، بعد انتهاء المقابلة التليفزيونية، استقل دونالد سيارته الفارهة وبجواره شريك بداياته- لا يقل إثارة للجدل عنه - المحامى الشهير روى كوهن - لكن تلك اللحظات لم تكن الأفضل، فقد كانت هناك مظاهرات تموج بها الشوارع وتعطل مسيراتهما، لذا لم يجد دونالد شيئًا للتعبير عن ضيقه سوى بأمر سائقه «سايمون» بدهس المتظاهرين ليمر! إلا أنه سرعان ما استدرك وأكد لسائقه أنه يمزح!

المشاهد المذكورة أعلاه هى خيط رفيع بين الحقيقة والخيال، فهى وردت بالنص فى فيلم «the apprentice» أو المتدرب.. ذاك العمل الفنى الذى أغضب الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب، ووصفه بنفسه عبر حساباته على سوشيال ميديا بـ«عمل سياسى مثير للاشمئزاز والأحقاد»، وللمفارقة أن مخرج العمل هو الإيرانى على عباسى!

"فيلم المتدرب" واحد ضمن عشرات الأعمال الفنية عن الرئيس الأمريكى وحياته وصعوده إلا أن مشاهدته تجعلك تؤمن بشيئين أولها لا تصدق مزاح أو جد أو حديث ترامب عمومًا.. عليك التركيز على أفعاله فقط ولا شىء آخر، وثانيهما والأكثر أهمية لا تبالغ فى اعتبار نفسك صديقًا له، فقد اعتاد أن يولى وجهه أينما وجدت مصلحته، والدليل ما فعله فى زوجته الأولى إيفانا ثم مستشاره ومهندس مسيرته فى عالم المال والأعمال روى كوهين الذى أشاح عنه النظر بمجرد سقوطه أخلاقيا ومهنيًا، وأعاد استخدامه مرة أخرى عندما قضت الحاجة.

مصدر الصورة

والآن، ونحن مقبلون على فترة رئاسية جديدة لواحد من أكثر الشخصيات إثارة للجدل فى تاريخ أمريكا والعالم، يتطلع شرقنا الأوسط المأزوم للرجل باعتباره مالك لكثير من مفاتيح اللعبة على الساحة الإقليمية، ومتطلعا لتحركاته خاصة أنه يعقب إدارة أمريكية صنفها كثير من الخبراء والمحللين السياسيين بـ«الضعيفة التائهة» كحال رئيسها جو بايدن.

فيما يلى نحلل موقف إدارة ترامب المحتمل من شرق أوسط «مشتعل»، والتحليل ليس مبنيا على مشاهدة فيلم المتدرب أو غيره من الأعمال الفنية، إنما استنادا لمسلسل واقعى قدمه فى فترته الرئاسية الأولى الأولى وأعقبه بأربع سنوات أخرى من حرب ضد خصومه السياسيين، قبل ترشحه فى الانتخابات والفوز بها مجددا.

لقراءة التحليل السياسي لرؤية المحتملة للرئيس الأمريكي المنتخب من

اضغط هنا


شارك الخبر


إقرأ أيضا