رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتهامات الموجهة الى إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة واستخدام "التجويع" استراتيجية حربية.
وقال نتنياهو خلال إلقاء كلمته في أعمال الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة: "انظروا إلى الاتهامات الخاطئة بالإبادة الجماعية، بأن إسرائيل تستهدف المدنيين، لكن ذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة". واتهم "حماس باستخدام المدنيين دروعاً بشرية، وكأدوات لحربها الدعائية المثيرة للاشمئزاز ضد إسرائيل، وهي دعاية تتلقفها وسائل الإعلام الأوروبية كما هي".
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي دولاً عدة بأنها "رضخت" لحماس، معتبراً أن انتقاد إسرائيل على خلفية الحرب المتواصلة منذ نحو عامين في غزة هي عبارة عن "أكاذيب معادية للسامية".
ورفض نتنياهو الاتهامات الموجهة لإسرائيل بأنها تتعمد تجويع السكان في غزة، متهماً حماس بـ "سرقة" الغذاء و"تخزينه وبيعه".
وكانت لجنة تحقيق دولية مستقلة تابعة للأمم المتحدة، قد اتهمت -الشهر الجاري- إسرائيل، بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة خلال الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وذكر التقرير أن إسرائيل انتهكت اتفاقية الإبادة الجماعية التي أقرّتها الأمم المتحدة، التي كانت حديثة التأسيس في ذلك الوقت، عام 1948، وتعرّف "الإبادة الجماعية" في مادتها الثانية، بأنها "قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية.
وكان "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي -IPC" المدعوم من الأمم المتحدة، أبرز مرجع عالمي لمراقبة أوضاع الجوع، قد أعلن أن قرابة نصف مليون شخص - نحو ربع سكان غزة - يعانون من المجاعة، مفيداً بأن الأشخاص الذين يعيشون في مدينة غزة يعانون من ظروف المجاعة المتمثلة في "الجوع والفقر والموت"، وذلك في تقرير نشره في آب/أغسطس الماضي، قبل بدء "العمليات العسكرية" الإسرائيلية الواسعة في المدينة.
قوبل صعود نتنياهو على منبر الجمعية العامة لإلقاء كلمته خلال أعمال الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بخروج واسع لعدد من الوفود المشاركة، فيما سُمع تصفيق عدد من المؤيدين الحاضرين.
وبينما أشاد نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتحدث عن محاولات اغتياله، صفّق الوفد الأمريكي بحرارة.
يأتي هذا فيما أعلن مكتب نتنياهو وضع مكبرات صوت على شاحنات على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع غزة، في إطار "جهد إعلامي" لبث خطاب نتنياهو إلى سكان القطاع، وهو ما أكده نتنياهو وقال إنها خطوة تهدف لتمكين الرهائن في غزة من الاستماع إلى خطابه.
وقال نتنياهو بالعبرية ثم الإنجليزية: "لم ننساكم، ولو لثانية واحدة. شعب إسرائيل معكم. لن يهنأ لنا بال طالما أنكم لم تعودوا إلى دياركم".
وحث نتنياهو، حماس، على إلقاء السلاح وإطلاق سراح الرهائن وقال "لو فعلتم ستبقون على قيد الحياة وإلا فإن إسرائيل ستلاحققكم".
ورفع نتنياهو خريطة تظهر ما سماه "اللعنة"، وقال إنها تُظهر "لعنة محور الإرهاب الإيراني"، مشيراً إلى أن "المحور هدد السلام في العالم أجمع واستقرار منطقتنا ووجود بلدي إسرائيل".
ولفت إلى أن إسرائيل "دمرت الجزء الأكبر من آلة حماس الإرهابية" و"شلت حزب الله" و"ضربت" الحوثيين في اليمن، وأضاف أن "الأهم من ذلك... أننا دمرنا برنامج إيران للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية".
وأشار نتنياهو إلى دول ومناطق على الخريطة، واستعرض القضاء على أسماء قادة بارزة فيها مثل يحيى السنوار وحسن نصر الله وعلماء إيرانيين نوويين.
وقال نتنياهو إن إسرائيل حظيت بدعم العديد من القادة في العالم بعد هجمات حماس لكن هذا الدعم "تبخر" لاحقاً.
أعرب بنيامين نتنياهو عن تأييده إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران، التي من المتوقع أن تسري نهاية هذا الأسبوع، داعياً الى "التنبه" حيال البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
وقال نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الضربات التي وجهتها إسرائيل الى إيران في حزيران/يونيو الماضي "أزالت تهديداً وجودياً" ضد إسرائيل"، مضيفاً أن الضربة أبعدت "سحابة سوداء كانت قادرة على قتل الملايين من الأشخاص".
وتابع "لكن علينا ألا نسمح لإيران بالحفاظ على قدراتها النووية العسكرية"، داعياً الى ضرورة "القضاء" على مخزون طهران من اليورانيوم المخصّب، و"غداً (السبت)، يجب إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن على إيران".
ووصف نتنياهو خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية بـ "الجنون" و"انتحار" بالنسبة لإسرائيل، مجدداً التنديد باعتراف دول غربية بدولة فلسطين.
وقال نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "هذه رسالة أخرى الى القادة الغربيين: إسرائيل لن تسمح لكم بأن تفرضوا دولة إرهابية علينا. لن نقدم على انتحار وطني لأنكم لا تملكون الشجاعة اللازمة لمواجهة وسائل الإعلام المناهضة والجموع المعادية للسامية التي تطالب بدم إسرائيل". واعتبر أن اعتراف دول غربية بدولة فلسطين يظهر أن "قتل اليهود يؤتي ثماره".
وبمناسبة قمة نظمتها فرنسا والمملكة العربية السعودية الاثنين حول مصير حل الدولتين، اعترفت عدة دول من بينها فرنسا والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا رسمياً بدولة فلسطين ما أثار غضب إسرائيل.
وفيما اعترفت 151 دولة من أصل 193 في الأمم المتحدة بدولة فلسطين حتى الآن، أكد نتنياهو قبل توجهه إلى نيويورك، "سأندد بهؤلاء القادة الذين بدلاً من إدانة القتلة والمغتصبين وحارقي الأطفال، يريدون منحهم دولة في قلب أرض إسرائيل".
وتجمع متظاهرون في نيويورك احتجاجاً على مجيء، نتنياهو، الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه في نهاية العام 2024 بشبهة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.