آخر الأخبار

مشاهد صاخبة وخرق فاضح.. ماذا جرى في المسجد الأقصى اليوم؟

شارك





شهد المسجد الأقصى -اليوم الأربعاء- ثاني أيام عيد العُرش (المظلة) اليهودي، انتهاكات صاخبة وغير مسبوقة لحرمة المسجد الأقصى، وسط تحذيرات فلسطينية وعربية من تجاوز المستوطنين والمؤسسة الرسمية الإسرائيلية الخطوط الحمر باتجاه تقسيم المسجد.

وتمثلت انتهاكات اليوم بتعمد مجموعات المستوطنين وبالعشرات تشكيل حلقات للرقص والغناء والتصفيق بشكل متواصل طوال فترة اقتحامهم، بما في ذلك قبالة المصلى القبلي المسقوف، فضلا عن إدخال قرابين نباتية ومشاركة وزراء ومسؤولين في أداء طقوس علنية.

وأغلق باب المغاربة بعد اقتحام 1758 مستوطنا ومستوطنة المسجد على فترتين، وفقا لإحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وكان من بين المقتحمين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي يقتحم المسجد للمرة التاسعة منذ اندلاع الحرب على غزة قبل عامين.

بن غفير وآخرون

وذكر موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي أنه في خضّم المفاوضات في مصر لإنهاء حرب غزة، "صعد بن غفير إلى جبل الهيكل وقال إنه صعد للصلاة من أجل النصر في الحرب والقضاء على حماس وعودة المختطفين (الإسرائيليين في غزة)".

وقال بن غفير خلال الاقتحام "مرّ عامان على المذبحة المروعة ( طوفان الأقصى )، وهنا في جبل الهيكل هناك نصر، كل بيت في غزة يحمل صورة جبل الهيكل، واليوم بعد عامين، نحن منتصرون على جبل الهيكل.. نحن أصحاب البيت".

كما اقتحم المسجد رئيس لجنة الداخلية عضو الكنيست إسحاق كرويزر عن حزب "العظمة اليهودية" وهو حزب بن غفير، وادعى أن هدف اقتحامه هو "رفع راية السيادة والحكم".

وقال "نرسل رسالة واضحة إلى عدونا الذي شن قبل عامين هجوما وحشيا على شعبنا وأطلق على عمليته اسم طوفان الأقصى، وها نحن بعد عامين وطوفان من اليهود يصعد إلى جبل الهيكل".

مصدر الصورة قوات الاحتلال رافقت المقتحمين ولم تمنع انتهاكاتهم بالمسجد الأقصى (الجزيرة)

تكريس التهويد

إلى جانب هذين المتطرفين أدى مئات المستوطنين الصلوات والطقوس الدينية في كل أنحاء المسجد بعد أن كانت تقتصر على الجهة الشرقية من المسجد، كما كان المتطرفون يتعمدون أداء طقس السجود الملحمي (الانبطاح الكامل واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه بالكامل، ويمثّل هذا أقصى درجات الخضوع) أثناء خروجهم من باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى في جداره الغربي.

إعلان

لكن، ومنذ اندلاع الحرب الحالية على غزة أصبحت أيدي جماعات الهيكل المتطرفة طائلة في أولى القبلتين لتساهل شرطة الاحتلال مع انتهاكاتهم بإيعاز من بن غفير، وباتت الطقوس تؤدى في معظم أنحاء المسجد.

وضمّ أحد أفواج المقتحمين العشرات من "مدرسة جبل الهيكل الدينية"، وتعمد هؤلاء الاستعراض بالرقص والغناء والتصفيق قبالة المصلى القبلي، أول مكان يلي الاقتحام من باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد.

ونُفذت هذه الانتهاكات بحماية من شرطة الاحتلال التي أعلنت قُبيل حلول هذا العيد أنها ستسمح باقتحام 6 أفواج من المستوطنين للمسجد كل ساعة، أي بواقع فوج كل 10 دقائق، وهذا يعني تجمع المئات من المتطرفين داخل المسجد دفعة واحدة، مع منع تام لتواجد حراس الأقصى في مسار الاقتحامات.

وأظهر مقطع فيديو نشره الصحفي والناشط في جماعات الهيكل المتطرفة، أرنون سيغال مستوطنا نجح في إدخال قرابين نباتية خاصة بعيد العُرش إلى الأقصى وأدى الطقوس الخاصة بها في الجهة الشرقية من المسجد.



انقضاض وتقسيم

في تعقيبه على هذه الانتهاكات قال خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس عكرمة صبري للجزيرة نت، إن السلطات المحتلة تستغل هذه الأعياد للانقضاض على الأقصى المبارك، وخاصة في موضوع الاقتحامات التي يتقدمها مسؤولون إسرائيليون لتشجيع المقتحمين وأداء الصلوات التلمودية التوراتية، ورفع الأعلام الإسرائيلية بالإضافة للصخب والضجيج والغناء والرقص وهذا يدل على أن الأقصى ليس مكانا مقدسا لديهم.

واعتبر صبري ما حصل ويحصل "استفزازا لمشاعر المسلمين" محملا الحكومة الإسرائيلية "مسؤولية ما يجري بحق هذا المسجد المبارك الذي يخص المسلمين وحدهم".

وشدد على أن "ما يقومون به لن يكسبهم أي حق فيه، ونؤكد حقنا الشرعي الذي قرره الله تعالى من 7 سماوات، ولا تنازل عن هذا المسجد ولا تفاوض حوله وكل ما يقومون به هو أمر مستنكر وباطل".

وتتزامن اقتحامات اليوم الثاني من عيد العرش مع الذكرى الـ35 لمجزرة الأقصى التي وقعت في ساحاته يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1990، ولم تكن حينها قد انطلقت الاقتحامات الجماعية للمستوطنين للمسجد الأقصى.

وبين الأمس واليوم والتغيرات الجذرية التي حدثت داخل الأقصى بقوة الاحتلال، أكد خطيب الأقصى عكرمة صبري أن "التغيرات غير المسبوقة بدأت منذ اليوم الأول من الحرب على غزة قبل عامين".

وأشار إلى حصار مدينة القدس حصارا شديدا، واعتقال المقدسيين دون مبرر وبشكل تعسفي، ومنعهم من دخول الأقصى بهدف تفريغه وفسح المجال أمام المقتحمين المتطرفين اليهود، بالإضافة إلى ملاحقة من يشد الرحال إلى أولى القبلتين والذي دعا إليه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وأضاف "ارتفعت وتيرة الاقتحامات التي يتقدمها الحاخامات والمسؤولون من وزراء وأعضاء كنيست، وهذا وضع شاذ نستنكره ونؤكد أن جميع التصرفات التي يقوم بها الاحتلال بحق الأقصى هي باطلة ولن تكسبهم أي حق فيه".



رسالة عدوانية

بدورها وصفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان صحفي اقتحام بن غفير وأداءه طقوسا بالأقصى على رأس مجموعات من المستوطنين بأنه "خطوة استفزازية متعمّدة تتزامن مع ذكرى مجزرة الأقصى الأليمة، بما يعكس العقلية الفاشية التي تحكم حكومة الاحتلال وتعمد المس بحرمة الأقصى ومشاعر المسلمين في العالم".

إعلان

وأضافت الحركة أن الاقتحام "ليس حدثا عابرا، بل رسالة عدوانية تسعى إلى تكريس واقع التقسيم الزماني والمكاني، وفرض السيطرة الاحتلالية على المسجد، في إطار مشروع تهويدي متكامل يستهدف الوجود العربي والإسلامي في القدس".

وأكدت حماس أن "القدس والمسجد الأقصى خط أحمر"، وأن استمرار الاعتداءات والاقتحامات "لن يغير من حقيقة أن الأقصى مسجد إسلامي خالص" وأن الشعب الفلسطيني "سيبقى على العهد، متمسكا بحقه ومقدساته، ومدافعا عنها بكل الوسائل المشروعة".

كما أدانت وزارة الخارجية الأردنية اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى واعتبرته "خرقا فاضحا للقانونين الدولي والإنساني وتصعيدا واستفزازا غير مقبولين"، مُشدّدة على أنه "لا سيادة لإسرائيل على مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية".

وجدد الناطق الرسمي باسم الوزارة فؤاد المجالي –في بيان- على أن الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون المسجد وتنظيم الدخول إليه.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا