آخر الأخبار

إلى أي مدى يمكن أن يؤثر الموقف الأمريكي المطالب بوقف تسليح قوات الدعم السريع على مسار حرب السودان؟

شارك
مصدر الصورة

شهد الموقف الأمريكي تجاه الحرب الدائرة في السودان تصعيدا جديدا بعدما دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى تحرك دولي عاجل لقطع إمدادات الأسلحة عن قوات الدعم السريع، التي حمّلها مسؤولية التصعيد الدموي واستمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد.

تصريحات روبيو جاءت عقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا، حيث شدد على أن "ما يحدث في السودان أمر مرعب"، مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ خطوات "عملية" لوقف تدفق الدعم العسكري إلى قوات الدعم السريع التي تحقق تقدما ميدانيا رغم الدعوات الأمريكية لوقف إطلاق النار.

خلفيات الموقف الأمريكي

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، تبنّت واشنطن موقفا حذرا، إذ حاولت في البداية دعم جهود الوساطة السعودية – الأمريكية في جدة للتوصل إلى هدنة إنسانية، غير أن تلك الجهود تعثرت مرارا.

ومع تزايد التقارير عن انتهاكات جسيمة ضد المدنيين في دارفور والخرطوم، بدأت الإدارة الأمريكية تميل إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة، ففرضت عقوبات على قادة ميدانيين في الدعم السريع وشبكات تمويل مرتبطة بهم.

تصريحات روبيو الأخيرة تمثل نقلة نوعية في اللغة الدبلوماسية الأمريكية، إذ لا تكتفي بالإدانة، بل تدعو إلى تحرك دولي منسّق لقطع مصادر التسليح والتمويل عن قوات الدعم السريع، التي يُعتقد أنها تتلقى دعما خارجيا من أطراف إقليمية.

تأثير الموقف على موازين الحرب

يطرح الموقف الأمريكي الجديد تساؤلات حول مدى قدرته على تغيير موازين القوى في الميدان.

فالدعم السريع، الذي سيطر مؤخرا على مدينة الفاشر الإستراتيجية، يعتمد إلى حد كبير على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي تصل إليه من الخارج عبر طرق تهريب معقدة تمتد عبر حدود السودان الغربية.

وإذا نجحت واشنطن في حشد دعم دولي حقيقي لفرض حظر فعلي على توريد السلاح إلى قوات الدعم السريع، فقد يؤدي ذلك إلى إبطاء زخمها العسكري، خاصة في دارفور وكردفان، ويمنح الجيش السوداني فرصة لإعادة تنظيم صفوفه.

لكن في المقابل، فإن تنفيذ مثل هذا الحظر يواجه عقبات كبيرة، أبرزها غياب سلطة مركزية قادرة على ضبط الحدود، وتعدد الجهات المتورطة في شبكات التسليح والتهريب، إلى جانب تضارب مصالح القوى الإقليمية المنخرطة بشكل غير مباشر في الصراع.

البعد الإقليمي والدولي

تحمل تصريحات روبيو أيضا رسائل واضحة إلى بعض الدول التي يُعتقد أنها تقدم دعماً مباشرا أو غير مباشر للدعم السريع.

ورغم أنه لم يسمّ تلك الدول، فإن حديثه عن "بلدان نعرفها وسنتحدث معها" يشير إلى نية واشنطن ممارسة ضغوط دبلوماسية واقتصادية لإجبار تلك الأطراف على وقف إمداداتها.

هذا التوجه يمكن أن يفتح الباب أمام مواجهة دبلوماسية جديدة بين الولايات المتحدة وبعض القوى الإقليمية، خاصة إذا رأت الأخيرة أن واشنطن تحاول فرض رؤيتها السياسية على مسار الحرب بما يتعارض مع مصالحها.

الإمارات في مرمى الاتهامات

ومنذ اندلاع الحرب، اتهم الجيش السوداني دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم دعم عسكري ولوجستي لقوات الدعم السريع، مؤكدا أن أسلحة ومعدات حديثة تصل إلى الأخيرة عبر مسارات برية وجوية من تشاد وليبيا وكينيا والصومال.

وقالت القيادة العامة للجيش في بيانات متكررة إن هذا الدعم يسهم في إطالة أمد الحرب ويعرقل جهود التهدئة، في حين نفت أبوظبي تلك الاتهامات مؤكدة التزامها بالحياد ودعمها للمسار الإنساني وحل الأزمة عبر الحوار.

انعكاسات الموقف على فرص الحل السياسي

وفي حال تبنّى المجتمع الدولي الموقف الأمريكي ودفع نحو تجفيف مصادر تسليح الدعم السريع، فقد يؤدي ذلك إلى تسريع العودة إلى طاولة المفاوضات، خصوصا إذا أدركت قيادة الدعم السريع أن استمرار القتال لن يكون مجديا في ظل نقص الموارد والسلاح.

لكن على الجانب الآخر، قد يدفع الضغط الخارجي المفرط بقادة الدعم السريع إلى التشدد، وربما إلى محاولة تعويض النقص في التسليح بممارسات ميدانية أكثر عنفا ضد المدنيين، ما سيزيد من معاناة السكان ويعقّد جهود الوساطة.

سيناريوهات محتملة

من غير المتوقع أن يؤدي الموقف الأمريكي وحده إلى إنهاء الحرب في السودان ما لم ترافقه خطة شاملة تشمل وقفا لإطلاق النار، وآلية مراقبة ميدانية، ومسارا سياسيا واضحا يضمن تمثيلا متوازنا للأطراف.

غير أن هذه الدعوة تمثل مؤشرا على تحول في أولويات واشنطن، من التركيز على المساعدات الإنسانية فقط إلى السعي للتأثير المباشر على موازين القوى داخل الصراع، وهو تحول قد يفتح نافذة أمل جديدة لإنهاء الصراع السوداني.

برأيكم


* هل تمتلك الولايات المتحدة بالفعل القدرة على تنفيذ حظر فعال على تسليح قوات الدعم السريع في ظل الفوضى الحدودية بالسودان؟
* ما مدى استعداد الدول الإقليمية للامتثال للمطالب الأمريكية، خاصة إذا كانت تربطها مصالح اقتصادية أو أمنية بالدعم السريع؟
* كيف يمكن أن ينعكس الموقف الأمريكي على موقف الجيش السوداني ومسار عملياته العسكرية؟
* هل قد يؤدي الضغط الأمريكي إلى تقارب جديد بين واشنطن والخرطوم بعد سنوات من التوتر؟
* ما تأثير هذا التحول في السياسة الأمريكية على فرص التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السودانية؟

نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 14 نوفمبر/تشرين الثاني.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا