في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
رفض المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) طاهر النونو الاتهامات التي وجهها المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف للحركة بأنها تتصرف بأنانية وبدون حسن نية، مؤكدا أن حماس تعاملت بإيجابية ومرونة عالية مع جميع البنود المطروحة في المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة .
وأكد النونو خلال حديثه للجزيرة أن الحركة درست بعناية واقع الشعب الفلسطيني المعيش في ظل حالة الصمت الدولي تجاه ما يجري، وبناء على هذه الدراسة قدمت ردا مرنًا وصفه الوسطاء بأنه بنّاء وإيجابي ويمكن البناء عليه للوصول إلى اتفاق.
وتزامنا مع ذلك، لفت إلى أن هناك ارتياحا نُقل إليهم من مواقف الجانب الإسرائيلي وحتى الجانب الأميركي تجاه هذا الموقف، وأكد النونو أن موقف حماس كان نابعا من إرادة وطنية جمعية حرة ومستقلة.
وأشار إلى أن الحركة كانت في كل خطوة وفي كل صياغة تتشاور مع الوسطاء الذين كانوا على اتصال دائم مع الوفدين الإسرائيلي والأميركي في معظم الخطوات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وفي معرض تأكيده على صدق نية الحركة، أضاف أن هذا الموقف جاء من رغبة حقيقية في الوصول إلى اتفاق يمكن أن ينهي هذه المأساة الإنسانية على الشعب الفلسطيني.
وأوضح النونو أن الوسطاء مستغربون مما يحدث ويتواصلون مع كافة الأطراف، مؤكدا أن حماس لن تغلق باب المفاوضات وأنها ستواصل المضي قدما، وكشف أنه تم نقل توقعات بوصول الوفد الإسرائيلي مطلع الأسبوع المقبل لاستئناف المفاوضات.
وبناءً على هذه المعطيات، أكد النونو أن حماس تتعامل مع ما يصلها رسميا عبر الوسطاء، معربا عن الأمل في ألا تكون هناك نتائج حقيقية لمثل هذه التصريحات التي سُمعت عبر وسائل الإعلام. وشدد على أن الحركة ستواصل العمل من أجل إنجاح هذه الجولة والجولات المقبلة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وعلى مستوى التفاصيل التقنية، أوضح النونو أن الحركة أبدت المرونة في كل الملفات، خاصة في ملف خرائط الانسحاب الإسرائيلي وقضية الأسرى والتبادل.
وفي الوقت نفسه، أشار مستشار رئيس المكتب السياسي لحماس إلى أن الحركة لا تريد وضع أي عقبات أمام الوصول إلى اتفاق، لافتا إلى أن بعض الملفات فيما يتعلق بالمقترحات تكاد تتطابق مع ما عرضه الوسطاء.
وقال النونو إن ما قدمته حماس هدفَ إلى تيسير الوصول إلى اتفاق وليس إلى وضع العوائق، مشيرا إلى وجود عملية تشاور موسعة مع القوى والفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية من أجل بلورة موقف وطني موحد.
وبشأن التطورات المفاجئة، نفى النونو وجود أي مؤشرات مسبقة توحي بالسيناريو الذي شهدته الساعات الأخيرة، مؤكدا أن جميع الأجواء كانت إيجابية حتى اللحظات الأخيرة.
علاوة على ذلك، أضاف أن ما كان يُنقل إليهم من جميع الأطراف، ولا سيما الوسطاء، كان يحمل إشارات إيجابية.
ولفت إلى أن التصريحات التي صدرت خلال الأيام الماضية على المستوى الأميركي والإسرائيلي وعلى بعض المستويات الدولية المطلعة على سير المفاوضات كانت جميعها تشي بالإيجابية وبأن الأطراف ذاهبة إلى استكمال هذه المرحلة من المفاوضات للوصول إلى اتفاق شامل.
ورفض النونو التعليق على ما ذكره ويتكوف حول خيارات بديلة، مؤكدا أن خيار حماس هو المضي في هذه المفاوضات، وأن مواقف الحركة اتُخذت بوعي ودراسة في هذا المسار، وأن أي خطوة أخرى يمكن مناقشتها عندما تظهر فعليا.
يذكر أن ويتكوف وجه أمس الخميس انتقادات إلى حماس متهما إياها بالأنانية، وعدم الرغبة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف أن بلاده تدرس حاليا خيارات بديلة لإعادة الأسرى إلى ديارهم، وأنه تقرر إعادة فريق التفاوض الأميركي من الدوحة بعد رد حماس الأخير. كما أعلنت إسرائيل استدعاء فريقها المفاوض لإجراء مشاورات.