في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
مدريد- "ما شهدناه هو حرب نفسية، أثّرت على جميع السفن، وأبقَتنا في حالة تأهب طوال الليل" هكذا وصفت المحامية والناشطة السياسية أليخاندرا مارتينث اللحظات التي مرت بها سفن أسطول الصمود العالمي ، بعد الهجوم الذي تعرض له منتصف الليلة الماضية.
وتصف مارتينث في حديثها للجزيرة نت أن ما شهده الأسطول "كان هجومًا من الصهاينة وحلفائهم"، حيث بدأ بمراقبة غير عادية لطائرات مُسيّرة نحو الساعة الـ11 ليلا، تبعها ما يقرب من 11 هجوما بالمتفجرات وهجوم كيميائي آخر، في الفترة ما بين الساعة 12 بعد منتصف الليل و4 فجرا.
بدورها تولت النائبة السابقة والعضو في حزب "بوديموس" لوسيا مونوز مهمة نشر التحذير باللغة الإسبانية من سفينة "هوجا" لباقي السفن، ونشرت في حسابها على منصة "إنستغرام" مقطع فيديو قالت فيه "اجعلوا أنظاركم على الأسطول، قضينا الليل كله بوجود طائراتٍ مسيّرة أكثر بكثير من الليالي السابقة".
وأضافت "نحن الآن في حالة تأهب، وفعّلنا بروتوكول الطائرات المسيّرة، كل الدلائل تشير إلى أن هذه التهديدات جزء من حرب نفسية تهدف إلى منعنا من مواصلة هدفنا بالوصول إلى قطاع غزة وكسر الحصار الإجرامي الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني".
رغم أن سفينة "هوجا" التي تقل مارتينث ورفاقها لم تتعرض لهجوم مباشر، فإن البروتوكولات الطبية والأمنية تم تطبيقها بشكل مباشر بحسب ما أكدت الناشطة، تفاديا لوقوع إصابات نتيجة استهدافات محتملة.
تقول مارتينث "عشنا الحدث بهدوء في البداية، وأود أن أعبر عن فخري الشديد بالزملاء والزميلات على متن هذا الأسطول، ليس فقط من هم معي على هذا القارب، بل في كل السفن، لأنهم تصرفوا بسرعة وبكفاءة وطبقوا البروتوكولات الطبية والأمنية".
وتؤكد الناشطة الإسبانية أن البروتوكولات أثبتت فاعليتها، ويسعى القائمون على الأسطول لإعادة ضبطها لتحسين الأداء في المرات المقبلة، حيث يتضمن الفريق مهنيين وخبراء أمن ومتقاعدين عسكريين، من بينهم أميركيون ذوو خبرة في الإستراتيجيات العسكرية، وهو ما حال دون تسجيل أي إصابة بين المشاركين، سواء خلال الهجوم الحالي، أو ما سبقه من هجومين في الموانئ التونسية.
ورغم أن التحقيقات جارٍية لمعرفة مصدر الطائرات المسيّرة المجهولة التي هاجمت الأسطول، فإن المشاركين يؤكدون أن الهدف كان قوارب الإبحار الصغيرة المشاركة في الأسطول، بهدف تعطيلها أو منع انضمامها أو استمرارها، وهو ما عرض بعضها لأضرار، حيث يجري فحص إمكانية استمرار بعضها في الإبحار أو لا.
وفي هذا الصدد، تصف مارتينث الهجوم بأنه كان ذا غاية مزدوجة:
وتبرهن مارتينث في حديثها للجزيرة نت أن هذا الهجوم قد وقع على مسافة 4 أيام تفصل الأسطول عن تصنيف "المنطقة البرتقالية"، وهي المنطقة التي تعرضت فيها سفن سابقة لاعتراضات وهجمات إسرائيلية، "وهذا يعني أن الاعتداءات تصاعدت وبدأت أبكر مما كانت سابقا" حسب قولها، متوقعة تصاعد حدة الهجمات مع اقتراب الأسطول من غزة.
بعد ساعات من الهجوم، أكدت أليخاندرا مارتينث ومن معها من نشطاء من عشرات الدول، أنهم ثابتون في مهمتهم الإنسانية، باعتبار أن "الأسطول سلمي وهدفه الوحيد هو كسر الحصار الإجرامي الذي تفرضه إسرائيل على سكان غزة لأكثر من 18 عاما، وتقديم مساعدات إنسانية مثل حليب الأطفال، والأدوية للسكان الذين هم في حاجة ماسة إليها".
وناشد النشطاء حكومات العالم بتوفير الحماية للأسطول الإنساني، وتقول مارتينث "هذا أقل ما ينبغي أن يفعلوه، نحن هنا نتحرك لأن حكوماتنا لم تفعل ذلك"، وتضيف "هجوم البارحة هو الأخطر، ونأمل أن يزداد ضغط المجتمع الدولي، لأن إفلات إسرائيل من العقاب سيشجعها على مواصلة ارتكاب هذه الجرائم ضد الإنسانية وجرائم أخرى ضد القانون الدولي ".
وفي رسالة للمجتمع الدولي، قالت الناشطة والمحامية "تحرّكوا قبل أن نندم على خسائر بشرية، والأهم أن تتوقفوا عن صمتكم وتعملوا لوقف الإبادة في غزة، لأن هذه الهجمات هي جزء من إستراتيجية الدولة الإسرائيلية الإبادية لصرف الأنظار عن ما ترتكبه في غزة".
وتضيف "إنها المرحلة الأخيرة من خطة إبادة تجتاح مدينة غزة ، لتُحوِّلها إلى منطقة قابلة للتقسيم والنهب"، مطالبة بفرض عقوبات على تجارة السلاح مع إسرائيل، وتقول "أوقفوا هذا الجنون الآن، لأن الوضع أصبح لا يُطاق".
من جهته، عبّر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس في حديثه لقناة الجزيرة عن إدانته لما تعرض له الأسطول من هجوم، مؤكدا أن مهمة الناشطين "إنسانية سلمية"، وأن "الأسطول يحظى بحماية رسمية من الدولة الإسبانية، وينبغي أن يمر بدون إعاقة".
وأكد الوزير أن منع إسرائيل لدخول المساعدات من أغذية وأدوية إلى قطاع غزة هو ما دفع هؤلاء النشطاء لحملها عن طريق هذا الأسطول، وقال "أوضحنا مع 60 دولة أخرى أن من يتعرض لهذا الأسطول سيمثل أمام المحاكم الدولية ليحاسب، وسوف نفعل ما بوسعنا للحيلولة دون تعرض الأسطول لهجوم".
وذكر الوزير أنه يتابع من كثب نشاط الأسطول الذي يشارك فيه مواطنون إسبان "يحظون بكامل حماية الدولة الإسبانية، فهم مسالمون وغرضهم السلام والدعم الإنساني لشعب غزة" حسب وصفه، وأضاف "أقول لإسرائيل ولأي طرف، إنه لن يكون من المقبول مهاجمة الأسطول، فهناك مشاركون من كل البلدان وهدفهم إنساني واضح".