في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في مقاله بصحيفة هآرتس، يرى الكاتب اليساري جدعون ليفي أن عودة الأسرى كشفت الحقيقة المعروفة سلفا لدى الجميع، وهي أن معاملة إسرائيل السيئة للأسرى الفلسطينيين جعلت الظروف التي عاشها الإسرائيليون المحتجزون في قطاع غزة أسوأ، وقد اتضح الآن أن للشر ثمنا.
ويستشهد بتقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أمس الأربعاء، للكاتب ناداف إيال ورد فيه أن جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) الإسرائيلي حذر منذ أواخر 2024 من أن تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير والتحريض الإعلامي كانت تفاقم الأوضاع المروعة التي يعاني منها الأسرى، لكن أحدا لم يهتم بذلك.
ويسرد ليفي في مقاله أدلة مروعة كشفت عنها صحيفة غارديان البريطانية مؤخرا في تقرير عن 135 جثة مشوّهة ومقطعة لسجناء فلسطينيين أُعيدت إلى قطاع غزة، وبجانب كل منها ملاحظات تشير إلى أنها كانت محتجزة في سجن سدي تيمان .
كما تُظهر صور أيدٍ مقيدة وآثار تعذيب تدل على الموت خنقا، والسحق تحت جنازير الدبابات.
ويضيف الكاتب اليساري أن السجناء الفلسطينيين المفرج عنهم -بمن فيهم أطباء- وصلوا إلى غزة مُنهكين ونُحفاء. ومن بين هؤلاء الطبيب أحمد مهنا، مدير مستشفى العودة في مخيم جباليا ، الذي اعتُقل في ديسمبر/كانون الأول 2023 وأُفرج عنه خلال الهدنة، هذا الأسبوع.
ونقل ليفي عنه القول إنه كان يُنقل من مكان إلى آخر أثناء اعتقاله، من بينها مكان وصفه بأنه أشبه بــ"قفص للكلاب" حيث أساء الجنود الإسرائيليون معاملته باستخدام كلاب مرعبة.
وفي ذلك الوقت، كانت إسرائيل تفاخر بظروف احتجازه، وفق المقال الذي يضيف كاتبه أن حكومة تل أبيب تتباهى اليوم بممارسة السادية والتعذيب وإساءة معاملة الفلسطينيين.
وأرجع الكاتب تلك الممارسات إلى أن الحكومة الإسرائيلية تفهم ما يدور في نفوس مواطنيها، "فغالبيتهم انتقاميون ويباركون التعذيب".
وباستثناء منظمات مثل " أطباء بلا حدود " و" بتسيلم " و"لجنة مناهضة التعذيب"، لم يخرج أحد تقريبا ليتحدث ضد ما يحدث، بحسب مقال هآرتس.
الحكومة الإسرائيلية تفهم ما يدور في نفوس مواطنيها، "فغالبيتهم انتقاميون ويباركون التعذيب"
ويقارن ليفي معاملة إسرائيل السيئة للفلسطينيين بالظروف التي احتُجز فيها أدولف أيخمان، أحد أشهر الألمان النازيين المسؤولين عن ترحيل اليهود إلى معسكرات الموت في بولندا إبان الحرب العالمية الثانية .
ويوضح أن أيخمان لم يتعرض لأي اعتداء جسدي قبل أن يُنفَّذ فيه حكم الإعدام بأمر من المحكمة.
ويرى ليفي أن المزاج الانتقامي العام، بما في ذلك دعوات لإعدام مقاتلي قوات النخبة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس )، سهّل تواطؤ المؤسسات مع الانتهاكات.
ويشمل تعريف من يُعتبر من "النخبة" أي شخص تجرأ ودخل إسرائيل في الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حتى أن الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت طالب هذا الأسبوع بإعدامهم.
يحذر المقال من أن الشاباك، ومصلحة السجون الإسرائيلية، والجيش الإسرائيلي قد بدأوا العمل بجدية في تنفيذ ذلك بالفعل.
ويخلص ليفي إلى أن اهتمام الإسرائيليين ينصبّ فقط على الأذى الذي وقع على أسراهم، و "كل ما عدا ذلك فهو مغتفر".
ويختم بالقول إن الشعب الإسرائيلي يشعر، في كثير من الأحيان، بالحماس والاعتزاز ويُقدِّر الإساءة، "ذلك لأننا أردنا السادية، وحصلنا عليها".