آخر الأخبار

الصليبي الأخير.. وزير الدفاع الأميركي الذي يكره جيشه

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

مستلهما تجربة "الصليبيين المسيحيين الذين صدّوا جحافل المسلمين في القرن الثاني عشر" يوصي الصليبي الأخير الأميركيين إلى "استجماع الشجاعة نفسها ضد الإسلاميين اليوم…. فإلى جانب الشيوعيين الصينيين وطموحاتهم العالمية، تُعدّ الإسلاموية أخطر تهديد للحرية في العالم. لا يمكن التفاوض معها أو التعايش معها؛ بل يجب تهميشها وسحقها"

قائل هذا الكلام هو صاحب المنصب الأكثر نفوذا في واشنطن، حيث يشرف من خلاله على 3 مليون جندي وموظف مدني برفقة ميزانية تبلغ خلال العام الجاري 895 مليار دولار، إنه وزير الدفاع الأميركي الجديد بيت هيغسيث .

يتطرق هذا المقال إلى سيرة بيت هيغسيث، وأبرز أفكاره وتنظيراته التي أثارت جدلا واسعا، بالاعتماد على ما دونه بنفسه في كتبه المتعددة مثل كتاب "الحملة الصليبية الأمريكية: نضالنا من أجل البقاء أحرارًا" وكتاب "معركة من أجل العقل الأمريكي: اقتلاع قرن من التعليم الخاطئ"، وكتاب "الحرب على المحاربين"، مع التطرق لكيف تمكن بعد فصله من الجيش الأمريكي من تولي منصب وزير الدفاع، وكيف تحول من خصم لترامب إلى أحد أبرز أنصاره.

لقد اعتاد هيغسيث إطلاق النار في كافة الاتجاهات في تصريحاته وفي كتبه وفي برنامجه التلفزيوني "فوكس والأصدقاء في عطلة نهاية الأسبوع"، المصنف في المرتبة الأولى من البرامج الصباحية الأكثر مشاهدة في الولايات المتحدة على قناة فوكس نيوز، فمن أبرز مقولاته:

إعلان

"الحزب الديمقراطي يكره أميركا. يكره دستورنا، وعلمنا، وإيماننا، ومعتقداتنا. لسنا زملاء نتعامل باحترام، ولا مجرد خصوم سياسيين. نحن أعداء. إما أن ننتصر أو ينتصروا. الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي و المحكمة الجنائية الدولية ، كل هذه المؤسسات تهدف اليوم إلى تقويض فكرة وواقع الحدود والمواطنة.

الإسلاموية المستمدة مباشرة من الإسلام، ومن حياة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن القرآن، هي النظرة العالمية الأكثر تماسكًا، والأكثر عدوانية على كوكب الأرض اليوم."

مصدر الصورة وزير الدفاع الأمريكي هيغسيث يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في واشنطن العاصمة(وكالة الأناضول)

يتطرق المقال إلى سيرة بيت هيغسيث، وأبرز أفكاره وتنظيراته التي أثارت جدلا واسعا، بالاعتماد على ما دونه بنفسه في كتبه المتعددة مثل كتاب "الحملة الصليبية الأميركية: نضالنا من أجل البقاء أحرارًا"، وكتاب "معركة من أجل العقل الأميركي: اقتلاع قرن من التعليم الخاطئ"، وكتاب "الحرب على المحاربين"، مع التطرق لكيف تمكن بعد فصله من الجيش الأميركي من تولي منصب وزير الدفاع، وكيف تحول من خصم لترامب إلى أحد أبرز أنصاره.

على خطى الصليبيين الأوائل

وُلد الجنديّ الغاضب عام 1980 ضمن الجيل الخامس من أسرة مهاجرة من النرويج، ولذا يتسم بملامح إسكندنافية مميزة، لكنه لا يتحدث اللغة النرويجية بخلاف أجداده، وذلك بعد أن انصهر في المجتمع الأميركي بشكل كامل. فهو من دعاة التحدث باللغة الإنجليزية فقط داخل الولايات المتحدة.

نشأ هيغسيث في ولاية مينيسوتا وسط أسرة متدينة تحرص على زيارة الكنيسة أسبوعيا، لكنه لم يكن متدينا في صغره، وقد تأثر في

مصدر الصورة الواعظ الإنجيلي بيلي غراهام

شبابه بحضوره محاضرة للداعية الإنجيلي الشهير بيلي غراهام في عام 1999، وهو ذات العام الذي التحق فيه بجامعة برينستون بهدف دراسة الفلسفة السياسية، ورغم حصوله على شهادة البكالوريوس منها، فقد تذمر من واقع جامعة برينستون بحجة أنها أدارت ظهرها للإيمان وأصبحت قلعة لليسار رغم أنها تأسست في الأصل عام 1746 مركزًا لتدريب القساوسة.

وقد أكمل تعليمه العالي في كلية كينيدي للدراسات الحكومية بجامعة هارفارد، حيث حصل عام 2013 على درجة الماجستير في السياسات العامة، لكنه تنازل لاحقا عن الشهادة، وأعادها للجامعة بحجة أن جامعة هارفارد أصبحت معسكرا لتلقين الأفكار اليسارية للطلاب.

إعلان

بدأ هيغسيث مسيرته في الجيش عام 2001 بعد هجمات سبتمبر بالتزامن مع دراسته الجامعية، وعمل بعد تخرجه من الجامعة عام 2003 محللًا لسوق رأس المال في شركة بير ستيرنز، لكنه ترك مهنته المدرة لراتب وفير بهدف "مطاردة الوهابيين" على حد تعبيره، الذين هاجموا واشنطن ونيويورك، فالتحق بتدريب أساسي لضباط المشاة في ولاية جورجيا، وأصبح ضابط مشاة عام 2003، وخدم في معتقل غوانتانامو ضمن صفوف الحرس الوطني عام 2004، وهي الفترة التي وصفها بأنها مملة لأنه حرس خلالها "حثالة الإسلاميين" حسب وصفه.

انتقل هيغسيث إلى العراق عام 2005 حيث عمل ضمن الفرقة 101 المحمولة جوًّا وقاتل في سامراء والمثلث السني. وهي حقبة شهدت تصاعد المقاومة العراقية ضد الاحتلال. ولذا لم ينسجم هيغسيث مع ضوابط إطلاق النار بالجيش الأميركي، فأمر جنوده بعدم الالتزام بها قائلا "لن أسمح لهذا الهراء بالتسلل إلى أدمغتكم. أيها الرجال، إذا رأيتم عدوًّا تعتقدون أنه يشكل تهديدًا، فعليكم الاشتباك معه وتدميره، يجب أن يحصل أعداؤنا على الرصاص، وليس المحامين"، ويصف حال مصاب عراقي بعد أسره "لم يكن هناك من يهتم به. هل عاش أم مات؟ لم أهتم بذلك في ذلك الوقت، ولا أهتم به اليوم، فأي مساعدة تُقدم له ستكون بمثابة لطف"، وكذلك خدم هيغسيث في أفغانستان عام 2012 حيث عمل كبيرا للمدربين في أكاديمية تدريب مكافحة التمرد في كابل.

يوضح هيغسيث مفهومه للحرب من واقع تجاربه قائلا "إن الحرب البرية تُعرَّف بعدد الأشخاص الذين يمكنك ذبحهم في مكان واحد وفي وقت واحد مما يحد من إرادة عدوك وقدرته على القتال"، ويعلل ذلك بالطبيعة البشرية التي تقوم على خطيئة الإنسان وأنانيته.

عند إرسال الجنود للقتال، فلابد من "إطلاق العنان لهم ليحققوا النصر. حيث يحتاجون إلى أن يكونوا الأكثر قسوة، والأكثر صرامة، والأكثر فتكًا".


* بيت هيغسيث وزير الدفاع الأميركي

تركت تلك التجارب أثرها على نفسية هيغسيث، إذ يروي أنه "لا يزال يستيقظ في منتصف الليل عقب رؤيته حلمًا متكررًا خلاصته أنه في مهمة مع وحدته العسكرية في أرض العدو، لكنه يشعر بقلق شديد صارخا أين سلاحي؟ لا أستطيع العثور على بندقيتي، لقد ضاعت. أنا عاجز".

إعلان

أتاحت تلك المناوبات له الاحتكاك بشرائح متنوعة في العالم الإسلامي حيث يقول "لقد قضيتُ وقتًا لا بأس به في العالمين العربي والإسلامي، أكثر من معظم الأميركيين. تجولتُ في ساحات القتال ضد المسلمين ومعهم. قضيتُ ساعاتٍ في حوارات دينية وفلسفية عميقة مع مسلمين، من عامة الناس ومتعلمين في الغرب، متدينين وغير متدينين، وأئمة مساجد متطرفين ومعتدلين، وسنة وشيعة". ولذا تشكلت لديه بحسب كتاباته رؤية اتجاه الإسلام والمسلمين سنناقشها لاحقا، لكنها بلورت لديه هدفا في الحياة عبر عنه قائلا:

"هدفي العالمي هو تدمير المتطرفين الإسلاميين".

بعد انتهاء خدمته بالخارج، عاد هيغسيث إلى الولايات المتحدة، وحاول الترشح ل مجلس الشيوخ عام ٢٠١٢ عن ولاية مينيسوتا، لكنه رسب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، كما أسس منظمتين للمحاربين القدامى، لكنه اتُّهم باستخدام أموالهما لأغراض شخصية، واضطر إلى تركهما.

التحق هيغسيث بعضوية مجلس العلاقات الخارجية الذي يصدر مجلة فورين أفيرز، لكنه سرعان ما استقال منه عام 2016 بحجة ترويج المجلس لأجندة تقدمية عولمية تعادي المصالح الأميركية. وترك كذلك الخدمة النشطة بالجيش عام 2014، لكنه عاد مجددا للخدمة بعد خمسة أعوام حيث انضم إلى صفوف الحرس الوطني، وشارك حاملا درعه في عمليات مكافحة الشغب أثناء المظاهرات أمام البيت الأبيض عام 2020 احتجاجا على مقتل جورج فلويد ، الذي يجادل هيغسيث بأنه توفي بسبب إدمانه على المخدرات لا بسبب ضرب مميت بأيدي رجال الشرطة.

يكشف هيغسيث في كتابه "الحرب على المحاربين" مشاعره خلال مشاركته في فض الاحتجاجات على مقتل فلويد قائلا "لم أستطع أن أتصرف كما لو كنت جنديا أميركيا في دولة من دول العالم الثالث. لم يكن هؤلاء سكانًا محليين في بغداد يحتجون على حظر التجوال في المساء. ولم يكونوا مزارعي أفيون ساخطين يلوحون بالسيوف خارج مرجة في أفغانستان. إنهم أبناء أميركا وبناتها… لو حدث هذا الاشتباك في سامراء أو قندهار، لكنا قد وصلنا إلى المنزل بحلول وقت الإفطار… كانت هذه هي أميركا. ولم يكن أحد يريد أن يقتل مواطنًا".

إعلان

جاء فصل الختام في مسيرة هيغسيث العسكرية عام 2021، حين رفض الجيش إشراكه في تأمين حفل تنصيب الرئيس جو بايدن ، رغم مشاركة 25 ألفا من عناصر الحرس الوطني في تأمين العاصمة بعد أحداث اقتحام الكونغرس من طرف أنصار ترامب في مطلع ذات العام. وكان السبب هو تصنيف الجيش لهيغسيث بأنه متطرف قومي أبيض، وذلك بعد إبلاغ جنديين من زملائه عن رسمه على جسده وشم "صليب القدس" الذي يجسد شعار مملكة القدس في عهد الحملات الصليبية.

لقد كان وقع الاستبعاد ثقيلا على نفس هيغسيث كما يقول "في البداية كنت مرتبكًا، وشعرت بالغضب وفقدان التوزان"، فتقدم باستقالته النهائية من الجيش في 20 يناير/كانون الثاني 2021. لكن لم تقبل استقالته فورا، ثم أرسل إليه الجيش إشعارا بفصله من الخدمة بعد ثلاث سنوات، وذلك في الأول من يناير/كانون الثاني 2024.

على المستوى الاجتماعي، تزوج هيغسيث وطلق مرتين، وهو متزوج حاليا من زوجته الثالثة جينيفر راوشيت التي كانت علاقته بها قبل زواجهما سببا في طلاقه من زوجته الثانية، ولديه حاليا سبعة أطفال.

كيف يفكر؟ ضد اليسار دُرْ!

يمثل هيغسيث نموذجا للشخصية الإنجيلية الأميركية، فهو يرى أن "الكتاب المقدس، وخاصةً عندما يقترن بتراث أثينا وروما، يمثل أساس الحضارة الغربية. وأن مؤسسي الولايات المتحدة أسسوا نظامًا قائمًا على الحرية الفردية، والعدالة المتساوية، والمسؤولية الشخصية، والحكومة المحدودة، والأسواق الحرة، والإيمان الديني". ومن ثم يشن هجوما على العلمانية الممزوجة بالأفكار اليسارية بحجة أنها "تجعل الحكومة إلهًا، وأنها رسخت عبارة فصل الدين عن الدولة التي لم ترد في إعلان الاستقلال ولا في الدستور". ويذهب إلى أن "العلمانيين يسعون إلى هدم الروابط التاريخية والمعاصرة بالإيمان في الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى تفكيك النسيج الاجتماعي الذي يحتاج إليه الأميركيون ليظلوا شعبًا حرًّا ومستقلًّا ومكتفيًا ذاتيًّا".

مصدر الصورة وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، على اليسار، يوقع علمًا لفريق مركبات التوصيل التابع لقوات النخبة البحرية (SEAL) في قاعدة بيرل هاربور-هيكام المشتركة، 25 مارس 2025، في هونولولو، هاواي (شترستوك)

ويتبنى هيغسيث موقفا معاديا للديمقراطية بحجة أنها تمنح من يحصل على أكبر عدد من الأصوات حق وضع القواعد، بينما هو يؤمن بالحقوق المكتسبة التي منحها الله للبشر، ولذا يقول "علينا أن نتوقف عن وصف بلدنا بالديمقراطية لأنها ليست كذلك، كلمة ديمقراطية غير موجودة لا في إعلان الاستقلال ولا في الدستور.. لقد رفض مؤسسونا فكرة الديمقراطية لأن الديمقراطيات تُحكم بنظام الأغلبية البسيطة. بدلًا من ذلك، اختار المؤسسون أن يكون نظام حكمنا جمهورية دستورية… لا يحق لممثلينا المنتخبين إقرار أي قانون يريدونه، بل يجب أن يكون متوافقًا مع دستورنا. هناك ضوابط وتوازنات ضد طغيان الأغلبية. ونتيجةً لذلك، تضمن جمهوريتنا حقوق الفرد الممنوحة من الله، بغض النظر عن رأي الأغلبية".

إعلان

يتبنى هيغسيث موقفا معاديا لليسار، ويرى أن الحزب الديمقراطي تحول من كونه حزبا ليبراليا يحب أميركا ويركز على بناء دولة رفاه، ليصبح حزبا يساريا اشتراكيا عولميا يبغض أميركا ويسعى لإلغاء السيادة الوطنية بهدف مركزة السيطرة على وسائل الإنتاج، كما يتبنى أجندة ماركسية تعمل على تأنيث الرجال وتهميش كل ما هو طبيعي، فضلا عن تبنيه برنامجا يقوم على صرف تعويضات للمهاجرين غير الشرعيين، وتقنين الإجهاض، واستبدال نظام الحكم القائم على الإيمان والمجتمع باقتصاد قائم على الحكومة الفدرالية والتوجيه.

مصدر الصورة مظاهرة للمثليين في أورلاندا، فلوريدا (غيتي)

الاشتراكية لدى هيغسيث هي تركيز السلطة في أيدي النخب الحكومية لتحقيق التخطيط المركزي للاقتصاد وإعادة توزيع الثروة عبر فرض الضرائب على الأشخاص الذين يعملون بجدية ويكسبون المال حتى تتمكن الحكومة من توزيع هذه الأموال على الجميع، مما يتطلب سيطرة حكومية وإخضاع المواطنين، وهو ما يزعم أن الولايات المتحدة وقعت في براثنه منذ حقبة بيل كلينتون (1992-2000) بعد أن وصل شباب الجامعات اليساريون في ستينيات القرن العشرين إلى مقاعد السلطة في التسعينيات ثم ترسخ بشكل أكبر في حقبة أوباما (2008-2016)".

يجادل هيغسيث أيضا في كتابه "معركة من أجل العقل الأميركي" بأن اليسار سيطر على التعليم من الروضة إلى الصف الثاني عشر واستولى على الأسر الأميركية وثقافتها، كما استولى على الجامعات والشركات ووسائل الإعلام وهوليوود ووسائل التواصل الاجتماعي والبيروقراطية الفدرالية، وحتى أغلب الكنائس الرئيسية، وصولا إلى محاولته السيطرة على الجيش، وفي نهاية المطاف عمل على تغيير سياسة البلاد وإعادة تشكيلها في مواجهة الرأسمالية التي تطلق العنان للرخاء حسب زعمه.

ويشدد على أنه في النموذج الرأسمالي لا تُسيطر الحكومة على الأسواق، ولا على وسائل الإنتاج، ولا على الأسعار، ولا تُحدد من يفوز ومن يخسر، إنما تُنتج المنافسة في السوق الحرة رابحين وخاسرين، وتمنح الخاسرين فرصةً للتنافس مجددًا والفوز.

إعلان

يشدد هيغسيث على نبذ شعارات الحزب الديمقراطي الداعية إلى التنوع باعتبارها تضخم الاختلافات وتكرس الفوارق وتخلق المظالم، ويرفع بدلا منها شعار "قوتنا لا تكمن في تنوعنا، بل في وحدتنا".

ويخلص في كتابه "الحرب على المحاربين" إلى أن "اليسار المتطرف مثله مثل العدو في حالة حرب ضد أميركا، ولا يتوقف أبدًا عن التحرك والتخطيط. ولديه استعداد للقتال بأي وسيلة ضرورية، بما في ذلك تدمير الدستور ذاته"، ومن ثم يرى أن واجب الأميركيين هو "فضح اليساريين وإذلالهم وإبعادهم وهزيمة ما يمثلونه"، ويشدد على أن الخطأ الأكبر الذي ارتُكب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لم يكن فتح جبهة ثانية في العراق فقط، إنما هو تجاهل الجبهة الثالثة التي فتحها اليسار في الداخل الأميركي.

إخصاء الجيش!

تنعكس خلفية هيغسيث الفكرية وموقفه من الحزب الديمقراطي وتجربته العسكرية على موقفه من قيادة القوات المسلحة الأميركية، وفي القلب منها الجيش الذي يعني في أميركا القوات البرية.

ينص هيغسيث على أن دور المؤسسة العسكرية المفترض هو تحويل الشباب إلى رجال مقاتلين من خلال صقلهم بالمهارات القتالية والانضباط والعمل المشترك للفوز بالحروب. ولذا يشن حربا شعواء على كل ما يرتبط بسياسات إدماج النساء في الوحدات القتالية التي بدأت عام 2015، وقبول المتحولين جنسيا في الجيش، وإيجاد غرف تبديل ملابس وحمامات مشتركة معهم.

ويرى أنها سياسات مخصصة "لإخصاء القوات المقاتلة، وتدمير المؤسسة الوحيدة التي تقف بين اليسار والسيطرة الكاملة على الولايات المتحدة، وأن نتائج ذلك ستؤدي لضعف قدرات الجنود ومقتلهم في المعارك، لأنها تتجاهل حقائق الطبيعة البشرية، والاختلافات الجنسية البيولوجية، وواقع المعركة.

فالرجال يتمتعون بكثافة عظام أكبر، وكتلة عضلية أكبر، وسعة رئة أكبر، وهم أقوى بيولوجيا وأسرع وأضخم". ويخلص إلى أن "مهمة الجيش هي أن يكون أفضل وأسرع وأكثر فتكًا؛ وليس أكثر تنوعًا وشمولًا".

مصدر الصورة تطرح إحدى الدراسات أن غياب الأب أو الأم يجعل نسبة الاتجاه إلى المثلية أكثر بنسبة 20% .. وأن الشواذ جنسيًا كان لديهم في الغالب أصدقاء قليلون من نفس جنسهم

يميل هيغسيث إلى أن اليسار سيطر على المؤسسة العسكرية في عهدي أوباما وبايدن عبر جعل مؤهلات الترقية هي الأيديولوجيا لا للجدارة، ومن ثم جرى تعيين رئيس الأركان تشارلز براون في منصبه بسبب لون بشرته السوداء لا لكفاءته العسكرية، ولذا يدعو هيغسيث إلى ضرورة استعادة السيطرة على المؤسسة العسكرية بأسرع ما يمكن عبر شن هجوم مضاد يقصي كافة الجنرالات الذين سايروا سياسات أوباما وبايدن بفرض سياسات التنوع داخل الجيش، واعتمدوا شهر يونيو سنويا شهرا للفخر، وخصصوا محاضرات للأفكار النسوية وحماية البيئة وتغير المناخ ومكافحة العنصرية، وحازوا بعد تقاعدهم على مناصب تدر عليهم رواتب وفيرة في إدارة شركات صناعة الأسلحة مكافأة لهم على تماهيهم مع اليسار، وذلك بعد أن أصبحوا بيروقراطيين أكفاء، لا محاربين شرفاء.

إعلان

يستدل هيغسيث بدراسة لمعهد كوينسي تشير إلى أن 26 من أصل 32 جنرالا من ذوي النجوم الأربع ممن تقاعدوا بعد يونيو/حزيران 2018 عملوا لدى شركات مقاولات دفاعية.

ويستنتج من ذلك أن التداخل بين جنرالات الجيش وشركات صناعة الأسلحة هو السبب في تهاون الجنرالات في سحب معدات عسكرية بقيمة 7 مليارات دولار من أفغانستان، وتركها لقوات طالبان، على أمل أن يوقعوا مع رفاقهم على عقود جديدة لشراء الأسلحة. ومن ثم يدعو إلى عدم السماح لأي جنرال في الجيش الأميركي بالعمل في شركات الأسلحة مدة عشر سنوات بعد التقاعد من الخدمة.

وفي مقارنة معبرة يشير هيغسيث إلى أن وزارة الدفاع الأميركية تضم حاليا 44 جنرالًا من فئة النجوم الأربع يقودون 1.2 مليون جندي، بينما أثناء الحرب العالمية الثانية لم يكن هناك سوى 7 جنرالات من هذه الفئة يقودون أكثر من 21 مليون جندي. ولذا يدعو إلى إقالة العديد من كبار الجنرالات دون تعيين بدلاء لهم. كما يوصي هيغسيث الرئيس الأميركي بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب، بحجة أن وظيفة الجيش هي شن الحرب لا الدفاع.

عمليا، عقب تولي هيغسيث لمنصب وزير الدفاع بدأ في إقالة جنرالات من المحسوبين على الوزير السابق لويد أوستن، وفي مقدمتهم رئيس هيئة الأركان الجنرال تشارلز براون، كما بدأ دراسة خطة لخفض ميزانية البنتاغون بنسبة 8% خلال السنوات الخمس المقبلة، وتسريح أكثر من 50 ألف موظف مدني من الوزارة، في تطبيق للأفكار التي نادى بها في كتبه.

الاستعداد لقتال الصين

يخشى هيغسيث على أميركا من الموت بالتدهور الداخلي أو الانحدار الخارجي، إذ يؤمن بأن متوسط عمر الجمهوريات عبر التاريخ يتراوح بين 225 و275 عامًا، وقد بلغ عمر أميركا 250 عامًا، وبالتالي يشدد على حاجتها إلى أجهزة إنعاش وإعادة إحياء هويتها المرتبطة بالإيمان بالله مع طرد شبح اليسار المسيطر على التعليم والدين والثقافة كي تتجنب مصير الإغريق والرومان والإمبراطورية البريطانية.

إعلان

يعتبر هيغسيث أن الصين هي المنافس الأخطر لبلاده، حيث تشتري الأراضي وتبني الموانئ وتطرح مبادرة الحزام والطريق لنشر نفوذها حول العالم، كما تشن حربا تكنولوجية وثقافية وتجارية ضد واشنطن، ولذا يدعو إلى إجبار الشركات الأميركية على التوقف عن تزويد الصين بالتكنولوجيا الأميركية، ونقل مصانع تلك الشركات إلى الأراضي الأميركية، ولو قسرًا إن لزم الأمر.

الصراع التقني بين أميركا والصين (مواقع التواصل الإجتماعي)

ويحذر قائلا "إن لم نواجه الصين الشيوعية الآن، فسنقف يومًا ما من أجل تحية النشيد الوطني الصيني". ولا يفوته التنديد بإدارة بايدن لتسبب سياساتها في إشعال حرب عالمية في أوكرانيا فضلا عن انسحابها من أفغانستان بشكل كارثي ومذل حسب تعبيره.

يدعو هيغسيث إلى ضرورة تجنب هدر الموارد الأميركية على مهمات ومؤسسات لا تفيد بلاده، فيتساءل لماذا نمول منظمة الأمم المتحدة التي تتخذ مواقف مناهضة لمصالح أميركا وإسرائيل؟ فضلا عن تمتع الصين وروسيا بحق النقض في مجلس الأمن.

ويجادل بأن عدم قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها أو إعادة بناء جيوشها بعد عقود من الحرب العالمية الثانية، ليس ذنب الولايات المتحدة، وأن حلف الناتو مثال للعولمة الغبية، وأنه أصبح من الماضي، ويجب إلغاؤه وإعادة صياغته من جديد. ويخلص هيغسيث إلى ضرورة حفاظ الولايات المتحدة على قوتها ومواردها واستقلالها، مع اعتباره القومية هي العنصر الأساسي في كبح جماح انتشار العولمة وضمان المصالح الأميركية.

كافر.. لماذا يخيفه الإسلام؟

يحظى الدين الإسلامي باهتمام من هيغسيث من منظورات متنوعة، أيديولوجية وتاريخية وديمغرافية وعسكرية، وقد تناوله في كتبه، وبالأخص في كتابه "الحملة الصليبية الأميركية".

فمن منظور أيديولوجي يرى أن "الإسلام دين عدواني في حرب مع غير المؤمنين به منذ عهد النبوة حتى الآن، وأنه دين هجومي انتشر بحد السيف ويخير أعداءه بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو القتال، وأن القرآن به آيات متعصبة وعنيفة"

إعلان

ويشدد على أن النص الديني الإسلامي يمثل تحديا حقيقيا لأن "كلمة الإسلام نفسها تعني الاستسلام لله، والاستسلام لكتاب الله، والاستسلام لسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كما وردت في الأحاديث، باعتبارها نصوصا معصومة من الخطأ، ولا تقبل الشك"، ويضيف "ومما يزيد الأمور تعقيدًا، أن الإسلام ليس مجرد دين، بل هو أيضًا نظام حكم قائم على الشريعة الإسلامية بأشكالها المختلفة، ونظام قضائي وجنائي، وأسلوب حياة ثقافي؛ مما يعني أن الإسلاموية، وكذلك الإسلام السياسي السائد، لا يمكن أن تتعايش سلميًّا مع أي نظام حكم آخر".

وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيت ينشر على صفحته صورة يظهر فيها وعلى ذراعه وشم «كافر» باللغة العربية خلال مشاركته في تدريبات عسكرية للجيش الأميركي (مواقع التواصل الإجتماعي)

ومن منظور تاريخي، يعتبر هيغسيث أن الإسلام "أعاد تشكيل الشرق الأوسط، وغزا شمال أفريقيا، وكاد يكتسح أوروبا. ولكن أبطأت الحروب الصليبية تقدمه، وبالأخص بعد انتصار ملك بولندا جون الثالث سوبيسكي على العثمانيين منهيا الزحف الإسلامي إلى قارة أوروبا"، ويشدد على أنه "لو سقطت فيينا، لكان المسلمون قد وصلوا إلى الفاتيكان وحولوها إلى مسجد".

كذلك يبرز الهاجس الديمغرافي في تنظيراته، إذ يروي عن مترجم أفغاني عمل معه في أفغانستان يُدعى عصمت مسلم، أنه قال له "سيحكم الإسلام العالم يومًا ما كما ورد في الحديث النبوي. نحن ننجب عشرة أطفال، وأنت ستنجب واحدًا"، ويعلق هيغسيث قائلا "يؤمن المسلمون بأن قدر الإسلام هو السيطرة على العالم، وبإنجابهم الكثير من الأطفال، فإنهم يساهمون في ذلك".

ولذا يحذر من خطورة هجرة المسلمين وتكاثرهم في أوروبا والولايات المتحدة، ويستدل بإحصائيات لمركز بيو للأبحاث قدرت عدد المسلمين في أوروبا بنحو 30 مليونًا عام 1990، قبل أن يرتفع إلى 44 مليونًا في عام 2010، ويتوقع أن يصل إلى 58 مليونًا بحلول عام 2030. كما يضرب مثالا ببريطانيا قائلا "غُزِيَ البريطانيون في عقر دارهم دون أن يشعروا، وأصبح الاسم الأكثر شيوعًا للمواليد الجدد في إنجلترا هو محمد، وفي غضون جيل واحد ما لم يحدث تغيير جذري في السياسة لن تكون المملكة المتحدة موحدة ولا مملكة غربية". ويخلص إلى أن التسامح مع الإسلاميين يعني الاستسلام لهم.

كتاب "الحملة الصليبية الأميركية" لبيت هيغسيث (الجزيرة)

ومن منظور عسكري، يجادل بأن الولايات المتحدة في حالة حرب ممتدة مع المسلمين منذ حقبة الصدام مع بحارة طرابلس الليبية وصولا إلى هجمات 11 سبتمبر، ويسترشد بمقولة لجون أدامز عن بحارة طرابلس في القرن الثامن عشر "لا ينبغي لنا أن نقاتلهم إطلاقًا إلا إذا عزمنا على قتالهم إلى الأبد". ويضيف "كان محقًّا في جميع أقواله. لقد حاربتهم الولايات المتحدة آنذاك وانتصرت عليهم، وما زلنا نحاربهم اليوم".

إعلان

إن موقف هيغسيث العدائي من الإسلام هو أحد أسباب نقمته على اليسار، حيث يزعم أن المسلمين يتوغلون في أميركا بفضل اليسار، وأن اليسار يعتبر أي انتقاد للإسلام خطاب كراهية فضلا عن معارضته أي حظر لهجرة المسلمين إلى الغرب، مما يمهد لسيطرة المسلمين على الغرب مستقبلا وفوزهم في الانتخابات البلدية ثم النيابية مع تزايد أعدادهم.

ولذا يوصي باستلهام تجربة "الصليبيين المسيحيين الذين صدّوا جحافل المسلمين في القرن الثاني عشر" قائلا "سيحتاج الصليبيون الأميركيون إلى استجماع الشجاعة نفسها ضد الإسلاميين اليوم… فإلى جانب الشيوعيين الصينيين وطموحاتهم العالمية، تُعدّ الإسلاموية أخطر تهديد للحرية في العالم. لا يمكن التفاوض معها أو التعايش معها؛ بل يجب تهميشها وسحقها".

إسرائيل خط الدفاع الأول في معركة الرب

يوضح هيغسيث تعلقه بإسرائيل بسبب نشأته وهو صبي معمداني من الغرب الأوسط الأميركي على قصصها في الكتاب المقدس، وقد زارها 8 مرات قبل توليه منصب وزير الدفاع، وأعد عنها أفلاما وثائقية على قناة فوكس نيشن من أبرزها فيلم "معركة في المدينة المقدسة" وفيلم "معركة في بيت لحم". ويشرح أسباب الدعم الأميركي لإسرائيل بالمال والسلاح قائلا "قد تسألون: أنا أعيش في الولايات المتحدة؛ لماذا تُعتبر إسرائيل خط المواجهة؟

ببساطة: إذا لم تفهم أهمية إسرائيل ومكانتها المحورية في تاريخ الحضارة الغربية -وأميركا أبرز تجلياتها- فأنت لا تدرك التاريخ. قصة أميركا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتاريخ اليهودي المسيحي ودولة إسرائيل الحديثة.

إذا كنت تحب أميركا، فعليك أن تحب إسرائيل… الله يقف مع شعب إسرائيل ضد أعدائهم ويبارك من يبارك إسرائيل كما ورد في سفر التكوين… إن خطوط المواجهة لأميركا هي خطوط المواجهة لإيماننا، وهي القدس وإسرائيل… إسرائيل هي العدو الأول للإسلاميين واليساريين العولميين على حد سواء".

وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث يتحدث خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البنتاغون في واشنطن، الولايات المتحدة، 5 يناير/كانون الثاني 2025. (رويترز)

الأعجاب بالقائد الصليبي الأكبر

ساهم عمل هيغسيث مقدمَ برنامج تلفزيوني على قناة فوكس نيوز اليمينية في اتفاقه مع الرئيس ترامب. ففي بداية ترشح الأخير لانتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية لانتخابات الرئاسة عام 2016، دعم هيغسيث المرشح آنذاك ووزير الخارجية الحالي ماركو روبيو في مواجهة ترامب، وبعد انسحاب روبيو دعم المرشح تيد كروز، وكان هيغسيث من منتقدي ترامب، وبرر ذلك بأنه لم يتحمل "فظاظة ترامب وتبجحه وتعليقاته البذيئة، ووصفه لمنافسيه بماركو الصغير وتيد الكاذب".

لكنه غير موقفه لاحقا حين شاهد ترامب يتعامل "كالثور في محل الخزف دون أن يخشى مواجهة أي شخص مهما كان الموضوع"، كما تأثر بحديثه عما سماها "القيم الأميركية الأساسية، وتركيزه على أميركا أولا، ومكافحة الهجرة، وسخريته من الصحافيين واليساريين، وتخليه عن قواعد اللعبة السياسية، وحديثه عما يفكر فيه المواطنون ويشعرون به، وعدم إخفائه لعيوبه الشخصية، وتطلعه دوما إلى الأمام، وعدم اعتذاره عن أخطائه"، ورأى فيه "القائد الصليبي الذي تحتاج إليه أميركا للقضاء على اليسار ومهاجمة الأعداء".

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجري مقابلة مع بيت هيجسيث، مقدم برنامج فوكس آند فريندز، في البيت الأبيض بواشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية، 6 أبريل/نيسان 2017. (رويترز) (REUTERS)

حدث أول لقاء بين ترامب وهيغسيث عام 2016، حين التقاه ترامب لبحث تعيينه بمنصب وزير شؤون المحاربين القدامى على خلفية مشاهدته لحلقات هيغسيث التلفزيونية التي تناولت مشاكل المحاربين القدامى. وخلال اللقاء عاتبه ترامب على الانتقادات التي وجهها إليه خلال دعمه للمرشح ماركو روبيو، ولم يعينه بعد هذا اللقاء في المنصب، لكنه اختاره لاحقا في إدارته الثانية لمنصب أكبر هو وزير الدفاع، وهما يتفقان في أجندتهما حول الحزب الديمقراطي وقيادة القوات المسلحة، والهجرة غير الشرعية، والموقف من الصين وحلف الناتو والأمم المتحدة.

إعلان

التعليم والاستنفار

لم تحظ قضية محلية بالاهتمام من هيغسيث بقدر اهتمامه بالتعليم، حتى إنه خصص له كتابا بعنوان "معركة من أجل إصلاح العقل الأميركي". وكثيرا ما يسترشد بمقولة الرئيس السابق إبراهام لنكولن "فلسفة المدرسة في جيلٍ ما ستكون فلسفة الحكومة في الجيل التالي". ويجيب عن سؤال طرحه قائلا: "ما هي الإستراتيجية التي يجب أن نتبعها لهزيمة أعداء أميركا الداخليين؟ من أين نبدأ؟

اسمحوا لي أن أقترح إجابة مكونة من ثلاث كلمات: التعليم، التعليم، التعليم… التعليم هو القضية الأولى. التعليم هو خط المواجهة الأول". ويقصد به التعليم في الفصول الدراسية والبيوت والكنائس.

وفي ظل ما يصفها بسيطرة اليسار على التعليم الحكومي وتوظيفه لبرمجة عقول الأطفال وتلقينهم الأفكار اليسارية، فقد دعا إلى إلغاء وزارة التعليم، وهو ما قام به الرئيس ترامب عام 2025 بمجرد دخوله البيت الأبيض.

كذلك يدعو هيغسيث إلى الاهتمام بالتعليم المنزلي، والتعلم عبر الإنترنت، بدلا من المدارس الحكومية، ويشدد على ضرورة حضور أولياء الأمور لاجتماعات مجالس إدارات المدارس للدفع باتجاه أجندات اليمين المحافظ.

ويشير هيغسيث أيضا إلى ملفات يعاني فيها اليمين المحافظ من الضعف، وفي مقدمتها الثقافة والإعلام والقانون، ليطالب الجمهور اليميني بتكريس حياته وثرواته للاهتمام بتلك المجالات، والتسلل إلى المؤسسات اليسارية مثل مجالس المدارس والكنائس، والمجالس البلدية، ونوادي أعضاء هيئات التدريس، لتقويضها، ثم السيطرة عليها في نهاية المطاف. كما يحث على الزواج وإنجاب الكثير من الأطفال، وشراء الأسلحة والتدرب على استخدامها، وتحسين اللياقة البدنية، من أجل حسم المعركة المتعددة الأبعاد مع اليسار داخل أميركا.

يقر هيغسيث بأنه ليس شخصا مثاليا، وأن العديد من أقاربه يقاطعونه بسبب أفكاره ومواقفه، ويكشف عن وعده أعضاء مجلس الشيوخ في جلسة تثبيته بالإقلاع عن شرب الخمر في حال تأكيد تعيينه وزيرًا للدفاع، وعن عدم تدينه الشخصي، لكنه يفكر في أن يضع على قبره شاهدا يتضمن قول ترامب له "أنت محاربٌ بحق يا بيت"، ولعل الجيش الأميركي حين أبعده عن حفل المشاركة في حفل تنصيب بايدن بحجة أنه قومي عنصري، كان أدق في توصيفه من كونه ملتزما دينيا.

إعلان

إن هيغسيث اليوم لا يملك كاميرا ولا يقدم برنامجا تلفزيونيا أو يؤلف كتبا، بل يشغل أحد أقوى المناصب على مستوى العالم بميزانية ضخمة، مما يتيح له تحويل أفكاره إلى سياسات وخطط وإجراءات تمس العديد من البلاد بما فيها فلسطين والعراق وسوريا واليمن وإيران ولبنان.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا