#غزة.. لقطات مصوّرة توثّق حجم الدمار في مناطق عدة بالقطاع جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال عامين من الحرب #حرب_غزة pic.twitter.com/eHBwfvvZjI
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 14, 2025
غزة- قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا إن نحو 55 مليون طن من الركام وحطام المنازل والمنشآت والبنى التحتية جراء التدمير الهائل على مدار عامين من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ، تعوق عمليات الإغاثة والإيواء العاجلة للسكان والنازحين.
وفي حوار خاص مع الجزيرة نت، قدّر الشوا أن كلفة الإعمار تتراوح بين 70 إلى 90 مليار دولار، ويحتاج ذلك لسنوات طويلة قادمة، بالنظر إلى حجم الدمار الذي طال كل قطاعات ومفاصل الحياة.
وأكد أن القطاع بحاجة إلى إعمار كامل وحقيقي مما يتطلب آلية رقابة دولية على دخول المساعدات والإمدادات الإنسانية، وضمان التزام الاحتلال وعدم وضعه العراقيل، لتحقيق السرعة والاستجابة الإنسانية العاجلة.
وفيما يلي نص الحوار:
ربما يفوق ذلك، ويحول الركام الكبير دون قدرة المؤسسات الإنسانية على الوصول بالخدمات الحيوية الأساسية إلى مناطق مختلفة، خاصة في مدينة غزة وشمال القطاع، وبلدات شرق خان يونس ، حيث الطرق مغلقة بشكل كبير جدا.
كما أن هناك دمارا كبيرا في البنى التحتية المختلفة خاصة المياه والصرف الصحي، وفي ظل هذا الواقع المرير نفتقد للآلات الثقيلة والمناسبة للتعامل مع أطنان الركام وإعادة الحياة للقطاعات الحيوية، نحن بحاجة لوقت وجهد كبيرين، الأمر الذي من شأنه أن يحول دون عودة النازحين، واستمرار معاناتهم رهن بقدرة المجتمع الدولي على ضمان تدفق الإمدادات والاحتياجات اللازمة لاستعادة نسق الحياة.
قطاع غزة يحتاج كل شيء حرفيا، وبشكل خاص وعاجل نحتاج مستلزمات الإيواء من خيام وكرافانات (بيوت متنقلة)، ووفق تقديراتنا فإننا بحاجة فورية لنحو 300 ألف خيمة والإسراع في إدخالها، خاصة ونحن على أبواب فصل الشتاء، ومعظم خيام النازحين مهترئة، وأصحابها سيواجهون كارثة حقيقية مع هطول الأمطار.
كما نحتاج فوريا لتدفق كميات كبيرة من المواد الغذائية، حيث أن جميع سكان القطاع يعتمدون على المساعدات الإنسانية بكل أصنافها، ويعاني عشرات آلاف الأطفال من سوء التغذية الحاد، وأكثر من 90% من الغزيين فقدوا مصادر الدخل خلال عامي الحرب.
وتبرز الحاجة الماسة لتعزيز منظومة المطابخ المجتمعية (التكايا الخيرية)، وطالبنا في شبكة المنظمات الأهلية كل الجهات والهيئات المختصة بضرورة افتتاح مزيد منها، خاصة في المناطق التي عاد إليها النازحون.
كما لا بد من العمل العاجل على إعادة تأهيل منظومة المياه بشكل أساسي، وفي ظل التدمير الهائل لهذه المنظومة من شبكات وآبار، نحتاج لمحطات تحلية المياه وسيارات متنقلة لنقلها (صهاريج) ولإيصالها للسكان والنازحين في المناطق المدمرة.
وهناك حاجة ضرورية وعاجلة لمولدات كهرباء تعمل على الوقود، وألواح طاقة شمسية، لتوفير الكهرباء للمستشفيات والبلديات والمرافق الحيوية، وإصلاح شبكة الاتصالات، لتسهيل مهام إعادة الحياة ولو بصورة نسبية بعد عامين من التدمير الممنهج.
يجب أن لا يكون هناك حد لعدد شاحنات الإمدادات الإنسانية يوميا، و600 شاحنة لا تكفي للاحتياجات الهائلة بالنسبة لأكثر من مليوني إنسان في غزة، وينبغي السماح للقطاع الخاص بإدخال شاحنات من أصناف كثيرة مفقودة.
ويُشار إلى أهمية السماح لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا ) بالعمل بحرية، فهي تشكل العمود الفقري وتمثّل ما بين 40 إلى 50% من الخدمات الإنسانية، علاوة على الكثير من المنظمات غير الحكومية والدولية التي يمنع الاحتلال دخول مساعداتها للقطاع، ولديها آلاف الشاحنات المحملة بأصناف مختلفة من الإمدادات الإنسانية على المعابر.
إن حجم الاستجابة المالية من الكثير من الجهات المانحة قليل أمام هول الواقع الإنساني المتردي والتدمير الواسع والفظائع التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي. ونحتاج على نحو عاجل لطواقم متخصصة يمكنها التعامل مع المتفجرات ومخلفات الاحتلال، التي تسببت في وقوع ضحايا.
حتى الآن لم يلتزم الاحتلال سواء بالكميات أو بطبيعة المواد التي يجب أن تدخل، ويتوجب الضغط عليه للسماح بإدخال الكميات المطلوبة، وأصناف متنوعة وأساسية وضرورية، وإعطاء أولوية لمستلزمات الإيواء بشكل عاجل وفوري.
وطالبنا جميع الجهات المعنية بالإسراع في توفير الآلات الثقيلة والأدوات اللازمة لإزالة الركام وفتح الطرق والشوارع، وهي ضرورية أيضا لانتشال آلاف جثامين الشهداء من تحت المنازل والمباني المدمرة.
وأقترح أن يكون هناك آلية رقابة دولية على دخول المساعدات والإمدادات الإنسانية، لضمان عدم تنصل الاحتلال من التزاماته وإعاقة تنفيذ الاتفاق.
#عامان_على_حرب_غزة.. أسعار السلع الأساسية في غزة تقفز إلى مستويات عالية تحت وطأة الحرب والحصار#الأخبار pic.twitter.com/dBisyS8EJp
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 8, 2025
بالفعل لا تزال الأسعار مرتفعة، والسبب الرئيسي أن الاحتلال لا يسمح بالدخول الطبيعي للبضائع والسلع، التي تمر بإجراءات معقدة وضمن عملية تنسيق مكلفة ماليا، فضلا عن كلفة التأمين وعمليات النقل وغلاء أسعار الوقود وعدم توفر مخازن تجارية، وتعطل منظومة المصارف.
معوقات كثيرة يتوجب معالجتها سريعا من أجل ضمان دخول البضائع والسلع، مع مراعاة التوازن ما بين دخول الشاحنات التجارية والإمدادات الإنسانية، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس إيجابيا على حالة الأسواق والأسعار.
نعم، على الأقل مليون و500 ألف فلسطيني فقدوا منازلهم خلال الحرب، أي نحو 90% من المنازل السكنية دمرت كليا أو جزئيا ولم تعد صالحة للسكن، ولا تتوفر مواد البناء من أجل إجراء إصلاحات مهما كانت بسيطة للبيوت المتضررة، فضلا عن عدم توفر مستلزمات الإيواء.
وفي ظل هذا الواقع يقيم أغلبية الغزيين في منازل متداعية وآيلة للسقوط، أو في خيام في مناطق غير ملائمة للسكن والإيواء، مما يتطلب تدخلات فورية وعاجلة لتوفير الخيام، والمواد اللازمة لعمليات الصيانة، نحن بحاجة لتوفير كل مستلزمات الإيواء بكل أشكالها، بما فيها الفرشات والأغطية ومواد النظافة.
هناك مناطق واسعة دمرت بشكل كبير، ومنها مدينة رفح التي مدمرة كليا، ومناطق شرق مدينة غزة، وبلدات شمال القطاع، وأخرى شرق خان يونس مدمرة بنسبة تفوق 90%، ومدينة غزة نفسها مدمرة بنسبة أكثر من 85%.
وجراء ذلك تراكمت ملايين الأطنان من الركام، خاصة في مدينة غزة التي تعرضت لتدمير ممنهج للأبراج السكنية المرتفعة ومتعددة الطوابق، علاوة على تراكم أكثر من 800 ألف طن من النفايات في أنحاء القطاع، منها نحو 300 ألف طن في هذه المدينة وحدها، وسيكون لها تأثير خطير على صحة المواطنين والواقع البيئي والخزان الجوفي.
وتشكل أطنان الركام والنفايات الصلبة عائقا كبيرا أمام عمليات الإيواء، إذ اضطرت عائلات نازحة إلى نصب خيامها فوق أكوام النفايات وحولها، وفي ذلك مخاطر جمة على صحة الأطفال والنساء والفئات الهشة، وهي بيئة خصبة لانتشار الأوبئة والأمراض خاصة مع حلول فصل الشتاء.
القطاع الصحي أحد الأولويات الأساسية، ولذلك ناشدنا بشكل خاص وعاجل بضرورة العمل الفوري على تأهيل هذه المنظومة، بالتزامن مع السماح بدخول الطواقم الطبية المتخصصة من الخارج، مع أهمية إنشاء مستشفيات ميدانية متخصصة، والعمل باتجاه افتتاح العيادات الصحية المتنقلة في مختلف مناطق الإيواء، إذ إن هذا القطاع تعرض لتدمير ممنهج أخرج أغلبية المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية عن الخدمة.
ونؤكد الحاجة العاجلة لأكثر من 300 ألف خيمة، وكرافانات، سواء من أجل إيواء النازحين أو لاستخدامها في الخدمات الحيوية كالعيادات الصحية، وإنشاء مراكز إيواء نموذجية تحتوي على خدمات متنوعة خاصة مدارس، لتعويض مئات آلاف الطلبة عن الفاقد التعليمي، جراء توقف المسيرة التعليمية عن العمل طوال فترة الحرب.
نحن بحاجة إلى سنوات مع الأسف، من أجل إزالة الركام والبدء بعملية الإعمار، مع ضرورة التوازي بين إزالة الركام وإنشاء مبان سكنية تستوعب أعداد الأسر النازحة. وبموازاة ذلك أيضا يجب العمل على عمليات الإنعاش الاقتصادي والتجاري والاجتماعي.
وتشير التقديرات إلى أن الكلفة المالية للإعمار تتراوح ما بين 70 إلى 90 مليار دولار على الأقل، ونحن نتحدث هنا عن إعمار القطاع من الأساس وليس إعادة إعمار، فالتدمير الهائل جراء الحرب يستدعي إعمارا كاملا وحقيقيا على مختلف الأصعدة وفي مختلف مفاصل الحياة، وليس فقط منازل ومبان سكنية.