آخر الأخبار

هل نجح نتنياهو في إقناع ترامب بالانقلاب على خطة غزة؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

لم يسفر اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن شيء سوى أنه عزز تعريف إسرائيل لطبيعة المرحلة الثانية من اتفاق قطاع غزة، بطريقة يصفها محللون بأنها انقلاب على الخطة الأميركية برمتها.

فعلى الرغم من حديث موقع أكسيوس الإخباري عن قبول نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– بالانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة رغم وجود خلافات على آلية تنفيذها، كان حديث ترامب مخالفا تماما لهذه المرحلة كما نص عليها الاتفاق.

فقد أكد الرئيس الأميركي في مؤتمر صحفي أن بعض الدول شاركت في الاتفاق بعد تعهد حركة المقاومة الإسلامية ( حماس) بتسليم سلاحها، وقال إن هذه الدول -التي لم يسمها- ستقوم بتدمير الحركة إن لم تلتزم بما اتفقت عليه.

انقلاب على الاتفاق

كما أكد ترامب أن الوقت قصير للغاية أمام حماس لكي تسلم سلاحها وإلا فإنها ستدفع ثمنا باهظا، وهو ما اعتبره أستاذ النزاعات الدولية الدكتور إبراهيم فريحات "انقلابا أميركيا على الاتفاق برمته".

وبناء على ذلك، فإن مخرجات هذه اللقاء "أقل من الصفر بكثير، لأن نتنياهو نجح في نقل ترامب إلى مربعه وأقنعه بتبني تعريفه الخاص للمرحلة الثانية"، وفق ما قاله فريحات في برنامج "ما وراء الخبر".

فقد تجاهل ترامب حديثه عن تشكيل قوة دولية لحفظ الاستقرار وانسحاب إسرائيل من القطاع، وجعل نزع سلاح حماس أساسا للمرحلة الثانية، التي يبدو أنها دخلت مرحلة من اللّايَقين، كما يقول فريحات.

فمع حديث الرئيس الأميركي عن تولي القوة الدولية نزع سلاح المقاومة، يبدو واضحا أن نتنياهو نجح في إقناعه بتكليف قوة بديلة بتولي هذه المهمة نيابة عن إسرائيل، وفق أستاذ النزاعات الدولية، الذي أشار إلى أن ترامب لم يتحدث عن الوضع الإنساني ولا إعادة إعمار القطاع بأي شكل من الأشكال.

ولن يكون ممكنا الخروج من هذا المسار المتعثر إلا إذا نجح الوسطاء الإقليميون المنخرطون في الاتفاق بإقناع ترامب بصيغة جديدة توازن بين مسألة السلاح والمسألة الإنسانية وإعادة الإعمار، وهي مهمة لن تتحقق قريبا، برأي فريحات.

إعلان

والدليل على ذلك -كما يقول المتحدث- أن إسرائيل بدأت عمليات تنفيذ المرحلة الثانية وفق تصورها حيث ألغت عمل 20 مؤسسة إغاثية بالقطاع مما يعني أن الجهد كله سينصب على نزع السلاح دون أي قضية أخرى.

ولم يختلف المستشار السابق للأمن القومي الأميركي مارك فايفل، عن حديث فريحات، بقوله إن اللقاء لم يجب عن الأمور المهمة التي تتطلب إجابات واضحة، وخصوصا ما يتعلق بطريقة نزع السلاح وإعادة الإعمار وتشكيل القوة الدولية ومجلس السلام.

وحتى النقاط الثلاث التي قيل إن ترامب ونتنياهو توافقا عليها من أصل 5 نقاط خلافية، لم يتم توضيحها، على نحو جعل مخرجات هذا اللقاء مخيبة للآمال، برأي فايفل.

فلن يكون ممكنا الحديث عن الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق -حسب فايفل- ما لم يتم توضيح الأمور المتعلقة بنزع السلاح وإعادة الإعمار وقوة الاستقرار ومهامها والمشاركين فيها، إلى جانب إعادة الإعمار وإدخال المساعدات.

والخلاصة برأي فريحات أن نتنياهو "حصل على كل ما يريد في لبنان وإيران التي منحه ترامب علنا حق توجيه ضربة عسكرية جديدة لها إذا حاولت إحياء مشروعها النووي".

وإن كان هناك ملف لم يحصل فيه نتنياهو على ما يريد فهو الملف السوري، الذي يقول فريحات إن ترامب لم يقدم فيه تنازلات حرصا على علاقاته بتركيا والرئيس رجب طيب أردوغان.

خلاف بشأن الضفة

ولا تختلف نتائج الاجتماع بشأن الضفة الغربية عنها بشأن غزة، فقد أكد ترامب عن توصله لتوافق مع نتنياهو بشأن عنف المستوطنين فيها، مما يبدو انتصارا للأخير أيضا، برأي فريحات، الذي قال إن الضم الذي ترفضه واشنطن يجري على مدار الساعة.

وكان أكسيوس قد نقل عن مصدرين أن ترامب وكبار مستشاريه طلبوا من نتنياهو تغيير سياسته في الضفة، وتجنب الخطوات الاستفزازية التي تعيق المضي باتفاق غزة وتوسيع اتفاقات أبراهام، وتحول دون تصحيح العلاقات الإسرائيلية الأوروبية.

ولعل تشعب الملفات التي سيطرت على اللقاء هي التي حالت دون التوصل لتفاهم بشأن الضفة، حسب فايفل، الذي قال إن ترامب قائد سياسي وسيعلن كل ما اتفق عليه للجميع في نهاية المطاف.

أما الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى، فيعزو هذا الخلاف بشأن الضفة إلى نظرة ترامب لها كجزء من المشروع الأكبر في المنطقة، في حين يراها نتنياهو سببا رئيسيا لبقاء حكومته.

فترامب -والحديث لمصطفى- يريد تهدئة الوضع في الضفة حتى يتمكن من توسيع اتفاقات أبراهام قبل انتهاء ولايته، وإنهاء عزلة إسرائيل الدولية، وليس من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة ولا منح الفلسطينيين حق تقرير المصير.

والأهم، كما يقول المتحدث، أن ترامب بدأ يقتنع على ما يبدو بأنه لا انتقال للمرحلة الثانية في غزة دون التعاون مع السلطة الفلسطينية، ومن ثم هو يريد منحها صلاحيات في الضفة لتوسيع مشروعه الإقليمي.

في المقابل، لا يمكن لنتنياهو وقف عملية الاستيطان التي تجري عبر مليشيات استيطانية إرهابية أمام أعين الحكومة التي يمثل الاستيطان مشروعا سياسيا وفكريا لها، حسب مصطفى.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا