آخر الأخبار

قرب ديمونا بإسرائيل.. صور فضائية تظهر توسعاً في منشأة نووية جديدة

شارك
صورة التقطتها الأقمار الاصطناعية تظهر عمليات بناء في منشأة يعتقد أنها نووية بالقرب من مدينة ديمونا في إسرائيل- أسوشيتد برس صورة بتاريخ 3 سبتمبر 2025 - AP

كشفت صور لأقمار اصطناعية عن تكثيف أعمال البناء في منشأة جديدة مرتبطة ببرنامج إسرائيل النووي بالقرب من مدينة ديمونا الواقعة في صحراء النقب جنوب إسرائيل، وفق ما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس" اليوم الأربعاء.

ويشير الخبراء إلى أن المنشأة التي ظهرت في صور الأقمار الاصطناعية قد تكون مفاعلاً نووياً جديداً أو موقعاً لتجميع الأسلحة النووية، غير أن السرية التي تُحيط بالبرنامج النووي الإسرائيلي تجعل من الصعب تأكيد ذلك بشكل قاطع.

كما أفادت الوكالة بأن أعمال البناء في مركز "شمعون بيريز" للأبحاث النووية في النقب، قد أثارت مجدداً التساؤلات حول وضع إسرائيل النووي.

وقال 7 خبراء فحصوا الصور إنهم يعتقدون أن أعمال البناء مرتبطة ببرنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي نظراً لقربه من مفاعل "ديمونا" حيث لا توجد محطة طاقة مدنية، لكنهم اختلفوا حول ماهية البناء الجديد.

بينما ذكر 3 منهم أن موقع وحجم المنطقة قيد الإنشاء، وكونها تبدو متعددة الطوابق، يشيران إلى أن التفسير الأكثر ترجيحاً للعمل هو بناء مفاعل جديد للماء الثقيل. ويُمكن لهذا المفاعل إنتاج البلوتونيوم، وهو مادة أساسية أخرى تُستخدم في صناعة الأسلحة النووية.

وأقرّ الأربعة الآخرون بأنه قد يكون مفاعلاً للماء الثقيل، لكنهم أشاروا أيضاً إلى أن العمل قد يكون مرتبطاً بمنشأة جديدة لتجميع الأسلحة النووية، ورفضوا الحسم في الأمر؛ نظراً لأن البناء لا يزال في مراحله الأولى.

من جانبه، قال جيفري لويس، الخبير في مركز "جيمس مارتن" لدراسات منع الانتشار النووي في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، الذي استند في تقييمه إلى الصور وتاريخ مفاعل ديمونا النووي: "من المحتمل أن يكون مفاعلاً، من الصعب جداً تخيّل شيء آخر".

صورة بالأقمار الاصطناعية تظهر مفاعل ديمونا الإسرائيلي (الدائرة الحمراء) بينما تظهر أسفله الأعمال الجديدة - صورة بتاريخ 5 يوليو 2025 - AP

البناء جار منذ 2021

وأفادت "أسوشييتد برس" لأول مرة بأعمال حفر في المنشأة، الواقعة على بُعد نحو 90 كيلومتراً (55 ميلاً) جنوب القدس، في عام 2021.

وآنذاك، لم تظهر صور الأقمار الاصطناعية سوى عمال يحفرون حفرة يبلغ طولها نحو 150 متراً وعرضها 60 متراً، بالقرب من مفاعل "الماء الثقيل" الأصلي بالموقع.

وتُظهر الصور التي التقطتها شركة "بلانيت لابس"، في 5 يوليو الماضي وتم الكشف عنها مؤخراً أعمال بناء مكثفة في موقع الحفر، ويبدو أن جدراناً خرسانية سميكة قد وُضعت في الموقع، الذي يتكوّن من عدة طوابق تحت الأرض، ولا توجد قبة أو أي علامات أخرى مرتبطة عادة بمفاعل الماء الثقيل مرئية الآن في الموقع، ومع ذلك، يمكن بناء مفاعل لاحقاً.

استبدال أو تحديث لمفاعل "ديمونا"

ومفاعل "ديمونا" الحالي للماء الثقيل، الذي بدأ العمل في ستينات القرن الماضي، يعمل لفترة أطول بكثير من معظم المفاعلات التي بنيت في الحقبة نفسها، ما يُشير إلى أنه سيحتاج إلى استبدال أو تحديث قريباً.

وقال إدوين ليمان، الخبير النووي في اتحاد العلماء المعنيين، ومقره كامبريدج بولاية ماساتشوستس، إن البناء الجديد قد يكون مفاعلاً دون قبة، مع إقراره بأن انعدام الشفافية يجعل من الصعب التأكد.

وأضاف ليمان: "لا تسمح إسرائيل بأي عمليات تفتيش أو تحقق دولية مما تفعله، ما يدفع الجمهور إلى التكهن".

مركز شمعون بيريز للأبحاث النووية في النقب، بالقرب من مدينة ديمونا إسرائيل - أسوشيد برس

وفي حين أن تفاصيل مفاعل ديمونا النووي لا تزال سرية للغاية في إسرائيل، كُشف في ثمانينات القرن الماضي تفاصيل وصور للمنشأة دفعت الخبراء إلى استنتاج أن إسرائيل أنتجت عشرات الرؤوس الحربية النووية.

وقال داريل كيمبال، المدير التنفيذي لـ"جمعية الحد من الأسلحة" ومقرها واشنطن: "إذا كان هذا مفاعلاً يعمل بالماء الثقيل، فإنهم يسعون للحفاظ على القدرة على إنتاج وقود مستهلك يمكنهم معالجته لفصل البلوتونيوم لإنتاج المزيد من الأسلحة النووية، أو أنهم يبنون منشأة للحفاظ على ترسانتهم الحالية أو لبناء رؤوس حربية إضافية".

ويُعتقد أن إسرائيل، مثل الهند وباكستان، تعتمد على مفاعل الماء الثقيل لصنع أسلحتها النووية.

ويُمكن استخدام المفاعلات لأغراض علمية، لكن البلوتونيوم -الذي يُسبب التفاعل النووي المتسلسل- لا يزال غير صالح للاستخدام.

ونظراً لسرية برنامج إسرائيل، لا يزال من الصعب تقدير عدد الأسلحة النووية التي تمتلكها، وقدّرت نشرة علماء الذرة في عام 2022 العدد بنحو 90 رأساً حربياً.

مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي بصحراء النقب بتاريخ 6 أغسطس 2000 - ارشيفية من رويترز

وتتبع إسرائيل سياسة الغموض النووي، وهي من بين 4 دول فقط لم تنضم إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، وهذا يعني أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا تملك الحق في إجراء عمليات تفتيش على مفاعل "ديمونا".

وعند سؤالها عن البناء، أكّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومقرها فيينا، أن إسرائيل "غير مُلزمة بتقديم معلومات عن منشآت نووية أخرى في البلاد"، باستثناء مفاعل "سوريك" البحثي.

وتُثير أعمال البناء انتقادات دولية، خصوصاً أنها تأتي بعد أن قصفت إسرائيل والولايات المتحدة مواقع نووية في أنحاء إيران في يونيو الماضي حيث جاء القصف بسبب مخاوف من أن تستخدم طهران منشآت التخصيب لديها لتصنيع سلاح نووي.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا