شهدت سوريا، الأحد 5 من أكتوبر/تشرين الأول، أول انتخابات تشريعية بعد الإطاحة بنظام الأسد، إذ يأمل السوريون أن تمثل هذه الانتخابات خطوة على طريق الاستقرار في البلاد.
وجرت الانتخابات بطريقة الاقتراع غير المباشر، إذ دعت اللجنة العليا للانتخابات نحو ستة آلاف عضو من أعضاء الهيئة الانتخابية في خمسين منطقة موزعة على المحافظات المختلفة، لاختيار 120 عضوا من أعضاء مجلس الشعب البالغ عدد مقاعده 210 مقاعد.
ولا تشمل الانتخابات جميع محافظات سوريا، إذ أعلنت وزارة الداخلية السورية، في وقت سابق، تأجيل الاقتراع في محافظات السويداء والرقة والحسكة لأسباب أمنية.
وتتكوّن الهيئة الانتخابية (التي تصوّت لاختيار أعضاء مجلس الشعب الجديد) من أصحاب الكفاءات والتخصصات بنسبة 70 في المئة، مقابل 30 في المئة من الأعيان والوجهاء، ويُوزّع عدد مقاعد كل منطقة حسب عدد السكان فيها.
وقبلت اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات أوراق ترشّح 1570 مرشحا، تمثل النساء نحو 14 في المئة منهم.
وعرض المرشحون برامجهم الانتخابية على أعضاء الهيئة الانتخابية من خلال عدد من الندوات والمناظرات التي جرى تنظيمها الأسبوع الماضي.
ويشارك في الانتخابات هنري حمرة، وهو أول يهودي يدخل سباق مجلس الشعب السوري منذ عام 1967.
ويقول حمرة إن برنامجه الانتخابي يركّز على "دعم إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية، والسعي لرفع العقوبات المفروضة على سوريا".
ومن المقرر أن تظهر نتيجة الانتخابات مساء الأحد، إلا أن الهوية النهائية لمجلس الشعب الجديد لن تتضح إلا بعد الإفصاح عن هوية 70 عضوا آخرين، يحق لرئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، تعيينهم بمرسوم جمهوري.
وتقول المتحدثة باسم اللجنة العليا للانتخابات، نورا نجمة، إن الثلث الذي سيعيّنه الشرع سيكون استنادا إلى نتائج انتخاب الثلثين الآخرين، وذلك "لضمان مشاركة عادلة ومتوازنة في العملية الانتخابية، ومعالجة أي نقص في التمثيل، سواء على مستوى الفعاليات المجتمعية أو المرأة"، قد تُسفر عنه نتائج الانتخابات.
وتبلغ مدة ولاية مجلس الشعب 30 شهرا قابلة للتجديد، ضمن مرحلة انتقالية تمتد إلى أربع سنوات، مع إمكانية تمديدها سنة إضافية واحدة.
وبدأ التصويت في تمام الساعة التاسعة صباحا (بتوقيت دمشق) وانتهى في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا (بتوقيت دمشق)، إلا أن اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات قررت تمديد عمليات الاقتراع لساعات إضافية في مدينة دمشق وبعض المدن الكبرى في المحافظات.
وخلال تفقده سير العملية الانتخابية، قال رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، إن "سوريا استطاعت خلال بضعة أشهر قليلة أن تدخل في عملية انتخابية تتناسب مع الظرف الذي تمر به".
وأضاف الشرع أن "هناك الكثير من القوانين المعلّقة التي تحتاج إلى تصويت للمضي قُدما في عملية البناء والازدهار".
وأكد الشرع أن "بناء سوريا مهمة جماعية، ويجب على جميع السوريين أن يساهموا فيها".
وانتقد بعض السوريين الطريقة التي أُجريت بها الانتخابات واعتمادها أسلوب التصويت غير المباشر بدلا من التصويت المباشر، إذ يرون أن "التصويت الجزئي وغير المباشر لا يمثل كل الشعب"، فضلا عن إدارة العملية بشكل مركزي من قبل السلطة الحالية.
لكن الإدارة السورية الجديدة برّرت اللجوء إلى أسلوب الاقتراع غير المباشر بسبب "الافتقار إلى بيانات موثوقة للسكان، ونزوح ملايين السوريين نتيجة الحرب".
وشهدت سوريا خلال حكم عائلة الأسد، الذي تجاوز خمسين عاما، العديد من الانتخابات التشريعية، لكن حزب البعث السوري بقيادة الأسد كان هو المهيمن على نتائج تلك الانتخابات، التي اعتبرها كثير من السوريين انتخابات صورية.
وتعيش سوريا أوضاعا أمنية واقتصادية غير مستقرة، ويعلّق السوريون الآمال على الانتخابات الجديدة كخطوة أولية نحو حياة ديمقراطية وتداول سلمي للسلطة، يعيد للبلاد الأمن والاستقرار.
برأيكم:
نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا .