قال مسؤول كبير في حماس، لبي بي سي، إن الحركة سترفض اقتراح وقف إطلاق النار في غزة الذي قدمه المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، ووافقت عليه إسرائيل بحسب البيت الأبيض، لأنه "لا يتضمن بروتوكولاً إنسانياً يسمح بدخول مئات الشاحنات يومياً" إلى القطاع.
وقال المسؤول إنه على الرغم من أن الحركة لا تزال تدرس الاقتراح، فإنه يتعارض مع مناقشات أجرتها حماس مع مسؤولين أمريكيين.
وتقول حماس أيضاً إن المقترح لا يتضمن ضماناً بأن تؤدي الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار. كما طلبت حماس ضماناً أمريكياً بأن إسرائيل لن تستأنف القتال إذا فشلت محادثات وقف إطلاق النار.
وأكد عضو المكتب السياسي لحماس، باسم نعيم، خلال تصريحات لوسائل إعلام أن المقترح الأمريكي بشأن الهدنة في غزة "لا يستجيب لأي من مطالب شعبنا".
وقال نعيم "رد الاحتلال في جوهره يعني تأييد الاحتلال واستمرار القتل والمجاعة (حتى في فترة التهدئة المؤقتة)، ولا يستحيب لأي من مطالب شعبنا وفي مقدمتها وقف الحرب والمجاعة".
وكان البيت الأبيض أعلن أن إسرائيل قبلت مقترح الرئيس دونالد ترامب، بينما لا تزال المناقشات مستمرة مع حماس.
وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، لصحفيين، الخميس، بأن ترامب ومبعوثه ويتكوف "قدّما اقتراحاً لوقف إطلاق النار إلى حماس، حظي بدعم إسرائيل وتأييدها. ووافقت إسرائيل على هذا الاقتراح قبل إرساله إلى حماس".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق على أحدث مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في غزة.
كما بحث وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الجهود الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة في اتصال هاتفي، الخميس، مع مسؤولين من حماس، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي تركي.
وقال المصدر إن فيدان بحث هاتفياً أيضاً مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التطورات في غزة وسوريا. ولم يذكر المصدر مزيداً من التفاصيل، بحسب وكالة رويترز.
وجاء في التقارير أن نتنياهو أبلغ عائلات الرهائن أن القوات الإسرائيلية لن تغادر القطاع الفلسطيني لحين إتمام إطلاق سراح جميع الرهائن.
وينص مقترح المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، على هدنة مؤقتة لمدة شهرين، يجري خلالها الطرفان مفاوضات حول شروط وقف إطلاق نار دائم. ومع ذلك، فإن العرض لا ينص على تمديد الهدنة في حال تجاوزت هذه المباحثات 60 يوماً.
ويقضي المقترح بإطلاق سراح تسع رهائن أحياء من غزة، إلى جانب تسليم جثث 18 آخرين، مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين، على أن تُنفذ الصفقة على مرحلتين خلال أسبوع واحد.
وتقول صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن حماس تسعى للحصول على مقترح يضمن التمديد، نظراً لأن إسرائيل رفضت في الاتفاق السابق الموقع في يناير/كانون الثاني إجراء مفاوضات حول شروط وقف إطلاق نار دائم، واستأنفت القتال في غزة بعد انتهاء الهدنة المؤقتة.
يشار إلى أن حرب غزة مستمرة منذ أكثر من 600 يوم. وأعلن الدفاع المدني في غزة الخميس، مقتل 44 شخصاً في غارات إسرائيلية منذ الفجر على مناطق متفرقة من القطاع المحاصر الذي دمرته الحرب.
ونقلت فرانس برس عن مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير قوله في بيان "نقل 44 شهيداً جراء غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم على قطاع غزة". وأشار البيان إلى وقوع "23 شهيداً وإصابات وعدد من المفقودين جرّاء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة القريناوي شرق مخيم البريج في وسط قطاع غزة".
وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في اتصال هاتفي يوم الخميس مع مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أنّ "وحشية عدوان إسرائيل على غزة ولا إنسانية سياسة التجويع المُمنهَجة تجاوزت كل الحدود، وخرقت كل القيم الإنسانية والقوانين الدولية".
وقال إن "وقف قتل أهل غزة وسياسات التجويع اللاإنسانية التي تطبقها الحكومة الإسرائيلية يجب أن تكون الأولوية التي تتكاتف من أجل تحقيقها كل الجهود الدولية".
كذلك، ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس بالهجمات الإسرائيلية على غزة التي اعتبرها بمثابة "عقاب جماعي للسكان المدنيين"، في انتقاد روسي شديد لإسرائيل.
وقال إن "الإجراءات التي اتّخذتها إسرائيل" ردا على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل "يمثّل عقابا جماعيا للسكان المدنيين"، معتبرا ما يحصل في غزة "غير مفهوم ولا يمكن وصفه.
وبعد هدنة استمرت شهرين، استأنفت إسرائيل هجومها في منتصف مارس/آذار على قطاع غزة، وكثفت عملياتها العسكرية في 17 أيار/مايو قائلة إن الهدف من ذلك هو القضاء على حركة حماس وتحرير الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في القطاع وخطفوا خلال هجوم الحركة غير المسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
في السياق ذاته، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن أحدث مقترح للمبعوث الأمريكي لا يحدد أماكن إعادة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي بمجرد دخوله حيز التنفيذ.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي الكبير أن شروط ويتكوف الجديدة لا تُملي "كيفية توزيع المساعدات في إطار وقف إطلاق النار".
وصرح مسؤول إسرائيلي آخر للصحيفة الإسرائيلية في وقت سابق أن الأمم المتحدة ستستأنف تقديم المساعدات خلال وقف إطلاق النار بدلاً من صندوق غزة الإنساني المدعوم من إسرائيل، الذي بدأ عملياته هذا الأسبوع.
وتصف صحيفة "يديعوت أحرونوت" هذا بأنه يمثل تراجعاً عن جهود إسرائيل الخاصة بإيصال المساعدات عن طريقها إلى سكان غزة.