ضرب إعصار ميليسا منطقة البحر الكاريبي هذا الأسبوع، مُخلّفاً وراءه دماراً هائلاً في كل من جامايكا وهايتي وكوبا، قبل أن يضعف إلى عاصفة من الفئة الأولى مع اقترابه من جزر البهاما وبرمودا.
ومع استمرار وصول سرعة الرياح إلى 90 ميلا في الساعة (145 كم/ ساعة)، لا يزال الإعصار يُشكل تهديداً خطيراً للأرواح والبنية التحتية في جميع أنحاء المنطقة.
ففي جامايكا، وصف رئيس الوزراء، أندرو هولنس، الأضرار بأنها "خطيرة ومُفجعة"، مشيراً إلى أن الأجزاء الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية من البلاد "دُمّرت بالكامل".
وقال إن بلدة بلاك ريفر في أبرشية سانت إليزابيث "دُمرت بالكامل"، إذ تهدمت أسطح ما يصل إلى 90 في المئة من المباني، ودُمرت المستشفيات ومراكز الشرطة والمرافق الحكومية بالكامل.
وأكدت السلطات في جامايكا وفاة أربعة أشخاص على الأقل - ثلاثة رجال وامرأة - في سانت إليزابيث بعد أن جرفتهم مياه الفيضانات.
وأظهرت لقطات صورتها طائرات بدون طيار من مونتيغو باي وسانت إليزابيث منازل مُسواة بالأرض، و أشجار مُقتلعة من جذورها، ومجتمعات بأكملها غارقة تحت مياه الفيضانات الموحلة.
وقال كريستوفر هاكر، أحد سكان غرب جامايكا "لقد اختفى كل شيء".
في حين وصف ساكن آخر يدعى، أندرو هيوستن مونكور، العاصفة لوكالة فرانس برس قائلاً: "شعرت وكأنها قطار بضائع يمر فوقنا".
وفي سياق متصل، عانت هايتي من أسوأ آثار العاصفة. وأفاد المسؤولون هناك بمقتل 23 شخصاً على الأقل، بينهم عشرة أطفال، في أعقاب فيضانات واسعة النطاق في ليه كاي وبورت أو برنس.
وجرفت الفيضانات المنازل وشردت الآلاف مع ارتفاع منسوب المياه بسرعة. وقالت منظمة الإغاثة العالمية، إن الناس يزيلون الأنقاض "بأيديهم العارية" وسط انقطاعات التيار الكهربائي المستمرة وانهيار البنية التحتية.
أما كوبا، التي واجهت الإعصار بكامل قوته في وقت سابق من يوم الأربعاء، فقد أعلنت عن أن الرياح وصلت سرعتها إلى 185 كيلومترا في الساعة وأن الأمطار الغزيرة غطت جميع أنحاء مقاطعاتها الشرقية.
وأكد الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، إجلاء أكثر من 735 ألف شخص قبل وصول العاصفة. وقال إن العاصفة ميليسا تسببت في "أضرار جسيمة"، إلى جانب فيضانات واسعة النطاق في المناطق المنخفضة وانقطاع التيار الكهربائي في معظم أنحاء الجزيرة.
وخاطب المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي قائلاً: "أطلب من أفراد شعبنا ألا يتهاونوا".
في جامايكا، أكد وزير النقل، داريل فاز، إعادة فتح مطاري كينغستون وأوتشو ريوس لرحلات الإغاثة الإنسانية، مع استئناف العمليات التجارية يوم الخميس.
كما سيُعاد فتح مطار سانغستر الدولي في مونتيغو باي لعمليات الإغاثة قبل استئناف الخدمات التجارية لاحقاً.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل فرق استجابة للكوارث إلى جامايكا والدول المتضررة الأخرى لتقييم الاحتياجات الإنسانية.
وأكد مسؤولون أنه تم تفعيل وحدتي بحث وإنقاذ أمريكيتين من كاليفورنيا وفرجينيا للمنطقة، إلى جانب فرق متخصصة في تصريف المياه والصرف الصحي والمساعدات الغذائية والمأوى.
وأعرب الملك تشارلز الثالث، ملك انجلترا ودول الكومنولث، التي تعد جامايكا إحداها، عن "حزنه العميق" إزاء الدمار، مشيداً بـ"شجاعة خدمات الطوارئ والعاملين في الخطوط الأمامية والمتطوعين" الذين استجابوا للأزمة.
أفاد المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، أن درجة الإعصار ميليسا ضعفت الآن إلى إعصار من الفئة الأولى، مع رياح قصوى تبلغ سرعتها 90 ميلاً في الساعة (145 كم/ ساعة).
ومن المتوقع أن تمر العاصفة عبر جنوب شرق ووسط جزر البهاما خلال الليل، مسببة هطول أمطار غزيرة تصل إلى 10 بوصات (25 سم) وارتفاع أمواج يصل إلى مترين.
ولا تزال تحذيرات الأعاصير سارية في جزر البهاما وبرمودا، بينما تخضع جزر تركس وكايكوس لتحذير من عاصفة استوائية.
على الرغم من أن الإعصار ضعف، إلا أن خبراء الأرصاد الجوية يحذرون من أن الإعصار ميليسا لا يزال يحمل "رياحاً عنيفة، وهيجاناً بحرياً خطيراً، وفيضانات تهدد الحياة".
وبالنسبة لآلاف الأشخاص في جميع أنحاء منطقة البحر الكاريبي، فإن التحدي الحقيقي الآن هو البقاء على قيد الحياة – والمضي في الطريق الطويل والصعب للتعافي.
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة