تسلط جولة الصحافة اليوم الضوء على موضوعات سياسية مختلفة، تبدأ بالهجوم على سفينة تحمل مساعدات إلى غزة، واتفاق استغلال المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، إضافة إلى صراع داخل البيت الأبيض أدى إلى إقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز.
نبدأ من صحيفة يديعوت أحرونوت، ومقال للكاتب رون بن يشاي تحت عنوان "الهجوم على سفينة مساعدات غزة قرب مالطا إشارة تحذير".
ويتحدث الكاتب عن سفينة تابعة لتحالف "أسطول الحرية" الذي يهدف إلى إيصال مساعدات إلى غزة، وقال إنه لا يزال من غير الواضح متى بالضبط كان منظمو الأسطول يخططون للوصول إلى القطاع في "تحدٍ للحصار البحري الإسرائيلي".
واتهم الكاتب، المنظمين بارتباطهم بحركة حماس، وقال إنهم لم يستطعيوا تحديد هوية المهاجم، لكنهم خمنوا أن طائرة أو طائرات مسيرة إسرائيلية هاجمت السفينة من دون أن ينتج عن ذلك إصابات في صفوف طاقمها.
وقال تحالف "أسطول الحرية" إن سفينة بحرية تابعة له، على متنها 30 ناشطاً دولياً في مجال حقوق الإنسان، تعرضت لهجوم من قبل مسيّرة إسرائيلية في المياه الدولية قرب مالطا. في حين قال الكاتب إن عدد أفراد الطاقم هو 12، إضافة إلى 4 مدنيين، مستنداً إلى ما قال إنها أرقام السلطات البحرية المالطية.
واستذكر الكاتب، أسطول الحرية في عام 2010 حينما وقعت مواجهة بين البحرية الإسرائيلية وسفن مبحرة من تركيا بتنظيم من هيئة الإغاثة الإنسانية التركية غير الحكومية، مما أدى إلى مقتل 10 ركاب على سفينة مافي مرمرة.
واتهم الكاتب، هيئة الإغاثة التركية، بارتباطها بـ "علاقات مع مؤسسات خيرية تابعة لحماس ومع جماعة الإخوان المسلمين".
ومنذ ذلك الحين، "جرت محاولات إضافية من قبل هيئة الإغاثة التركية ومنظمات أخرى، لتنظيم أساطيل احتجاجية تحت ذريعة توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة"، وفق الكاتب الذي قال إن إسرائيل نجحت على الدوام في تعقّب مصادر هذه التحركات ومنظميها، وإفشالها من خلال تحركات دبلوماسية هادئة، على حد قوله.
وإذا ثبت أن إسرائيل تقف وراء الهجوم الأخير على السفينة، فإن ذلك يشير إلى أمور عدة، وفق الكاتب، الذي فسر ذلك بأن إسرائيل قد "استوعبت دروس" المواجهة في مافي مرمرة، مما تسبب في خلاف دبلوماسي حاد مع تركيا وألحق ضرراً بصورة إسرائيل الدولية.
وقال إن "الجهة التي هاجمت فضّلت توجيه إنذار مبكر للمنظمين". وكان "الهدف على الأرجح إيصال رسالة تحذيرية دون إغراق السفينة أو إيذاء الركاب، على أمل أن تفهم الرسالة بوضوح" بحسب الكاتب.
ويرى الكاتب أن الإشارة ربما يُقصد منها أيضاً "تجنيب البحرية الإسرائيلية الاضطرار إلى مواجهة العديد من السفن والركاب كما في قضية مافي مرمرة"، مع اللجوء إلى استخدام طائرات مسيرة.
وقال إن استخدام مثل هذه الطائرات يوفر للمهاجم هامش "إنكار معقول" عكس الطائرات المقاتلة التي يمكن رصد مكان إنطلاقها وعودتها.
وكتبت صحيفة الإندبندنت في افتتاحيتها، "اتفاق المعادن مفيد لأوكرانيا وللولايات المتحدة أيضاً".
وعلى عكس "أسوأ المخاوف" التي أثيرت بعيد لقاء الرئيس الأوكراني بنظيره الأمريكي في المكتب البيضاوي في فبراير/ شباط الماضي، يبدو أن فولوديمير زيلينسكي نجح في تأمين صفقة معادن مع الولايات المتحدة "منصفة وسخية إلى حد كبير"، بحسب ما قالت الصحيفة البريطانية.
ويشير الكاتب إلى أن زيلينسكي قد استخدم دبلوماسيته الشخصية مع ترامب خلال جنازة البابا فرنسيس بفعالية كبيرة.
وقالت الصحيفة إن "الاتفاق، بصيغته الموقعة والمنشورة، أفضل بكثير من النسخ السابقة، ليس فقط بالنسبة لأوكرانيا، بل للولايات المتحدة كذلك"، مضيفة أن النسخ الأولية كانت "استغلالية"، إذ "حولت أوكرانيا إلى دولة تابعة، وأفقرت البلاد وأضعفتها، مما جعل الاتفاق غير قابل للاستمرار".
وأشارت الصحيفة إلى تصريح ترامب بأن "الوجود الأمريكي في الموقع سيساعد في إبقاء الجهات الفاعلة السيئة خارج البلاد، أو على الأقل خارج المنطقة"، في إشارة إلى فلاديمير بوتين.
وقالت الصحيفة إن الاتفاق الذي يتضمن مشروعات مستقبيلة، "سيضيف حافزاً للأمريكيين للتأكد من تقليص الاحتلال الروسي للأراضي الغنية بهذه الموارد بموجب أي اتفاق سلام أوسع".
وأشارت إلى "انتهاء فكرة أن أوكرانيا مدينة للولايات المتحدة بأي ديون مالية مبالغ فيها مقابل المساعدات العسكرية التي قدمتها الإدارة السابقة مجاناً".
ونختتم جولتنا من صحيفة "واشنطن بوست"، حيث كتب، ديفيد إغناتيوس، مقالاً تحت عنوان "صراع على النفوذ داخل معسكر ترامب يُقصي والتز".
ويتحدث الكاتب عن إقالة، مايك والتز، مستشار الأمن القومي الأمريكي من منصبه، وتعيينه سفيراً في الأمم المتحدة، قائلاً إن ذلك خفف من وطأة القرار.
ورأى أن الإقالة ستبعد والتز عن صراع النفوذ داخل البيت الأبيض الذي "لم يكن له تأثير كبير فيه"، على حد تعبير الكاتب الذي وصف والتز بأنه "يتمتع بجميع المؤهلات اللازمة لمنصب مستشار الأمن القومي".
وقال إنه كان "جندياً محترماً في القوات الخاصة الأمريكية، ومناصراً قوياً لإسرائيل، وصارماً مع روسيا والصين وإيران، ولعل هذا كان السبب في الإطاحة به" على حد وصف الكاتب.
وتعرض والتز لانتقادات قاسية منذ أن كشفت مجلة "ذا أتلانتيك" في مارس/آذار، أنّ رئيس تحريرها ضُمّ عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة على تطبيق "سيغنال" ناقش خلالها مسؤولون، بينهم وزير الدفاع بيت هيغسيث ووالتز، مسألة ضربات جوية نُفّذت ضد الحوثيين في اليمن في 15 من الشهر نفسه.
وقال الكاتب إن والتز الذي وصفه بـ "المنضبط"، "بدا غير منسجم مع ترامب، الذي ملأ إدارته بأصدقاء من أصحاب المليارات".
وقالت الصحيفة إن دوافع الإطاحة بوالتز كانت مدفوعة جزئياً بخلاف محتدم داخل إدارة ترامب منذ تنصيبه، وفق الكاتب الذي استند إلى ما قال إنهم مطلعون في واشنطن.
وقال الكاتب إن هذا الخلاف يضع صقوراً ممن يُطلق عليهم أحيانًا اسم "المحافظين الجدد" كوالتز، ضدّ حلفاء نائب الرئيس جيه دي فانس، الذين يُوصفون بـ "الانعزاليين الجدد"، وهو اختزال يُقلّل من شأن التعقيدات التي تكتنف السلطة داخل فريق ترامب.
وأشار الكاتب إلى أن تغيير مستشار الأمن القومي يأتي "في وقت حرج"، وسط سعي مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، الذي وصفه الكاتب بـ "قليل الخبرة"، للتوسط في صفقات مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ومع إيران لكبح برنامجها النووي.