آخر الأخبار

حرب غزة: غارات إسرائيلية ليلية على أنحاء متفرقة من غزة، والجيش الإسرائيلي يعلن تحويل قرابة ثلث القطاع إلى "طوق أمني"

شارك
مصدر الصورة

أفادت هيئة الدفاع المدني في غزة بوقوع غارتين إسرائيليتين منفصلتين شمال وجنوب القطاع الفلسطيني، أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 20 فلسطينياً واشتعال النيران في المخيمات.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن أفراد الهيئة انتشلوا أكثر من 15 قتيلاً معظمهم من النساء والأطفال، في استهداف إسرائيلي لخيام النازحين في نهاية شارع الاسطبل بمواصي خان يونس جنوب قطاع غزة.

ونشرت الهيئة مقطعاً مصوراً يُظهر اشتعال النيران في خيام النازحين، بينما كان أفراد الدفاع المدني وآخرون يحاولون إنقاذ المصابين من الغارة.

وفي بيان منفصل، أفادت الهيئة بانتشال 6 قتلى ومصابين، إثر استهداف إسرائيلي خيمة تؤوي نازحين في منطقة مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.

وهناك أنباء عن غارات أخرى لطائرات مسيرة استهدفت مخيم جباليا شمالي القطاع، وقصف مدفعي على مدينة رفح في الجنوب، وعلى حيي الزيتون والشجاعية في مدينة غزة شمالي القطاع، حسبما أفادت قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس.

تظاهرة ضد حماس

وتأتي الغارات بعد تظاهرة لمئات الفلسطينيين عصر الأربعاء في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، ضد حركة حماس، متهمين إياها بالتسبب في ما يعانون منه من "مآسٍ وكوارث"، مطالبين بـ"العمل على إنهاء الحرب فوراً وبأي ثمن، وبخروج حماس من المشهد برمته".

ورفع المشاركون في التظاهرة، التي انطلقت من منطقة دوار بيت لاهيا العام وجابت شوارع البلدة، شعارات تندد بحركة حماس، وتطالب بوقف "الإبادة الجماعية"، وفتح المعابر وإدخال المساعدات.

وقال شهود عيان لـ "بي بي سي" إن عناصر من مناصري حماس وبعض رجال الأمن التابعين لها، ممن كانوا يرتدون لباساً مدنياً، رشقوا المتظاهرين بالحجارة، واندلع شجار عنيف بينهم وبين المحتجين.

مصدر الصورة

وقد أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، أن إسرائيل لن تسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، مشيراً إلى أن "منع هذه المساعدات هو أحد أدوات الضغط الرئيسية التي تمنع حماس من استخدامها كأداة ضغط على السكان".

وحذرت الأمم المتحدة من أن القطاع يواجه "أشد أزمة إنسانية " منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، إذ قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يوم الإثنين، إن الوضع الإنساني في غزة يعد "الأسوأ" منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، مع استمرار منع دخول المساعدات.

وأشار المكتب إلى مرور شهر ونصف منذ آخر مرة تم فيها السماح بدخول أي إمدادات عبر المعابر إلى غزة، مما يعد أطول فترة توقف للإمدادات حتى الآن.

"مقبرة جماعية"

كما اتهمت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، إسرائيل بمنع وصول المساعدات الأساسية إلى قطاع غزة، مؤكدةً أنه لا يوجد مكان آمن للفلسطينيين أو لمن يسعون لمساعدتهم.

وقالت أماند بازيرول، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود: "لقد تحولت غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ومن يسعون لمساعدتهم"، مضيفة: "نشهد في الوقت الحاضر تدميراً وتهجيراً قسرياً لجميع سكان غزة"، ومؤكدة أن الاستجابة الإنسانية "تعاني بشدة من انعدام الأمن ونقص الإمدادات الحاد".

وتقول الأمم المتحدة إن قرابة نصف مليون فلسطيني نزحوا في قطاع غزة منذ انتهاء وقف إطلاق النار واستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في 18 آذار/مارس الماضي.

مصدر الصورة

كما تتفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة نتيجة النقص الحاد في الأدوية، بعد إغلاق المعابر ومنع دخول شحنات جديدة، وفقاً لما أعلنته وزارة الصحة في غزة.

وأفاد مرضى ومرافقوهم في مستشفى الشفاء شمالي غزة لبي بي سي، بأنهم لا يتلقون العلاج، بما في ذلك مسكنات الألم.

وقال أحد المرضى في مستشفى الشفاء: "أجريت عملية في بطني، وساقاي مصابتان، إحداهما ما زالت جُرحاً مفتوحاً، أحتاج إلى علاج ومسكنات، لكنها غير متوفرة بسبب إغلاق المعابر. جميع المرضى يعانون وننتظر الدواء".

وقالت مريضة في المستشفى إنها ترقد على ظهرها منذ نحو شهر في انتظار عملية تأخرت بسبب نقص المعدات الطبية، ومازالت تعاني من ألم مستمر نتيجة نفاد الأدوية.

وأوضح والد أحد المصابين: "ابني تعرض لكسر في يده وكان بحاجة لإجراء عملية في مستشفى الشفاء، إلا أن المستشفى يحتوي على غرفة عمليات واحدة فقط، ولا توجد أدوية أو مسكنات بسبب إغلاق المعابر. ابني يقضي يومه كله وهو يبكي من شدة الألم".

وفي حديثه لبي بي سي قال هاشم - وهو مواطن من غزة: "كنت في المستشفى الكويتي حين تم قصفه دون تحذير، مما أسفر عن تضرر السيارات وسقوط شهداء وجرحى. عمّ الخوف بين الأطباء والمرضى، وفرّ الجميع. إذا كانت المستشفيات غير آمنة، إلى أين نذهب؟".

بدوره، أشار أحمد سعيد إلى أن "ما نحتاجه هو هدنة وسلام، حيث لا يوجد طعام ولا شراب، وجميع المعابر مغلقة. والمناطق التي يقول الجيش الإسرائيلي إنها آمنة تتعرض للاستهداف على مدار الساعة".

تحويل ثلث القطاع إلى "طوق أمني"

ميدانياً، قال الجيش الإسرائيلي إنه حوّل نحو 30 في المئة من مساحة قطاع غزة إلى "طوق أمني".

وأشار الجيش في بيان إلى أنه هاجم نحو "1200 هدف إرهابي جواً" ونفذ أكثر من 100 عملية "تصفية مستهدفة" منذ استئناف هجومه في 18 آذار/مارس.

وفي وقت سابق، أفادت وكالة الدفاع المدني في غزة أن الغارات الجوية الإسرائيلية في الساعات الأولى من يوم الأربعاء أسفرت عن مقتل أحد عشر شخصاً على الأقل، بينهم نساء وأطفال.

وأسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية والقصف المدفعي على قطاع غزة عن مقتل أكثر من عشرين شخصاً منذ الليلة الماضية وحتى فجر اليوم.

كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية مخيم اليرموك للنازحين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، في حين قُتل اثنان آخران جراء قصف طال شقة سكنية في وسط المدينة.

ونقلت وكالة رويترز عن سكان في رفح جنوب قطاع غزة قولهم إن الجيش الإسرائيلي هدم المزيد من المنازل في المدينة، التي خضعت جميعها للسيطرة الإسرائيلية في الأيام الماضية.

ويأتي ذلك في إطار ما وصفه القادة الإسرائيليون بأنه جزء من توسيع "للمناطق الأمنية" داخل القطاع، بهدف زيادة الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.

وعلى الصعيد الميداني أيضا، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن مجاهديها "استهدفوا 3 دبابات ميركافا قرب مستشفى الوفاء شرق حي التفاح شرق مدينة غزة بقذائف الياسين 105".

وقالت حركة حماس في بيان صدر الأربعاء: "قضية تحرير الأسرى الفلسطينيين ستبقى على رأس أولوياتنا الوطنية وفاء لصمودهم وتضحياتهم"، مؤكدةً أن جرائم التعذيب والقتل في حق الأسرى لن تمر بلا حساب و"لن تسقط بالتقادم".

وأضاف البيان: "تعاملنا مع أسرى العدو بإنسانية مقابل وحشية الاحتلال ضد أسرانا، ويتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة أسرى غزة وسط صمت دولي مخز".

ودعت حماس إلى "حراك عالمي لمحاكمة الاحتلال والإفراج الفوري عن جميع الأسرى"، كما دعت إلى "توحيد الجهود الفلسطينية نصرة للأسرى وتقديم الدعم الكامل لذويهم".

كما اقترح البيان أن يكون 17 أبريل/ نيسان الجاري "يوماً عالمياً للتضامن مع الأسرى وفضح جرائم الاحتلال في حقهم".

مصدر الصورة

وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الأربعاء "اقتحام نتنياهو" شمال قطاع غزة، واصفة إياه بـ"استهتار بالإجماع الدولي على وقف الإبادة والتهجير والضم".

وأكدت الخارجية في بيان أن "الاقتحام الاستفزازي الذي قام به بنيامين نتنياهو لشمال قطاع غزة والتصريحات والأقوال التي أدلى بها، تهدف لإطالة وتعميق جرائم الإبادة والتهجير، تفادياً لتنفيذ الأوامر الاحترازية التي صدرت عن محكمة العدل الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة" بحسب وصف البيان.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا