آخر الأخبار

لوفيغارو: تجمع صوفي بقلب باريس يثير جدلا

شارك





أثار تجمع طريقة صوفية سنغالية لساعات وسط ساحة الجمهورية في فرنسا قبل يومين ضجة وسط الفرنسيين بين من رأى فيها اعتداءً على رمز العلمانية الفرنسية، ومن رآها تجمعًا دينيًا عاديًا لا يضر مادام سلميا ولا يخالف القانون.

وذكرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية اليوم أن عدد المجتمعين بلغ المائة، وهم من أتباع طريقة صوفية سنغالية تعود للشيخ أحمدو بمبا (1853-1927)، وأن شرطة باريس وافقت على عقد التجمع الديني وسط الساحة من الثالثة عصرًا وحتى الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي.

وبحسب الصحيفة فإن التجمع جاء بمناسبة ذكرى عودة الشيخ بمبا من المنفى، حيث كانت سلطات الاحتلال الفرنسي قد نفته إلى الغابون بين 1895 و1902.

وتابعت أن هذه الطريقة "تنادي بإسلام معتدل، وهي قائمة على التسلسل الهرمي، وتولي أهمية كبيرة للعمل والتقاليد الثقافية وقيم التضامن".

وقالت إن الشيخ أحمدو بمبا اشتهر بمقاومته السلمية للاستعمار الفرنسي منذ نهاية القرن 19.

ونقلت عن موقع "سينغو" الإخباري أن المشاركين نظموا دائرة تعرف باسم كوريل، وقاموا بتلاوة قصائد صوفية نظمها الشيخ بمبا.

شرطة باريس من جهتها صرحت للوفيغارو قائلة إن التصريح بتنظيم التجمع كان هدفه الترويج لتعاليم الشيخ بمبا السلمية، وكان يوما ثقافيا وروحيا أعلنته الجالية السنغالية المعارضة لنظام بلدها، مضيفة أنه لم يتم تسجيل أي حوادث أو تنظيم صلوات في الشارع، وكلّ ما فعلوه تلاوة قصائد وأناشيد صوفية.

إعلان

وتابعت أن المدير الأوروبي للمجلس العالمي للأئمة الشيخ محمد مهدي زاده ندد بالتجمع موضحا أن "ساحة الجمهورية، التي تمثل رمزا للقيم الوطنية المشتركة، ليست مكانا للعبادة العشوائية. تحويلها إلى مسجد في الهواء الطلق ليس عملا دينيا مشروعا، خصوصا مع وجود مساجد قريبة أو بدائل تحترم الإطار الجمهوري".

المدير الأوروبي للمجلس العالمي للأئمة الشيخ محمد مهدي زاده: يجب أن نمتلك الشجاعة لنقولها بوضوح: هذه التصرفات تضر بالإسلام أكثر مما تخدمه

وتابع أن مثل هذا الفعل يخلط المفاهيم، ويزيد اللبس، ويمنح خصوم المسلمين أدوات مثالية لتشويه صورتهم في هذا البلد.

وقال على صفحته في إكس "نشهد سلوكيات تُقدَّم على أنها تعبير عن الإيمان، لكنها تثير توترا أكثر مما تنشر السلام، غير أن الإسلام الذي أُعلّمه وأعيشه ليس إسلام الاستعراض العلني أو الاستفزاز في الأماكن العامة، بل هو إسلام الصمت الداخلي، والاستقامة، واحترام الإطار الذي نعيش فيه".

وتابع: "يجب أن نمتلك الشجاعة لنقولها بوضوح: هذه التصرفات تضر بالإسلام أكثر مما تخدمه. إنها تغذي المخاوف، وتعزز الخلط بين الإسلام والتطرف، وتمنح المصداقية لمن يدّعون أن المسلمين لا يحترمون القوانين، ولا الفضاءات المشتركة، ولا قيم الجمهورية".

كما هاجم النائب اليميني غيوم بيغو، من حزب "التجمّع الوطني" (أقصى اليمين)، ما وصفه بـ"العلمانية الماكرونية البديلة"، منتقدًا في منشور على منصة "إكس" السماح بإقامة "صلوات في ساحة الجمهورية".

سيرة بمبا

يذكر أن الشيخ أحمدو بمبا امباكي، واسمه الكامل: أحمد بن محمد بن حبيب الله، معروف بلقب خادم الرسول، وقد وُلد عام 1853 في مباكي-باول ب السنغال ، وتوفي في 19 يوليو/تموز 1927.

كان مسلما سنيا وفقيها مالكيا على الطريقة الأشعرية، وسارع إلى تأسيس طريقته الصوفية، ويُعد من أبرز رموز التصوف في السنغال.

نفاه الاحتلال الفرنسي إلى الغابون عام 1895 بعد أن لاحظ الحاكم العام الفرنسي كليمان توما تزايد مريديه وأتباعه وتقديمهم البيعة له، فاضطهد المريدين وشردهم وصادر ممتلكاتهم.

وعاد الشيخ أحمدو بمبا إلى بلده في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1902، واستُقبل استقبال الأبطال من قبل تلاميذه وحشود من الناس.

ويؤكد مريدو الطريقة أن عدد مؤلفات الشيخ أحمدو بمبا كثير جدا، وقد أحصى خبير علم الاجتماع الفرنسي فرناند دومون (1927-1997) في كتابه "الفكر الديني لأحمدو بمبا" 41 مؤلفا للشيخ متداولة في السنغال، لكن هناك مؤلفات أخرى كثيرة غير متداولة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا