آخر الأخبار

خبير عسكري: أثر محاولة سرايا القدس أسر جندي إسرائيلي سيكون عميقا

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني إن محاولة سرايا القدس ، الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي ، أسر جندي إسرائيلي شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة تمثل عملية مركبة بالغة الدقة تعكس تصميما كبيرا لدى المقاتلين على تنفيذ أهداف معقدة تحت أقصى درجات المخاطرة.

وأوضح أن العملية، التي وثّقتها مشاهد حصرية بثتها الجزيرة، بدأت بمرحلة مسح ورصد طويلة لمكان الآليات الإسرائيلية، ثم تلتها عملية تفخيخ احترافية تشير إلى انضباط شديد وحذر بالغ لتجنب الانكشاف، وهو ما يدل على تدريب نوعي للمجموعة المنفذة.

ولفت العميد جوني إلى أن المشاهد كشفت عن آلية مشاة إسرائيلية كانت هدف العملية، لكن اللافت هو أن جنودها لم يستخدموا الأسلحة المثبتة على سطحها، مما يعكس حالة رعب تدفعهم للبقاء داخل الآليات خشية التعرض للقنص أو الهجوم المباشر، وهي ظاهرة تتكرر في الآونة الأخيرة.

وأشار إلى أن اختفاء الجنود عن سطح ناقلات الجند والدبابات في الميدان يعد نقطة ضعف فادحة في أداء الجيش الإسرائيلي، ويعكس حجم الضغط النفسي والتخوف من المواجهة المباشرة مع مقاتلي المقاومة الذين يتمتعون بجرأة ميدانية عالية.

وكانت سرايا القدس قد أعلنت منتصف الشهر الجاري عن تنفيذ "عملية مركبة ونوعية" استهدفت ناقلة جند إسرائيلية في منطقة عبسان الكبيرة، بهدف أسر عدد من الجنود، في محاولة تُعد من أبرز محاولات الأسر التي وثقتها الفصائل الفلسطينية مؤخرا.

عملية دقيقة

وأوضح جوني أن قرب المسافة بين المقاومين ومكان تفجير العبوة يؤكد الطبيعة الدقيقة للعملية، حيث إن عامل الوقت يعتبر حاسما في عمليات الأسر، فالفاصل الزمني بين التفجير والانقضاض يجب أن يكون ثواني معدودة قبل تدخل الاحتلال، وهو ما حاولت سرايا القدس الالتزام به بدقة بالغة.

وأضاف أن اللافت في مشاهد العملية هو وجود "كمين متقدم" للمجموعة المكلفة بالاشتباك، تموضع في ركام أحد المباني القريبة، وشارك في الهجوم بعد التفجير، مما يعكس تكتيكا عسكريا محسوبا يعتمد على تقسيم المهام والاقتراب الميداني المدروس.

إعلان

لكن الخبير العسكري أشار إلى أن تدخل آليات الاحتلال القريبة من المكان في اللحظات الحرجة حال دون استكمال عملية الأسر، مرجّحا أن يكون جيش الاحتلال قد فعّل " بروتوكول هانيبال " الذي يسمح باستخدام القوة القصوى لمنع أسر الجنود، حتى وإن أدى ذلك إلى قتلهم.

ورأى أن استخدام هذا القانون يُرجّح بشدة مقتل الجندي المستهدف بنيران جيشه، مما أدى أيضا إلى استشهاد عدد من مقاتلي السرايا، لكنه أكد أن "العملية رغم فشلها تقنيا في تحقيق هدف الأسر، فإنها نجحت من حيث الأثر والرسالة المعنوية".

ضربة قاسية

واعتبر العميد جوني أن العملية وجهت ضربة قاسية للروح القتالية لجنود الاحتلال، الذين باتوا يدركون أن الخطر يهددهم من المقاومة، لكن الأسوأ أنهم قد يُقتلون برصاص جيشهم في حال تعرضوا لمحاولة أسر، وهو ما يُضاعف من حالة التردد والخوف في صفوفهم.

وخلال الأسابيع الماضية، كثفت سرايا القدس بث مشاهد عملياتها في مناطق عدة من القطاع، من بينها عبسان، وشرق حي الشجاعية، استهدفت خلالها آليات إسرائيلية وكمائن مباشرة، وهو ما يعكس تحولا لافتا في تكتيكات المقاومة نحو محاولات الأسر النوعية.

ولفت جوني إلى أن الجندي الإسرائيلي المستهدف بالأسر قد يكون مزودا بتجهيزات تسمح بتتبعه عبر الأقمار الاصطناعية أو إشارات إلكترونية، مرجحا أن المقاومة تأخذ ذلك في الحسبان وقد تلجأ لتجريد الجندي من معداته فور أسره لتقليص مخاطر التتبع.

وأشار إلى أن هذه المحاولة هي الرابعة المعروفة التي تنفذها المقاومة الفلسطينية في هذا السياق منذ بدء الحرب، وهو ما يعكس إصرار الفصائل على تحقيق اختراق نوعي في ملف الأسرى، رغم التحديات الأمنية والعسكرية الهائلة.

وأشار العميد جوني إلى أن حديث رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير عن أن التوصل لاتفاق خلال الأيام المقبلة "سيكون إنجازا" هو اعتراف ضمني بفشل أهداف الحملة العسكرية، ورضوخ للواقع الذي فرضته المقاومة، لا سيما في ظل استمرار العجز عن تحرير الأسرى أو القضاء على قدرات الفصائل.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا