أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل "أحد مؤسسي حركة حماس في غزة، حكم العيسى، القيادي البارز في الجناح العسكري للحركة، في مدينة غزة".
وأكّد الجيش الإسرائيلي أن "العيسى لعب دوراً محورياً في تخطيط وتنفيذ هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولم تُعلّق حماس على إعلان الجيش الإسرائيلي حتى الآن.
وقُتل 37 فلسطينياً بينهم تسعة أطفال في ضربات عدّة شنها الجيش الإسرائيلي السبت، بحسب الناطق باسم الدفاع المدني في غزة.
وقال محمود بصل لوكالة فرانس برس، إن الجيش الإسرائيلي شن ست ضربات جوية بمسيرات أو مقاتلات أوقعت 35 قتيلاً، بينهم تسعة أطفال في هجوم على منزل في بلدة جباليا في شمال القطاع.
وأضاف أن طواقم الدفاع المدني والمسعفين نقلوا "شهيدين اثنين على الأقل وعددا من المصابين، بنيران الاحتلال الإسرائيلي على منتظري المساعدات الغذائية قرب مركز مساعدات بين منطقة مفترق الشهداء (نتساريم) وجسر وادي غزة" وسط القطاع.
"ودمّر الجيش الإسرائيلي في ساعات الفجر الأولى 12 منزلاً نسفها بالمتفجرات في خان يونس، وعدّة منازل في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة"، بحسب الناطق باسم الدفاع المدني.
وكانت وزارة الصحة في غزة، أعلنت مقتل 81 قتيلاً و422 إصابة منذ يوم الجمعة وحتى ظهر السبت، نتيجة الغارات الإسرائيلية المستمرة على مناطق متفرقة من القطاع.
وأشارت الوزارة إلى أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى عدد من الضحايا العالقين تحت الأنقاض وفي الطرقات، بسبب الوضع الميداني وتعذر الحركة في بعض المناطق المتضررة.
وكان أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قد دعا في بيان، سكان عدد من الأحياء في منطقة بلديات النصيرات وسط قطاع غزة إلى الإخلاء الفوري، موضحاً أن الدعوة تشمل أحياء يُعتقد أنها تستخدم لإطلاق قذائف صاروخية.
وأضاف أن الجيش "يعمل بقوة شديدة لتقويض قدرات الفصائل المسلحة"، داعياً السكان إلى التوجه جنوباً نحو منطقة المواصي.
وتظاهر آلاف الإسرائيليين السبت للمطالبة بأن تعمل الحكومة على إطلاق سراح الرهائن الـ49 الذين ما زالوا محتجزين في غزة، وفق فرانس برس.
وهذا أول تجمع ينظمّه أقارب الرهائن منذ وقف إطلاق النار مع إيران في 24 يونيو/ حزيران بعد حرب استمرت 12 يوماً.
وحالت القيود التي فرضت أثناء الحرب مع إيران دون إقامة التظاهرة الأسبوعية لأقارب الرهائن وداعميهم.
امتلأت ساحة الرهائن في وسط تل أبيب بحشد من الناس، وهم يلوحون بالأعلام الإسرائيلية ولافتات تحمل صور الرهائن الذي خطفوا خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقال منتدى عائلات الرهائن والمفقودين في بيان بمناسبة التظاهرة، إن "الحرب مع إيران انتهت باتفاق، ويجب أن تنتهي الحرب في غزة بالطريقة نفسها، باتّفاق يعيد الجميع إلى ديارهم".
ودعا بعض المتظاهرين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المساعدة في تأمين وقف لإطلاق النار في غزة من شأنه أن يؤدي إلى الإفراج عن الرهائن، مشيدين بدعمه لإسرائيل في حربها ضد إيران.
وكُتب على إحدى اللافتات "الرئيس ترامب، انهِ الأزمة في غزة. نوبل تنتظر"، في إشارة إلى جائزة نوبل للسلام.
وقالت الرهينة السابقة ليري ألباغ خلال التظاهرة "أتوجه إلى رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس ترامب، لقد اتخذتما قرارات شجاعة بشأن إيران. والآن اتخذا القرار الشجاع بإنهاء الحرب في غزة وأعيدوهم (الرهائن) إلى ديارهم".
دافع رئيس مؤسسة غزة الإنسانية، عن عمل المؤسسة بعد حوادث قتل وإصابة متكررة طالت فلسطينيين يسعون للحصول على مساعدات.
وفي حديثه لبرنامج "نيوز آور" على قناة بي بي سي، لم ينفِ جوني مور وقوع وفيات قرب مواقع الإغاثة، لكنه قال "يتم نسب جميع تلك الضحايا إلى قربهم من المؤسسة وتنسب أيضاً إلى الجيش الإسرائيلي. وهذا غير صحيح". واتهم مور الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى بنشر معلومات لم تتمكن من التحقق منها.
وأضاف: "يجب أن يفهم الناس أن قتل الأشخاص الذين يقصدون مواقع المؤسسة هو تضليل إعلامي، وليس هناك أي دليل على حدوث ذلك بالقرب من مواقعنا".
وعندما سُئل مور عمّا إذا كان الطعام يصل بالفعل إلى مستحقيه، أقرّ بأن العملية "غير كافية"، لكنه قال إن 50 مليون وجبة أكثر مما كان متاحاً قبل شهر.
وقد أدانت وكالات الأمم المتحدة نظام المساعدات التابع لمؤسسة غزة الإنسانية، ووصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الجمعة بأنه "غير آمن بطبيعته".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة: "إن أي عملية تُوجّه المدنيين اليائسين إلى مناطق عسكرية هي عملية غير آمنة بطبيعتها. يجب ألا يكون البحث عن الطعام حكماً بالإعدام".
بالمقابل، قال مور إنه قبل استلام المؤسسة عملية توزيع المساعدات، كانت غالبية الشاحنات التابعة للأمم المتحدة تُختطف تحت تهديد السلاح. الأمر الذي تنفيه الأمم المتحدة، وتقول إنه لا يوجد دليل على حدوث اختطاف واسع النطاق لشاحنات المساعدات التابعة لها.
بدوره، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو السبت، أن بلاده "مستعدة، وأوروبا كذلك، للمساهمة في ضمان توزيع الغذاء بشكل آمن" في قطاع غزة الذي يعاني أزمة إنسانية.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 500 فلسطيني قُتلوا وجُرح 4000 آخرين وهم في طريقهم للحصول على المساعدات منذ أن تولّت المؤسسة توزيع المساعدات.
ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية يوم الجمعة خبراً، قال فيه جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي، لم تُسمّهم، إنهم تلقوا أوامر بإطلاق النار على مدنيين عُزّل بالقرب من مواقع توزيع المساعدات، لإبعادهم أو تفريقهم.
وبناء عليه، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بياناً مشتركاً، قالا فيه إن "إسرائيل ترفض قطعاً الافتراءات التي نُشرت في الصحيفة. هذه أكاذيب خبيثة تهدف إلى تشويه سمعة الجيش الإسرائيلي، الذي يعد أكثر الجيوش أخلاقية في العالم".
وأكدا أن "جنود الجيش الإسرائيلي يتلقون أوامر واضحة بتجنب إيذاء الأبرياء والعمل وفقاً لذلك".
وأضافا في بيانهما: "يعمل الجيش الإسرائيلي في ظروف صعبة ضد عدو إرهابي ينطلق من بين المدنيين ويختبئ خلفهم، مستخدماً إياهم دروعاً بشرية، ويلجأ إلى الأكاذيب لضرب شرعية دولة إسرائيل".
قال المكتب الإعلامي التابع لحركة حماس، إن عدد وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية ارتفع إلى 66 طفلاً، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والضغط لفتح المعابر.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن نحو 112 طفلاً يُنقلون يومياً إلى المستشفيات في قطاع غزة لتلقي العلاج من سوء التغذية، محذرة من أن الوضع الإنساني تجاوز "مرحلة الكارثة".
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام للمنظمة، إن 17 مستشفى فقط تعمل جزئياً من أصل 36، مشيراً إلى غياب الخدمات الصحية بالكامل في شمال القطاع ومدينة رفح، وأن 500 شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء من نقاط توزيع مساعدات لا تشملها الأمم المتحدة.
بدورها، قالت وكالة "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة إن الاستجابة الصحية تواجه تحديات كبيرة، بما فيها الأضرار التي لحقت بالمرافق الطبية، والقيود المفروضة على إدخال الإمدادات الحيوية.
وفي تطور ميداني، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها فجّرت عبوة ناسفة بآلية إسرائيلية متوغلة شمال مدينة خان يونس.
وفيما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المبعوث الأمريكي دانيال ويتكوف سيزور القاهرة قريباً وسط مؤشرات إيجابية عن إحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار. وألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية التوصل لاتفاق تهدئة "خلال الأسبوع المقبل".
وارتفع إجمالي عدد القتلى في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 56,412، فيما بلغ عدد المصابين 133,054 شخصاً، بحسب إحصائية الوزارة.
وأوضحت الوزارة أن حصيلة الضحايا منذ بدء التصعيد الأخير في 18 مارس/ آذار 2025 بلغت 6,089 قتيلاً و21,013 إصابة.