في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
موسكو- أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن نظيره السوري أسعد الشيباني أجرى "محادثات مثمرة" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تناولا خلالها قضايا ثنائية رئيسية والوضع في المنطقة.
وأشار لافروف إلى أن بوتين والشيباني ركّزا على تطوير التعاون الثنائي ومناقشة الوضع في الشرق الأوسط ككل، مشيرا إلى أن الجانب السوري أعرب خلال محادثاته مع بوتين عن "استعداده لتعميق التعاون مع روسيا".
كما جدد الوزير الروسي تأكيد موقف موسكو الرسمي بأن روسيا لا تزال ملتزمة بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها.
وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وصل -أمس الثلاثاء- إلى العاصمة الروسية يرافقه وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ومسؤولين في الاستخبارات لعقد اجتماعات مع المسؤولين الروس، على رأسهم الرئيس بوتين، تناولت مختلف القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية.
وشدد الشيباني خلال زيارته لموسكو على أن العلاقات السورية الروسية "تدخل مرحلة جديدة بعد التخلص من تبعات المرحلة السابقة"، مؤكدا أن دمشق تسعى لنقل العلاقة مع موسكو إلى مستوى استراتيجي يخدم مصالح البلدين.
كما لفت إلى أهمية الجهود المشتركة لتعزيز عملية السلام في سوريا وحل القضايا الإنسانية التي تواجه البلاد، مشيرا إلى أن العلاقات الاقتصادية والتجارية مع روسيا ستواصل التطور استنادا إلى الأسس المتينة التي وُضعت على مدى العقود الماضية، إلى جانب تكثيف مشاريع الطاقة المشتركة وإعادة تأهيل البنية التحتية التي تضررت خلال النزاع في سوريا.
وكانت روسيا تعتبر الحليف الرئيسي للنظام السابق طوال الحرب الأهلية في سوريا التي امتدت لقرابة 14 عاما، حيث قدمت موسكو دعما سياسيا وعسكريا، وشنّت طائراتها الحربية غارات جوية مكثفة على المناطق التي سيطرت عليها المعارضة.
ويقيّم المحللون والمراقبون الروس نتائج زيارة الشيباني إلى موسكو في سياق بدء شراكة سياسية واقتصادية استراتيجية بين خصمين سابقين، حسب تعبيرهم.
واعتبر الخبير في الشؤون العربية، أندريه أونتيكوف، أن زيارة الشيباني لموسكو تشكل علامة فارقة في بناء علاقات الكرملين مع السلطات الجديدة في سوريا بعد سقوط النظام السابق أواخر العام الماضي.
ويقول أونتيكوف للجزيرة نت، إن الزيارة تأتي في سياق سياسة الانفتاح السورية، الهادفة لضمان الدعم السياسي الروسي لمواجهة الضغوط الغربية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على قنوات اتصال مفتوحة مع الولايات المتحدة.
ويضيف أن المواضيع التي جرى بحثها والاتفاقيات التي تم التوصل إليها تشير إلى بزوغ مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية، وتفتح آفاقا جديدة لتطويرها في شتى المجالات، ما يعني أن التواصل بين البلدين الذي أمتد لعقود كثيرة سيحافظ على الزخم التاريخي الذي ميزها.
ولفت المتحدث إلى أن هذه الزيارة عزّزت اعتراف موسكو بالسلطات الجديدة في سوريا كشريك شرعي، وبأن الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد لا تمحى بتغيير النظام السياسي.
ووفقا لأونتيكوف، فإن الزيارات المتبادلة بين الجانبين تساهم في دعم الاستقرار بسوريا، وبالتالي منع حصول جولة جديدة من الصراع الأهلي فيها.
ويتابع أن زيارات المسؤولين السوريين إلى روسيا تؤكد في الوقت ذاته التزام القيادة السورية الجديدة بالحفاظ على الشراكة الاستراتيجية مع روسيا، وهو ما أشار إليه الشيباني نفسه بالحديث عن دخول العلاقات بين البلدين عهدا جديدا، وأن روسيا لا تزال حليفا رئيسيا في مسائل الأمن وإعادة الإعمار.
براغماتية وإعادة التوازن
من جانب آخر، اعتبر الخبير في العلاقات الدولية، ديمتري كيم، أن تركيز الجانبين في محادثاتهما على تعزيز التعاون العسكري وتحديث الجيش السوري، وكذلك الوجود العسكري الروسي في سوريا، يدلل على أن موسكو تسعى للإبقاء على قواعدها العسكرية في حميميم و طرطوس، مقابل تقديم الخبرات والدعم التقني لتطوير منظومة الدفاع الوطني السورية.
إلى جانب ذلك، يرى أن رفع العقوبات عن سوريا خلق أولويات جديدة في العلاقات بين موسكو ودمشق، تتمثل في إعادة بناء البنية التحتية، ما من شأنه أن يجذب الاستثمارات الروسية لمشاريع البناء الضخمة المنتظرة في سوريا وتطوير العلاقات التجارية معها.
ووفقا له، فإن أمام البلدين آفاق جديد من التعاون بالنظر إلى محاولة دمشق لبناء سياسة خارجية متوازنة، تشمل علاقاتها مع روسيا، التي تتمسك، في المقابل، بدعم وحدة الأراضي السورية، وأدانت التدخلات الخارجية، وخاصة من إسرائيل، ما يعيد إحياء دور موسكو في المنطقة كضامن للاستقرار الإقليمي.
ويلفت ديمتري كيم إلى أن ما يُعزّز هذه الفرضية، هو أنه وبالرغم من الإطاحة بالنظام السابق الذي كان مدعوما من روسيا، إلا أن القيادة الجديدة في دمشق أكدت التزامها باحترام الاتفاقيات السابقة، بما في ذلك وضع قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية الروسيتين.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة