في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تتصاعد على الأرض تحركات عسكرية أميركية لافتة في جزيرة بورتوريكو ومنطقة الكاريبي ، في مؤشر يثير تساؤلات متزايدة بشأن طبيعة هذا الحشد ودلالاته وتوقيته.
وبالتوازي مع التصريحات والخطوات السياسية التي يتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن تواصل القوات الأميركية زيادة حشودها العسكرية بشكل مطرد في بورتوريكو التي تضم 7 قواعد عسكرية، إلى جانب إدخال أسلحة نوعية جديدة.
ووفق مراسل الجزيرة أحمد هزيم، أدخلت القوات الأميركية أيضا أسلحة نوعية جديدة، في مقدمتها طائرات "غراولر" المخصصة للتشويش على الرادارات ومنظومات الدفاع الجوي، والتي تُستخدم عادة كمقدمة لشن غارات على أهداف أرضية.
ويمنح هذا الحشد العسكري دلالات تتجاوز مجرد الاستعراض أو الردع، ويعزز التكهنات -وفق مراقبين- بإمكانية الانتقال من الضغط السياسي إلى خيار عسكري.
كما أن الانتشار العسكري الأميركي في الجزيرة بلغ أكثر من 10 آلاف جندي، إضافة إلى 5 آلاف جندي آخرين على متن سفن عسكرية منتشرة في منطقة الكاريبي، بينهم 2200 عنصر من قوات المارينز المتخصصة في عمليات الإنزال البحري.
ويواكب هذا الانتشار -حسب مراسل الجزيرة- تنفيذ تدريبات متكررة على الإنزال البحري، إلى جانب تدريبات على استخدام أسلحة متنوعة ضمن عملية واحدة، فضلا عن تدريبات تحاكي إجلاء قتلى وجرحى وجنود من مناطق قتال.
ويأتي هذا التصعيد العسكري في ظل خطوات سياسية اتخذها ترامب مؤخرا، من بينها فرض حظر شامل على دخول ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات إلى فنزويلا وخروجها منها، إضافة إلى تصنيف النظام الفنزويلي "منظمة إرهابية أجنبية".
كما قال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال" إن "الصدمة التي ستتلقاها فنزويلا ستكون غير مسبوقة" إلى أن تعيد -على حد تعبيره- النفط والأراضي والأصول التي "سرقتها" من الولايات المتحدة.
وتثير هذه التحركات العسكرية حفيظة السكان المحليين والمراقبين في بورتوريكو، والذين يرون أن هذه الحشود والتدريبات لا يمكن أن تكون مجرد تلويح بخيار عسكري، كما قال هزيم.
ويذهب هؤلاء إلى الاعتقاد بأن الخيار العسكري قد يُستخدم فعليا خلال الأسابيع المقبلة، مستهدفا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ، وهو ما ترفضه الأغلبية في الجزيرة، والتي لا تريد أن تتحول بورتوريكو إلى قاعدة عسكرية لاستهداف بلد ثالث.
ولا تقتصر التحركات الأميركية -وفق هزيم- على بورتوريكو وحدها رغم الثقل العسكري الكبير الذي تمثله الجزيرة، إذ تعتمد الولايات المتحدة أيضا على اتفاقات مع دول أخرى في الكاريبي.
ومن بين هذه الدول ترينيداد وتوباغو التي سمحت باستخدام مطارها للطائرات العسكرية الأميركية، لكن في مهام لوجستية تتعلق بمكافحة الجرائم، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية هناك.
وكذلك، تمتلك الولايات المتحدة قطعا بحرية وحاملة الطائرات " جيرالد فورد " في منطقة الكاريبي، في ما يُعد أكبر حشد عسكري أميركي في هذه المنطقة منذ أكثر من 60 عاما.
وفي هذا السياق، حثت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم الأمم المتحدة على القيام بدورها لمنع أي "إراقة دماء محتملة"، وسط تصعيد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا، مؤكدة أن موقف بلادها يرفض التدخل الأجنبي ويدعو إلى حل سلمي للنزاعات.
المصدر:
الجزيرة