كما كان متوقعا على نطاق واسع، أقر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير اليوم الأحد 17 آب/ أغسطس، خطة احتلال مدينة غزة، وقال زامير إن الجيش، سينتقل إلى المرحلة التالية من عملية "عربات جدعون" في القطاع .
وأشار زامير خلال جولة له في القطاع، إلى أن المعركة الحالية غير محدودة ، وأنها ضمن خطة طويلة المدى، مشددا على أن الجيش عليه "واجب أخلاقي"، بإعادة الأسرى المحتجزين في غزة، وكان زامير قد عقد في وقت سابق، اجتماعا موسعا مع قيادة المنطقة الجنوبية، لمناقشة المصادقة على الخطط الأخيرة، لاحتلال مدينة غزة .
وفي 13 أب/أغسطس الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي أن زامير ، صادق على "الفكرة المركزية والأساسية، لخطة الهجوم على غزة"، وذلك بعد أيام، من موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، على توسيع العمليات العسكرية داخل القطاع.
ماهي طبيعة العملية؟
يجمع مختصون فلسطينيون بالشأن الإسرائيلي، على أن القرار باحتلال غزة، قد اُتخذ على المستوى السياسي الإسرائيلي بالفعل، لكنهم يرون أنه من غير المعروف بعد ،كيف سيكون مدى هذا الاحتلال، وهل سيكون احتلالا لكامل القطاع، وما هو المدى الزمني له.
ووفقا لهؤلاء المختصين، فإن البند الخامس من القرار، الذي وافقت عليه هيئة الأركان الإسرائيلية، لاحتلال غزة كان واضحا، في حديثه عن الهدف مما تسميه القيادة الإسرائيلية، بالسيطرة على غزة، وهو إقامة حكومة مدنية بالقطاع، وهي في تصور نتانياهو كما يشير ون، تتمثل في اسناد مهمة إدارة القطاع، لعائلات فلسطينية و شخصيات موالية لإسرائيل .
وتسود مخاوف لدى سكان قطاع غزة، بشأن طبيعة ما سيقدم عليه الجيش الإسرائيلي، في عمليته لاحتلال القطاع، والأهداف التي يريد تحقيقها، في ظل تزايد حملة ترهيب دعائية، تقوم بها إسرائيل في أوساط سكان غزة، تطالبهم عبرها بالرحيل قبل بدء العملية، بينما لايدري السكان إلى أين يرحلون.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي، قد قالت إن الجيش سيبدأ خلال الأسابيع المقبلة، في إجلاء السكان الفلسطينيين من مدينة غزة، في وقت قال فيه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي السبت 16 آب /أغسطس، إن إسرائيل ستزود سكان قطاع غزة بخيام ومعدات إيواء، ابتداء من الأحد 17 آب/أغسطس، استعداداً لنقل السكان من مناطق القتال إلى جنوب القطاع.
ونقلت قناة «i24news» الإخبارية الإسرائيلية، عن مصادر لها الأحد 17 آب/أغسطس، قولها إن الجيش الإسرائيلي، اختار منطقة "جنوب محور موراغ"، قرب رفح جنوبي قطاع غزة، كموقع لمخيم إيواء للنازحين الفلسطينيين، قبل بدء عملية احتلال غزة، ووفقا للقناة فإن إسرائيل ستنقل مئات آلاف الفلسطينيين إلى هذا المخيم.
من جانيها نقلت وكالة رويترز للأنباء، عن مصادر مطلعة، قولها إن الخطة العسكرية الإسرائيلية، قد تستغرق عدة أسابيع، وربما شهورا لإتمامها، ولا سيما مع ضرورة إجلاء المدنيين من مناطق القتال، في ظل توقع أن يستمر الإجلاء حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وتثير التصريحات المتتالية، من قبل الجيش الإسرائيلي، مخاوف من أن تكون خطة حشد مزيد من سكان قطاع غزة، فيما تسميه إسرائيل بالمناطق الإنسانية، لايعدو أن يكون خطوة البداية، في طريق تهجير سكان القطاع، كما يثير مخاوف من اكتظاظ جنوب غزة بالنازحين، ممايعرضهم لمزيد من مخاطر الاستهداف و تفشي الأمراض.
معارضة في الداخل ونتانياهو يدافع
على المستوى الداخلي، ماتزال أصوات أهالي الرهائن الإسرائيليين في غزة، تتعالى مطالبة بإيقاف الحرب، وإعادة الرهائن في وقت وجهت فيه المدعية العامة العسكرية، تحذيرا صريحا من التبعات القانونية، لاحتلال مساحات واسعة من قطاع غزة، معتبرة أن مسؤولية إسرائيل في توفير الخدمات الأساسية للسكان، ستزيد بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى ضغط دولي واسع.
وأكدت المدعية العسكرية الإسرائيلية، على أن احتلال مناطق إضافية، ودفع مئات آلاف الفلسطينيين، إلى مساحة ضيقة، سيزيد الضغوط السياسية والقانونية على إسرائيل، وسيمس بالشرعية التي منحتها بعض الدول لمواصلة حربها على القطاع.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قد دافع من جانبه خلال مؤتمر صحفي في وقت سابق، عن خطة إسرائيل للسيطرة العسكرية على مدينة غزة، مؤكدًا مجددًا عدم وجود مجاعة في القطاع، وقال نتنياهو : "على عكس الادعاءات الكاذبة، هذه هي أفضل طريقة لإنهاء الحرب، وأفضل طريقة لإنهائها بسرعة. بهذه الطريقة ننهي الحرب".
من سيحكم غزة؟
وفي الوقت الذي لم تبدأ فيه العملية بعد، أخذ النقاش يتزايد، حول من سيحكم غزة مستقبلا، فيما يشير إلى استباق للأحداث، والجزم بأن إسرائيل، ستتمكن من التخلص تماما، من حكم حماس لغزة، أو أنها ستتخلص منها بصورة نهائية.
وأشار تقرير نشرته مجلة "صوف شافوع" الإسرائيلية، إلى أن عملية الصراع على مستقبل حكم غزة بدأ فعليًا، حتى قبل أن تتضح نهاية الحرب، مشيرة إلى أن مصر تروج لفكرة حكومة تكنوقراط، بينما تركز إسرائيل على المجموعات المسلحة التي تعارض حماس، دون طرح بديل حقيقي ومقبول شعبيًا.
ووفقا للمجلة فإنه ورغم مرور ما يقارب عامين، على هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2023، وما تبعها من عمليات عسكرية مكثفة، إلا أن إسرائيل، لاتزال تفتقر إلى خطة واضحة للمرحلة التالية، بحسب المجلة، التي أشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يكرر عبارات عامة من دون تحديد الجهات البديلة، أو طبيعة المرحلة المقبلة، وهذا ما يجعل غزة تعيش في الوقت الحالي مرحلة عصيبة، بجانب ما يعانيه سكانها من مجاعة وشح في المياه.
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 18 آب/أغسطس.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب