آخر الأخبار

غارديان: الدم المسفوك في السودان يُرى من الفضاء

شارك

في مقال مؤلم ومشحون بالحقائق الميدانية، وضعت الكاتبة نسرين مالك القارئ أمام مأساة مدينة الفاشر في إقليم دارفور بالسودان، التي سقطت مؤخرا في يد قوات الدعم السريع بعد حصار دام أكثر من عام ونصف.

ووصفت الكاتبة -في زاويتها بصحيفة غارديان- ما حدث عقب سقوط المدينة بأنه كارثة إنسانية وجريمة إبادة جماعية جديدة ترتكب على مرأى من العالم، إذ تشير التقارير إلى وقوع مجازر مروعة بحق المدنيين شملت حتى المستشفيات، مع حديث شهود عيان عن إعدامات ميدانية وعمليات تطهير عرقي .

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 صحف عالمية: حظوظ السلام تتزايد لدى الإسرائيليين ومخاوف من تقسيم السودان
* list 2 of 2 كاتبة من غزة: "من هنا إلى السودان ألَمُهم هو ألمنا" end of list

وأوضحت نسرين مالك أن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت بقع الدم على الأرض نتيجة كثافة القتل، في مشهد يذكر ببدايات الإبادة الرواندية، مؤكدة أن ما يحدث لم يكن مفاجئا بل كان متوقعا منذ شهور.

مصدر الصورة تظهر الصورة التي نشرها المجلس النرويجي للاجئين عائلات نازحة من الفاشر (أسوشيتد برس)

وكانت الفاشر تضم أكثر من مليون نازح فروا من مناطق أخرى من دارفور، ليجدوا أنفسهم محاصرين مجددا في ظروف مأساوية تجمع بين الجوع والخوف والموت، كما تقول الكاتبة.

وترى الكاتبة أن سقوط الفاشر يمثل نقطة تحول خطيرة في حرب السودان المستمرة منذ أكثر من عامين بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وهي حرب تعود جذورها إلى انهيار الشراكة الهشة بين العسكريين والمدنيين بعد ثورة 2019 التي أطاحت بالرئيس عمر حسن البشير .

ونبهت نسرين مالك إلى أن الحرب لم تعد بين جيش نظامي ومليشيا خارجة عن السيطرة كما بدأت، بل بين جيشين متكافئين في القوة والسلاح والتمويل الخارجي، مما جعل الصراع أكثر دموية واستعصاء على الحسم.

ومنذ ذلك الحين نزح الملايين، وقتل نحو 150 ألف شخص، وأصبح أكثر من 30 مليون سوداني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مع أن هذه الأرقام لا تعكس عمق مأساة السودان ولا سرعة انهياره ولا القسوة المفرطة التي مارست بها قوات الدعم السريع حملتها في دارفور، كما تقول الكاتبة.

دعوة للتحرك

وحملت الكاتبة جزءا كبيرا من المسؤولية لإحدى الدول الإقليمية، التي وصفتها بأنها الراعي الأساسي لقوات الدعم السريع، من خلال تمويل وتسليح المليشيا التي سبق أن استعانت بها في حرب اليمن.

المأساة السودانية ليست منسية بل مهملة عمدا، مما يعكس تحول السياسة الخارجية العالمية من الدبلوماسية الأخلاقية إلى البراغماتية العارية التي تحكمها المصالح الاقتصادية والسياسية فقط

وقد مكن هذا الدعم -كما تقول الكاتبة- قوات الدعم السريع من مواصلة جرائمها، ومنح تلك الدولة في المقابل نفوذا اقتصاديا وسياسيا في السودان، لا سيما عبر السيطرة على ذهب دارفور ومناطق التعدين في الغرب.

إعلان

وتتهم الكاتبة المجتمع الدولي، وعلى رأسه بريطانيا والولايات المتحدة، بالتواطؤ بالصمت، لتغاضيهما عما يحدث حفاظا على مصالحهما وعلاقاتهما الدولية.

وخلصت نسرين مالك إلى أن العالم لا يمكنه الادعاء بعدم المعرفة بما يجري، لأن الجرائم باتت مرئية من الفضاء البعيد، مشيرة إلى أن المأساة السودانية ليست "منسية" بل مهملة عمدا، مما يعكس تحول السياسة الخارجية العالمية من الدبلوماسية الأخلاقية إلى البراغماتية العارية التي تحكمها المصالح الاقتصادية والسياسية فقط.

وختمت الكاتبة مقالها بدعوة صريحة إلى تحرك عاجل من المجتمع الدولي، محذرة من أن سكان الفاشر محاصرون في ساحة قتل، وأن كل دقيقة تأخير في التدخل تعني مزيدا من الدماء.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا