تعمل وزارة الحرب الأميركية ( البنتاغون ) على خطة لإعادة هيكلة القيادات العسكرية الكبرى، في خطوة تعد من أبرز التغييرات منذ عقود، وفق تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.
وتهدف الخطة -وفق مصادر تحدثت معها الصحيفة الأميركية- إلى تقليص عدد مقرات القيادة العسكرية من 11 إلى 8، وخفض عدد الجنرالات ذوي الأربع نجوم، وإنشاء قيادتين جديدتين: الأولى باسم "القيادة الدولية الأميركية" التي ستضم القيادة المركزية والأوروبية والأفريقية، والثانية باسم "قيادة الأميركتين" التي ستشمل القيادة الشمالية والجنوبية.
هذه التغييرات تأتي ضمن توجه الإدارة الأميركية لتحويل الموارد بعيدا عن الشرق الأوسط وأوروبا والتركيز على نصف الكرة الغربي.
وتسعى الخطة إلى تسريع عملية اتخاذ القرار وتحسين السيطرة على القوات، في ظل ملاحظات عن وجود "تدهور" في أسلوب القيادة الحالي، وفق مسؤول كبير في وزارة الحرب.
كما تتماشى مع إ ستراتيجية الأمن القومي الجديدة التي أعلنت أن الولايات المتحدة لن تتحمل عبء النظام العالمي وحدها.
من المتوقع أن تحتاج الخطة إلى موافقة وزير الحرب بيت هيغسيث والرئيس دونالد ترامب قبل التنفيذ، إضافة إلى تقديم تفاصيل دقيقة للكونغرس حول التكاليف والتأثيرات على التحالفات الأميركية.
وأوضحت الصحيفة أن هيغسيث يواصل جهودا أوسع لتقليص عدد الجنرالات والأدميرالات، وإعادة هيكلة القيادة العسكرية بما يتماشى مع أولويات الإدارة الحالية، وهذا التحول يعكس توجه الإدارة نحو تقليص الحضور في الشرق الأوسط وأوروبا لصالح تعزيز العمليات في نصف الكرة الغربي، وهو ما قد يترك فراغا أمنيا يمكن أن تستغله قوى إقليمية مثل إيران، ويزيد من اعتماد واشنطن على شركائها المحليين لتأمين مصالحها.
كما أن الدمج المقترح للقيادات تحت مظلة "القيادة الدولية الأميركية" قد يضعف الخبرة الإقليمية التي توفرها القيادات الحالية، وهو ما أثار مخاوف من فقدان القدرة على التعامل مع التهديدات المتنوعة في مناطق مختلفة من العالم.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن هذا التغيير قد يحد من قدرة الولايات المتحدة على الاستجابة السريعة للأزمات في الشرق الأوسط، ويمنح روسيا والصين فرصة أكبر لتعزيز نفوذهما في المنطقة.
إضافة إلى ذلك، فإن تركيز الموارد على الأميركتين يعكس أولوية جديدة لمواجهة تحديات في نصف الكرة الغربي، مثل النفوذ الصيني في أميركا اللاتينية والهجرة غير النظامية، على حساب الالتزامات التقليدية في الشرق الأوسط.
وأكد المطلعون على الخطة -وفق واشنطن بوست- أنها تتماشى مع إستراتيجية الأمن القومي لإدارة ترامب، التي صدرت هذا الشهر، والتي تنص على أن "أيام الولايات المتحدة وهي تحمل النظام العالمي بأكمله مثل أطلس قد انتهت".
وتأتي إعادة التنظيم المحتملة في الوقت الذي بدأ فيه هيغسيث جهودا أوسع لتقليص العدد الإجمالي للجنرالات والأدميرالات في الجيش. كما أقال أو أجبر أكثر من 20 ضابطا كبيرا على ترك مناصبهم، وهدد آخرين باختبارات كشف الكذب لتحديد ما إذا كانوا قد سربوا معلومات لوسائل الإعلام، وأخبر من تبقى منهم أنه إذا لم تعجبهم سياسات الإدارة فعليهم "أن يفعلوا الشيء المشرف ويستقيلوا".
المصدر:
الجزيرة