آخر الأخبار

بوتين وترامب و"سياسة الخداع".. من يستطيع الحسم في أوكرانيا؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

توتر العلاقة بين ترامب وبوتين ورئيس أميركا يعبر عن "أحباطه"

بينما يراهن الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التوصل إلى "صفقة كبرى" مع روسيا لإنهاء حرب أوكرانيا، تتزايد المؤشرات على أن الكرملين ليس في وارد تقديم أي تنازل. فالرؤية الروسية لمآلات الصراع لا تتوافق مع منطق التسويات المؤقتة، بل تتمسك بمطالب تراها "وجودية"، في مقابل مساع أميركية لتجميد النزاع لا لإنهائه.

فالرؤية الروسية لمآلات الصراع لا تتوافق مع منطق التسويات المؤقتة، بل تتمسك بمطالب تراها "وجودية"، في مقابل مساع أميركية لتجميد النزاع لا لإنهائه.

وفي هذا التباين الجوهري، تبرز تساؤلات كبرى: هل يقرأ ترامب جيدا عقلية بوتين؟ وهل يمكن للرئيس الأميركي أن ينتزع حلا وسطا في ظل تصلب المواقف الروسية وتناقض المصالح الغربية؟

ترامب بين الواقع الروسي والضغوط الغربية

يؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيفاستوبول، عمّار قناة، خلال حديثه الى برنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية أن تعثر ترامب في إيجاد تسوية للصراع الأوكراني يعود إلى "تصادم المصالح الاستراتيجية"، ليس فقط بين واشنطن و موسكو، بل داخل المنظومة الغربية نفسها.

ويقول إن "الرئيس الأميركي اصطدم مباشرة مع المصالح الأمنية الأوروبية"، فضلا عن العقبات التي يواجهها في الداخل الأميركي من قبل المؤسسات السياسية والنخب الحاكمة.

ويلفت إلى أن التناقضات في تصريحات ترامب بشأن تزويد أوكرانيا بالسلاح تعكس ارتباكًا سياسيًا، لا ضعفًا، مشيرا إلى محاولات ترامب للمواءمة بين الضغط الداخلي الأميركي من جهة، والرغبة في فتح قنوات تفاوض مع روسيا من جهة أخرى.

لكن هذه المحاولات "لا ترتقي إلى مستويات الدعم الذي كانت توفره إدارة بايدن لكييف"، ما يجعل قدرة ترامب على فرض تسوية قابلة للتطبيق موضع شك.

موسكو: لا تسويات خارج "الحقائق العسكرية"

ترفض روسيا، بحسب قناة، فكرة "وقف إطلاق النار المؤقت" الذي يروّج له ترامب، وتتمسك بحلول جذرية تستند إلى الوقائع الميدانية التي كرّستها منذ بدء الحرب.

ويضيف: "ما تطلبه موسكو ليس أهواء سلطوية، بل مطالب تعتبرها وجودية"، مثل الاعتراف بسيادتها على الأقاليم التي ضمتها من أوكرانيا، وهو ما تعتبره "ثمارا منجزة" لعمليتها العسكرية لا تقبل التفريط بها.

ويشير الخبير الروسي إلى أن الكرملين "يثمّن دور ترامب"، ويرى فيه شخصية تفاوضية قابلة للفهم والتفاهم، لكنه يميز بوضوح بين النوايا السياسية والنفوذ الفعلي، مؤكّدا أن "الواقع على الأرض" هو المحدد لأي مسار تفاوضي، وأن "لا ورقة انتقالية" حول مستقبل المناطق الأوكرانية المنضمة إلى روسيا.

التحولات الأوروبية.. قلق روسي متصاعد

في موازاة ذلك، عبّر قناة عن مخاوف موسكو من التحول في الاستراتيجية الأوروبية، خصوصًا بعد إعلان الناتو رفع نفقاته العسكرية إلى 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وبدء برامج تسلح واسعة في عدد من دول القارة. واعتبر أن هذه التوجهات تفهم في موسكو كمؤشر على نية غربية لتطويق روسيا وردعها، لا مجرد إجراءات دفاعية.

كما لفت إلى تقارير دولية تحدثت عن "قدرة ألمانيا على امتلاك سلاح نووي خلال أشهر"، مشددا على أن مثل هذه الأنباء تقرأ في روسيا كـ"رسائل مبطنة"، تعزز مخاوف الكرملين من سباق تسلح جديد قد يعيد أوروبا إلى أجواء الحرب الباردة.

ترامب... بين طموحات الصفقة ومحدودية النفوذ

يبدو أن الرئيس ترامب، رغم طموحه الواضح في تسويق "تجميد الصراع" كإنجاز سياسي، يواجه معضلة أساسية: افتقار أوراق الضغط الكافية على روسيا في ظل تراجع الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا من جهة، وتعنت موسكو التي لا ترى في وقف إطلاق النار هدفًا استراتيجيا بل "هدنة خادعة" لا تخدم مصالحها طويلة الأمد.

ويشير قناة إلى أن روسيا تدرك أن ترامب يستخدم خطابه التصعيدي تجاه بكين وموسكو في إطار حملته الانتخابية، ولا تأخذ هذه التصريحات على محمل الجد، لكنها لا تستبعد أن تُستغل أي ثغرة أميركية لتعزيز مواقعها السياسية والعسكرية في أوكرانيا.

الكرملين لا ينتظر صفقة.. بل اعترافا بالواقع

في المحصلة، لا يبدو أن الكرملين يسعى إلى صفقة تفاوضية وفق شروط متوازنة، بل إلى إقرار أميركي وأوروبي بالواقع الميداني الجديد الذي فرضته الحرب. فبينما يحاول ترامب تسويق مبادرة "تجميد النزاع"، تتمسك موسكو بمطالب تراها "حقائق استراتيجية" لا يمكن التنازل عنها، ما يجعل الحديث عن تسوية قريبة أقرب إلى الوهم منه إلى الواقع.

وهكذا، فإن السؤال الأبرز لم يعد: هل يمكن أن يتوصل ترامب إلى صفقة مع بوتين؟ بل: هل يفهم ترامب أصلًا ما يريده بوتين؟ وفي زمن التوازنات المتصدعة، قد تكون الإجابة هي ما يحدد مصير أوكرانيا... وربما أوروبا كلها.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا