آخر الأخبار

كبير الباحثين بالمركز المصرى للفكر: نتنياهو يخلط كل الأوراق لصالح مستقبله السياسى

شارك الخبر

قال محمد مرعى، كبير الباحثين بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن المبادرة الأمريكية الفرنسية لوقف إطلاق النار فى لبنان لاقت دعم أكثر من 12 دولة.

وأكد مرعى، أن المبادرة تتضمن وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل لمدة 4 أسابيع، يتم خلالها التفاوض والتشاور حول آليه عودة النازحين على الحدود من الجانبين، ثم التباحث حوّل تطبيق القرار 1701.

وأشار مرعى إلى أن موافقة إسرائيل على الاستماع  لهذه المبادرة والنقاش حولها وتأكيدها فى نفس الوقت على استمرار هجومها وعملياتها العسكرية فى جنوب وشرق لبنان، هو نفس النمط والسلوك التى كانت تتبعه وقت مفاوضات الهدنة فى غزة.

وأكد مرعى أن التحرك الدبلوماسى الأمريكى لإدارة بايدن يبدو أنه جاء تجاوبا مع رغبة حليف لها وهو فرنسا، لكن لا يعنى بالضرورة أن واشنطن تستخدم كل أدواتها للضغط لإنجاح هذه المبادرة ومن غير المتوقع أن تمارس أى ضغوطا على نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة.

وأشار مرعى إلى أنه مع وقوع أكثر من 700 قتيلا فى لبنان وآلاف الجرحى من المدنيين، وتدمير البنى التحتية، قد تكون إدارة بايدن من خلال طرح هذه المبادرة ترغب أمام الرأى العام الداخلى والدولى أن تنأى بنفسها عن أن تكون شريكة فى جرائم إبادة تقوم عليها إسرائيل شبيهه بما فعلته فى قطاع غزة، لكن هذا المسعى لا ينفى أنها أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لتوسيع جبهة العمليات ضد حزب الله فى جنوب لبنان.

وأضاف مرعى أنه لا نزال فى بدايات التحركات الدبلوماسية والسياسية غير المؤثرة، والتى لم ترقى بعد لمستوى تجنب نشوف حرب إقليمية وشاملة فى الشرق الأوسط، وليست هناك أمال فى إدارة بايدن فى القيام بفعل وتحرك قوى وملموس فى الأربعة أشهر المتبقية من ولاية بايدن، مشيرا إلى أنه من المؤكد أنه ليس هناك ما يدفع نتنياهو لخفض التصعيد والحرب المفتوحة الآن مع حزب الله، فى ضوء أنه تلقى تأييدا ودعما كبيرا فى الداخل الإسرائيلى حتى من أشد معارضى نتنياهو، كما أن هذه الحرب ترفع من شعبيته وشعبية الليكود.

وأشار مرعى إلى أن ما سيجبر نتنياهو على التجاوب مع مبادرات خفض التصعيد ووقف إطلاق النار سواء مع جبهة حزب الله وفى غزة، أن يدرك متأخرا أن هذه الحرب إن كانت نتيجتها تدمير جنوب لبنان وإحداث كوارث إنسانية، فإن إسرائيل ستدفع أيضا فاتورة كبيرة وخسائر واسعة من أمنها وأمن مواطنيها إذا نجح حزب الله فى إيصال صواريخه البالستية من مخزونة الاستراتيجى للعمق الإسرائيلي، مؤكدا أن وقتها بالفعل قد يتغير الموقف الدولى، وقد يتغير الموقف الداخلى فى إسرائيل الدعم لتوسيع الجبهة مع حزب الله.

واستطرد مرعى أنه بالتأكيد هناك فوارق واسعة وتباين فى القدرات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله، لكن هذا لا يعنى أن هناك خسائر متوقع أن تتكبدها إسرائيل، مشيرا إلى أنه إذا قررت طهران تغيير موقفها التكتيكى الحالي، وقررت التصعيد مع إسرائيل ودعم كل جبهات الإسناد لتخفيف الضغط على حزب الله، يمكن وقتها أن تتحرك واشنطن والقوى الدولية بشكل قوى لوقف التصعيد الحالي.

وأكد الخبير الاستراتيجي، أنه من المؤكد أن نتنياهو نجح حتى الآن وبجدارة فى خلط كل الأوراق والأوضاع لصالح مستقبله السياسى حتى لو كان ذلك على حساب أمن إسرائيل نفسها، خاصة وأنه قرر فتح المواجهة مع كل الجبهات فى المنطقة، فى غياب واضح لأى استراتيجية أو خطة للخروج، مشيرا إلى أنه قد نصل فى أى لحظة أن ينفجر الشرق الأوسط ونكون أمام حرب إقليمية واسعة يدفع ثمنها الجميع.

وأضاف مرعى أنه لا تزال تحركات حزب الله وتموضعه فى المواجهة الحالية مع إسرائيل رهينة للتقديرات الإيرانية، فتوسيع الحزب مدى عملياته فى العمق الإسرائيلى سيعنى بالضرورة أن طهران قررت التصعيد مع إسرائيل، وهو سيعنى الدخول فى مرحلة جديدة من الفوضى فى الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هناك تكثيف فى الضربات الصاروخيّة والمسيرات ضد إسرائيل القادمة من جبهات الإسناد فى اليمن والعراق، فى محاولة لتخفيف الضغط على حرب الله، لكن هذه الضربات والهجمات لم تصل بعد لتمثل عامل ضغط حقيقى على إسرائيل يجبرها على خفض التصعيد ووقف عدوانها على جنوب لبنان.

وأكد مرعى أن ارتباط فرنسا بمصالح تاريخيّة فى لبنان من الأهمية أن يدفع القوى العربية والإقليمية لتنسيق تحركات مشتركة، وخلق موقف أوروبى ودولى أوسع ضاغط يجبر واشنطن على ضرورة إجبار إسرائيل على وقف هذه الحرب.







شارك الخبر

إقرأ أيضا