في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
مع تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، ووسط تحذيرات من اندلاع حرب شاملة، تشهد جنيف اجتماعات دبلوماسية حساسة بمشاركة وزير الخارجية الإيراني ونظرائه من دول الترويكا الأوروبية، وسط غياب أميركي لافت، وترقب حذر لقرار حاسم من الرئيس دونالد ترامب خلال أسبوعين.
إسرائيل: "نحمي العالم من إيران"
قال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة إن إسرائيل "تخوض حربا بالنيابة عن العالم"، مشيرا إلى أن الصواريخ الباليستية الإيرانية لم تعد تهدد إسرائيل فحسب، بل باتت تستهدف أوروبا و الولايات المتحدة أيضاً. واعتبر أن الضربة على معهد وايزمان العلمي، والتي كلفت إسرائيل نحو ملياري شيكل، تمثّل "استهدافاً للعلم والحضارة الغربية" من قِبل طهران.
إيران ترد: "لن نتفاوض تحت النار"
في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان، أن بلاده تحتفظ بحق الرد، واصفاً الضربات الإسرائيلية على منشآتها النووية بـ"جرائم الحرب". ورفض عراقجي أي تفاوض حول القدرات الدفاعية الإيرانية، أو الملف الصاروخي، مطالباً بوقف الهجمات قبل العودة إلى المسار السياسي.
ترامب يتريث.. لكن "الفرصة الأخيرة" تضيق
رغم تصاعد الدعوات الإسرائيلية لانخراط أميركي مباشر في الحرب، يواصل الرئيس دونالد ترامب التريث، مفضلاً منح المسار الدبلوماسي فرصة أخيرة.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الأوروبيين قدموا عرضا شاملا لطهران يشمل وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل، وتفكيك المنشآت النووية، والحد من قدرات إيران الصاروخية، مقابل ضمانات بعدم تغيير النظام.
لكن التسريبات تشير إلى أن واشنطن لن تقبل بأقل من "صفر تخصيب"، وهو شرط يعتبر في طهران "خطاً أحمر".
ميدانياً، تكثفت الضربات الإيرانية على العمق الإسرائيلي، مستخدمة صواريخ انشطارية ومسيّرات متطورة. وفي حيفا، سقطت صواريخ على مواقع حساسة قرب منشآت حكومية ومراكز تجارية، بينما تحدثت الحكومة الإسرائيلية عن إصابة 45 شخصاً، منهم اثنان بجروح خطيرة.
وتشير التقارير إلى أن إيران باتت تعتمد أسلوب "الضربات النوعية" لا الكمية، بهدف تجاوز أنظمة الدفاع الإسرائيلية، وهو ما دفع تل أبيب إلى تخصيص ميزانية إضافية لبناء ملاجئ جديدة.
مجلس الأمن يحذر من كارثة نووية
وخلال جلسة طارئة لمجلس الأمن، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أن "الصراع قد يخرج عن السيطرة"، داعياً جميع الأطراف إلى إعطاء فرصة للسلام.
في السياق نفسه، نبه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي من خطر الهجوم على مفاعل بوشهر النووي، مشيراً إلى أن أي استهداف قد يؤدي إلى "تسرب إشعاعي كارثي يهدد الملايين".
انقسام داخل واشنطن.. وخلافات أوروبية
تدور النقاشات داخل الإدارة الأميركية بين تيار متشدد يرى أن الفرصة مواتية للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، وآخر يحذّر من تكرار تجربة "حرب لا تنتهي" على غرار العراق.
وبينما تواصل واشنطن اتصالاتها غير المباشرة مع طهران عبر المبعوث ستيف ويتكوف، يراهن الأوروبيون على تحقيق "خرق دبلوماسي" في جنيف، رغم تحفظات الإيرانيين على إدراج ملفات الصواريخ والميليشيات في التفاوض.
إيران تحذر من توسع الحرب
وفي مقابلة من طهران، حذر رئيس تحرير صحيفة "الوفاق"، مختار حداد، من أن أي تدخل أميركي مباشر سيقود إلى "توسيع الحرب في المنطقة"، ملمحا إلى خيارات مفتوحة تشمل استهداف القواعد الأميركية والسفن في الخليج، كما حصل بعد اغتيال قاسم سليماني.
أما الخبير العسكري خالد حمادة، فقد أكد أن الأطراف باتت في مواجهة "لا رجعة فيها"، مشيراً إلى أن تل أبيب لن تتراجع بعد الضربات التي تلقتها، فيما ترى واشنطن أن الحل العسكري يجب أن يأتي تحت مظلة دولية.
وأشار حمادة إلى أن إيران رغم الخسائر، ما زالت تمتلك قدرة على التسبب بعدم استقرار إقليمي واسع، بما يشمل تهديد الملاحة في مضيق هرمز وتفعيل أذرعها في لبنان واليمن والعراق.