في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
حذر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ من أن الاضطرابات الإقليمية ما تزال تقوّض فرص إحلال السلام والاستقرار في البلاد، داعياً إلى اتخاذ تدابير استباقية وبراغماتية تمهّد الطريق للتسوية السياسية.
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، جدد غروندبرغ التأكيد على أولوياته الثلاث: دعم خفض التصعيد على خطوط المواجهة، إرساء مسار للمحادثات وفق خارطة الطريق، وتعزيز التعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية لاستقرار اليمن.
وأعرب عن القلق إزاء الهجوم الكبير في جبهة علب بمحافظة صعدة، أقصى شمال البلاد، وتعزيز الحوثيين لمواقعهم قرب مدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر، مشدداً على الدور المحوري للجنة التنسيق العسكري التي ترعاها الأمم المتحدة في التحضير لوقف شامل لإطلاق النار.
وأكد المبعوث الأممي، إن الاضطرابات الإقليمية ما تزال تقوّض فرص إحلال السلام والاستقرار في اليمن، مؤكداً ضرورة اتخاذ تدابير استباقية وبراغماتية تمهّد الطريق للسلام في البلاد.
ولفت إلى الجهود المبذولة لمعالجة الأزمة الاقتصادية، مشيراً إلى "استمرار التصعيد والتشرذم الاقتصادي الذي ينهك الأسر اليمنية ويكبّل القطاع الخاص"، مرحباً بالخطوات الأخيرة للبنك المركزي اليمني والحكومة اليمنية في استقرار سعر الصرف وأسعار السلع الأساسية.
وعبر غروندبرغ عن قلقه من "قرارات أحادية وتصعيدية تهدد تعميق الانقسامات بين مؤسسات الدولة، ومن بينها إصدار الحوثيين عملات جديدة من فئة 50 ريالاً و200 ريال، مما يفاقم تجزئة الريال اليمني ويعقّد جهود توحيد الاقتصاد".
وأشار إلى اختتام جولة جديدة من الاجتماعات مع الحكومة اليمنية والجهات الفاعلة في المجال الأمني الإقليمي، برعاية لجنة التنسيق العسكري التابعة للأمم المتحدة، موضحاً أن "عمل اللجنة بالغ الأهمية لخفض التصعيد على خطوط المواجهة وللتحضير لتنفيذ وإدارة وقف إطلاق نار مستقبلي".
وأكد المبعوث الأممي على أهمية استمرار المحادثات بين الأطراف بما يتماشى مع الالتزامات تجاه خارطة الطريق في ديسمبر 2023، معتبراً أن "تحسين الوصول إلى الطرق، وخاصة الطريق الذي يربط بين محافظتي البيضاء وأبين، يمثل زخمًا إيجابيًا"، مشيداً بدور منظمات المجتمع المدني وداعياً الأطراف إلى تسهيل حركة الأشخاص والأنشطة التجارية.
وفي الشأن الإقليمي، أشار غروندبرغ إلى ضبط شحنة أسلحة قبالة البحر الأحمر، داعيًا إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن الخاصة بحظر السلاح، ووقف الهجمات على السفن المدنية والضربات الصاروخية المتبادلة بين اليمن وإسرائيل، محذراً من أثرها المدمر على موانئ الساحل الغربي للبلاد والبنية التحتية.
ودعا جماعة الحوثيين إلى الإفراج الفوري عن 23 موظفاً من الأمم المتحدة وآخرين من منظمات دولية ودبلوماسية، مؤكداً أن استمرار احتجازهم أمر غير مقبول.
كما ندد بتأخر ترحيل بعض أفراد طاقم سفينة "إم/في إترنيتي سي" الناجين، داعياً الحوثيين إلى تسهيل عودتهم الفورية.
وشدد غروندبرغ على أن التوصل إلى حل مستدام في اليمن "ليس ممكناً فحسب، بل ضرورة ملحّة".