أفاد مراسل الجزيرة بأن مجموعة مسلحة أطلقت النار على حاجز لقوى الأمن الداخلي في بلدة "ولغا"، بريف السويداء الغربي جنوبي سوريا ، في حين أعلنت وزارة الداخلية السورية إجلاء عائلات كانت محتجزة داخل مدينة السويداء.
ونقل المراسل عن مصدر أمني أن المجموعة المسلحة تتبع لفصيل محلي في السويداء، وصفه بأنه خارج عن القانون.
ووثق المراسل لحظات الهجوم خلال وجوده في المنطقة لتغطية عملية إخراج عائلات عشائر البدو من مدينة السويداء.
من جهتها، قالت وزارة الداخلية السورية إن خروج المحتجزين داخل مدينة السويداء جرى وسط انتشار ميداني واسع لقوى الأمن الداخلي.
وقد أعلن المكتب الإعلامي بمحافظة درعا أن 300 شخص من العشائر، ممن خرجوا من السويداء، سيجري تأمينهم في مراكز إيواء في محافظة درعا حتى هدوء الأوضاع في السويداء.
في هذه الأثناء، قال قائد الأمن الداخلي بالسويداء، العميد أحمد الدالاتي إنه تمّ التوصّل إلى اتفاق يقضي بإخراج جميع المدنيين الراغبين في مغادرة محافظة السويداء ، إلى حين تأمينهم وضمان عودتهم الآمنة إلى ديارهم.
كما قال الدالاتي إن قوات الأمن فرضت طوقا في محيط السويداء، لتأمينها وإيقاف الاقتتال فيها، مشيرا إلى أن قوات الأمن ملتزمة بتأمين خروج الراغبين في المغادرة مع توفير إمكانية الدخول للراغبين في إطار جهود الوزارة لترسيخ الاستقرار وإعادة الأمن للمحافظة.
وكان الدالاتي قال للجزيرة إن الأولوية حاليا هي تثبيت وقف إطلاق النار ، وتلبية الاحتياجات الإنسانية في المحافظة؛ وأوضح أنهم باشروا اليوم خطوات نحو نزع فتيل الأزمة التي شهدتها السويداء.
من جهته، قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح إن فرق الدفاع المدني السوري تنقل نحو 1500 مدني من البدو الذين كانوا محتجزين في السويداء في اليوم الثاني من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضع حدا لمواجهات دامية أوقعت مئات القتلى خلال أسبوع.
وقال الصالح في تغريدة له على منصة "إكس" إنه تم نقل أكثر من 10 مصابين إلى المشافي لتلقي الرعاية الطبية العاجلة، مؤكدا أن حماية المدنيين "تبقى في صدارة أولوياتنا الوطنية في ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها محافظة السويداء ".
وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 93 ألف شخص نزحوا بسبب القتال معظمهم داخل محافظة السويداء لكن آخرين نزحوا غربا إلى محافظة درعا أو شمالا إلى ريف دمشق .
وأعلن محافظ درعا أنور طه الزعبي استقبال نحو 200 عائلة من عائلات البدو التي كانت محتجزة في السويداء، موضحا في تصريحات لوكالة "سانا" السورية أن العائلات التي تضم أكثر من ألف شخص وصلت على متن 13 حافلة أرسلتها المحافظة ليلة أمس الأحد وجرى توزيعها على مراكز الإيواء الجديدة التي تم تجهيزها.
وأضاف: سبق أن وصلت 3250 عائلة تم توزيعها على مراكز الإيواء المجهزة "بفرشات وبطانيات وخزانات مياه ومواد طبية وغذائية وعيادات متنقلة" مشيرا إلى وجود عائلتين أو ثلاث من أهالي السويداء خرجوا خشية على حياتهم وهم موجودون في أحد مراكز الإيواء.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مسؤول في مستشفى السويداء الوطني قوله إنه "تم تسليم 361 جثة الى عائلات أصحابها، بينما لا يزال لدينا 97 جثة مجهولة الهوية". فيما أفادت إدارة المستشفى أن "جثثا مجهولة الهوية لا تزال ملقاة في شوارع المدينة وفي بعض المنازل"، داعية الى "الإسراع في عملية سحبها، بعد مضي أيام على مقتل أصحابها".
ويعمل الطاقم الطبي في ظروف صعبة في المستشفى الذي دارت اشتباكات في محيطه وفي جزء منه خلال الأسبوع الماضي، بينما كان يغصّ بالجرحى الذين افترش بعضهم الممرات الضيقة.
وبحسب تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة: "خرجت المستشفيات والمراكز الصحية في السويداء عن الخدمة" جراء "النقص الكبير في الغذاء والماء والكهرباء وتقارير عن جثامين غير مدفونة ما يثير مخاوف حقيقية على الصحة العامة".
وأشار التقرير إلى أنه لا تزال تفرض قيود على الوصول إلى السويداء، لافتا إلى أنه "في حين تمت مناقشة فتح ممرات، إلا أن الوصول الميداني الفعلي لم يؤمن بعد لتنفيذ عمليات إنسانية واسعة النطاق".