في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في عودة لافتة إلى قلب السياسة الأميركية، برز جاريد كوشنر ، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره السابق، بوصفه أحد أبرز مهندسي خطة السلام الجديدة الخاصة بقطاع غزة ، رغم ابتعاده رسميا عن الإدارة في ولايتها الثانية.
فبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، كان كوشنر في صدارة المفاوضات الحساسة التي سبقت إعلان ترامب عن اختراق لإنهاء الحرب في قطاع غزة، بما في ذلك الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتقديم اعتذار علني -وصفته بالمُذل- إلى قطر عن ضربة صاروخية إسرائيلية على الدوحة في 9 سبتمبر/أيلول الماضي وأثارت أزمة دبلوماسية.
وذكرت أن كوشنر شارك في صياغة خطة السلام المكونة من 20 بندا التي أعلنها ترامب في البيت الأبيض بوجود نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية .
ونقلت عن أشخاص مطلعين على ما جرى أن كبار مسؤولي الإدارة الأميركية -ومن بينهم مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف – سارعوا إلى صياغة العبارات المناسبة.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن كوشنر، رغم غيابه الرسمي، يمارس نفوذا واسعا خلف الكواليس، إذ يقدم المشورة لمسؤولين في الإدارة مثل وزير التجارة هوارد لوتنيك ووزير الخزانة سكوت بيسنت.
على أن تأثيره لم يقتصر على ذلك فحسب، بل يشمل كذلك مشاركاته في نقاشات اقتصادية تتعلق بالصين، فضلا عن اهتمامه المستمر بسياسات العدالة الجنائية.
وإذا سارت خطة السلام قُدما -كما تفيد الصحيفة- فسيكون كوشنر وويتكوف منخرطين بعمق في جهود إعادة إعمار غزة، إذ يجريان محادثات مبكرة مع مطورين يسعون إلى تنفيذ رؤية ترامب بتحويل المنطقة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" .
كما تواصل كوشنر مع شركاء محتملين للانضمام إلى مجلس إدارة يُشرف على الحوكمة، وفقًا لمصادر مطلعة.
وفضلا عن ذلك، تقول الصحيفة إن كوشنر يتواصل مع رجال أعمال دوليين لبحث فرص الاستثمار في إعادة إعمار غزة ضمن رؤية ترامب لتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وفي الوقت نفسه، يواصل كوشنر توسيع إمبراطوريته التجارية، وفقا لوول ستريت جورنال التي أبرزت قيام شركته الاستثمارية "أفينيتي بارتنرز" مؤخرا بإبرام صفقة قياسية بقيمة 55 مليار دولار مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة "سيلفر ليك" للاستحواذ على شركة ألعاب الفيديو "إلكترونيك آرتس"، التي تصفها الصحيفة بأنها أكبر صفقة استحواذ بالاستدانة من نوعها في التاريخ.
ووفقا للتقرير الصحفي، فقد أثارت تلك الأنشطة تساؤلات حول تضارب المصالح، وهو ما ينفيه كوشنر بشدة.
ويبرز التقرير أن كوشنر لعب أيضا دورا في اختيار ستيف ويتكوف مبعوثا لترامب إلى الشرق الأوسط، حيث عملا معا على بناء دعم عربي لخطة قطاع غزة عقب الأزمة التي فجرتها الضربة الإسرائيلية في قطر، وساعدا في إقناع ترامب بالمضي قدما في الخطة التي أعلنها رسميا في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
وتختتم الصحيفة بأن عودة كوشنر إلى دائرة التأثير داخل البيت الأبيض، بعد أن أعلن اعتزاله السياسة قبل 4 سنوات، تؤكد استمرار اعتماده على شبكاته المالية والسياسية الواسعة في الشرق الأوسط، وسط تزايد الجدل في واشنطن حول التداخل بين نفوذه السياسي ومصالحه الاستثمارية.