يمر الكثيرون منا بمعاناة إصدار ترخيص للسيارة أو أوراق رسمية يحتاجها في شئون حياته، يدور على عدة شبابيك وعدة مكاتب في أدوار عديدة ليحصل في النهاية على ترخيص ما، وظهر الحل من خلال "الشباك الواحد" يتقدم إليه صاحب الطلب بعد تجهيزه لأوراقه المطلوبة، يمنح وقتا للرد بعدها يحصل على ترخيصه دون جري على المكاتب ودون المرورعلى مدام عفاف في الطابق الثاني. دائما ما كانت البيروقراطية طاردة لراغبي التصوير في مصر فيهربون إلى بلدان أخرى وقد ينشئون ديكورات أو يبنون هرما للإيحاء أنهم في مصر.
وحين توفرت الإرادة لحل معوقات التصوير في مصر أنشأت مدينة الإنتاج الإعلامي لجنة للأفلام تتبع نظام الشباك الواحد وتكون فقط الجهة الوحيدة لمنح التراخيص بتصوير الأعمال السينمائية للراغبين من كافة بلدان العالم، وفي وقت وجيز أمكن تصوير ما تجاوز الستين عملا بينها أفلام روائية طويلة، وأفلام وثائقية وعدد متنوع من الإعلانات، أغلبها في موقع الأهرامات بالجيزة، بعضها بالإسكندرية، والبعض الآخرعلى ضفاف النيل. أعدت لجنة مصر للأفلام كتابا للتعريف بالمناطق التي تميز مصر وتصلح لتكون مواقعا للتصوير متاحة لجهات الإنتاج بما يمنحها فرصة اكتشاف مناطق جديدة للتصوير تضاف إلى المواقع التقليدية المعروفة. لا يواجه المنتج إعاقة من جهات متضاربة تطيل زمن حصوله على الترخيص بل يحصل على الترخيص بعد إجراءات معتمدة على المعايير العالمية التي تطبق على خطة العمل السيناريو المعد قبل السماح بالتصوير.
وتتعاون لجنة الأفلام مع شركات إنتاج في الداخل معروفة بخبرتها لتنفيذ الأعمال السينمائية وأهمها شركة أفلام مصر العالمية وشركة شريف عرفة. صحيح أن فريق الفيلم الأجنبي يحضر بكامله للتصوير دون أن يفرض عليه نسبة محددة من المهن السينمائية ولكنهم مع ذلك يستعينون بالخبرات المصرية التي تمتلك خبرة كبيرة في التنفيذ ويكون تبادل الخبرات مفيدا للطرفين المصري والأجنبي.
وفي مفاجأة سارة عرضت ثلاث أفلام في دورة مهرجان القاهرة 45 الأخيرة في برنامج خاص عنوانه صنعت في مصر، تميزت الأفلام بالتنوع في أساليبها الفنية وفي جهات الإنتاج وجذبت عددا من متابعي مهرجان القاهرة العريق المتجدد والمتابع لكل جديد يحدث في مصر.
في البرنامج الخاص بعنوان "صنع في مصر" عرضت ثلاثة أفلام صورت في مصر وكانت نتاج عمل لجنة مصر للأفلام بمدينة الإنتاج الإعلامي التي نجحت بسياسة الشباك الواحد في تنفيذ تصوير 66 عملا عالمية صورت في مصر. الأفلام الثلاث ( وحشتيني ، الجنة تحت أقدام الأمهات ، والميراث ) الذي توج الأعمال المصورة بمصر على خلفية الأهرامات، أيقونة مصر الدولة ورمزا خالدا للمكان.
الفيلم الأول هو "وحشتيني العودة إلى الإسكندرية"، من إخراج تامر رجلي، وإنتاج سويسري، فرنسي، وقطري، ويعرض قصة سو التي تعود إلى مصر بعد غياب عشرين عاما لزيارة والدتها المنفصلة عنها. الفيلم ينطلق من القاهرة إلى الإسكندرية، حيث يكتشف الجمهور رحلة سو بين ذكرياتها وتحدياتها الشخصية، ويشكل الفيلم رحلة مفاجئة نحو التفاهم والتصالح مع الماضي، مما يجعله واحدا من أهم الأفلام التي تسلط الضوء على قضايا الهوية والعودة إلى الجذور. فيلم "الميراث" إنتاج أمريكي وتدور أحداثه حول مايا التي تكتشف أن والدها كان جاسوسا، لتجد نفسها في قلب مؤامرة دولية معقدة. الفيلم يعرض مزيجا من مواقع تصوير في نيويورك والقاهرة ونيو دلهي وسيول، ويتميز بمشاهد تم تصويرها في أماكن مصرية شهيرة مثل الأهرامات، خان الخليلي، وحي الزمالك، الذي أضيف إلى الموقعين الشهيرين بمصر وكان رقيه وهدوئه مناسبا للتصوير دون معوقات.
كما عرض فيلم "الجنة تحت أقدام الأمهات"، وتدور أحداثه حول رجل قرغيزي بعقل طفل يقرر أخذ والدته المسنّة إلى الجنة. الفيلم من إخراج رسلان أكين. يجسد رحلة عاطفية مليئة بالأحاسيس الإنسانية، كما يعكس مشاعر الحب والرغبة في تقديم أفضل شيء للأم. الجنة في ذهن الطفل موجودة بمصر كما صورها المخرج.
هذا التنوع بين منتج سويسري فرنسي قطري، وفيلم أمريكي وثالث من قرغيزستان أظهرت جمال مواقع التصوير في مصر وكانت دعاية غير مباشرة ومحفزة للتصوير في مصر الذي عاد بقوة مع أعمال لجنة مصر للأفلام بجهود السيد هانى أبو الحسن سلام، مستشار رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى للتعاون الدولى ومدير لجنة مصر للأفلام السيد أحمد سامى بدوى الذي وقع بروتوكول تعاون مع السيد جون راكيش رئيس رابطة مواقع التصوير بالعالم وجرى التوقيع ضمن فعاليات مهرجان القاهرة 45 في إطار دعم الجهود المستمرة لتعزيز مكانة مصر كوجهة رئيسية لتصوير الأفلام.