آخر الأخبار

دونالد ترامب: ما هو تاريخ الأوامر التنفيذية؟ وما أشهرها؟

شارك
مصدر الصورة

طغت الأوامر التنفيذية على مطلع فترة ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية ما جعل من تلك الأوامر خبراً شبه يومي في نشرات الأخبار، ومصطلحاً شائعاً بين جمهور المتلقين في العالم.

ففي مراسم متكررة يحضرها حشد من الصحفيين والمساعدين، يستعرض ترامب أوامره التنفيذية الممهورة بتوقيع ضخم يتجاوز عرضه منتصف الصفحة أمام أضواء الكاميرات.

وبعد انتهاء مراسم التوقيع التي يهتم بها ترامب، يُقدم في بعض الأحيان على إهداء الأقلام ذات الخط العريض التي وقع بها الأوامر لمساعديه أو للحضور.

وقع دونالد ترامب 83 "أمراً تنفيذياً" منذ عودته إلى البيت الأبيض، ما يشكل رقماً قياسياً.

فلم يسبق لرئيس أمريكي التوقيع على هذا العدد الكبير من الأوامر التنفيذية في بداية ولايته منذ 1937، وفق السجل الفيدرالي الأمريكي.

ويعكس ذلك تسارعاً قوياً مقارنة بالولاية الأولى لترامب الذي وقع حينها خلال الفترة نفسها على خمسة عشر أمراً تنفيذياً فقط.

مصدر الصورة مصدر الصورة

أمر "محير"

يرى جون كاري الأستاذ في معهد دارتموث خلال حديث لبي بي سي، أن العدد المرتفع لأوامر ترامب أمر محير بعض الشيء، فهو يتمتع بدعم أغلبية الحزب الجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ، وكان من المتوقع أن يركز على إستراتيجية صنع السياسات التشريعية.

لكن كاري وهو المختص بشؤون الحكومة، يعتقد أن نجاح ترامب في إجراء تعيينات قضائية في القضاء الفيدرالي بما في ذلك المحكمة العليا، خلال فترة ولايته الأولى يمنحه سبباً لتوقع نتائج مرضية له من المحاكم مقارنة بمعظم الرؤساء الجدد، وذلك في حال وجود طعون على أوامره.

ما هو الأمر التنفيذي؟

الأمر التنفيذي هو إعلان يصدره الرئيس الأمريكي يستخدمه في إدارة عمليات الحكومة الفيدرالية.

وهذه الأوامر "توجه عموماً إلى المسؤولين الحكوميين والوكالات وتحكم تصرفاتهم"، وتُنشر في السجل الفيدرالي.

وأوضح المختص في القانون الدستوري في جامعة شيكاغو وليام بود لبي بي سي، أن الأمر التنفيذي وسيلة يستخدمها الرئيس لتنفيذ السلطة بالاستناد إلى القوانين أو الدستور.

وقال كاري، إن الأوامر التنفيذية تصدر عن الرئيس بهدف توجيه السياسة ضمن الحدود التي يفرضها القانون.

وأوضح كاري أن القانون قد يخول الحكومة متابعة بعض الأهداف والقضايا مثل توفير المياه النظيفة، والمساواة في الوصول إلى الفرص التعليمية، لكنه يترك للسلطة التنفيذية حرية التصرف بشأن الخطوات المُتخذة لتحقيق الهدف.

وقد يستخدم الرئيس الأوامر التنفيذية لإضافة تفاصيل محددة بشأن تنفيذ السياسات، وفق كاري.

قوة القانون

مصدر الصورة

ولم تذكر الأوامر التنفيذية صراحة في الدستور الأمريكي، لكنها مضمنة في المادة الثانية منه، واعتبرت إحدى سلطات الرئيس منذ إدارة جورج واشنطن، وفق مكتبة الكونغرس.

ويتمتع الأمر التنفيذي بـ"قوة القانون" على الموظفين الفيدراليين، أي أن لها قوة التشريع ذاتها الذي يوافق عليه الكونغرس، بالرغم من عدم تطلب أي إجراء من جانب الكابيتول تجاه الأمر، وفق مؤسسات رسمية أمريكية.

الكونغرس والأوامر التنفيذية

ولا يرى كاري أن الأوامر التنفيذية في وضعها المفترض تنتهك سلطة الكونغرس.

وفي حال حمل القانون غموضاً، قد يصدر الرئيس أمرا تنفيذيا لتحديد تفسيره المفضل للقانون، وفق ما قال كاري.

تقول رابطة المحامين الأمريكية، إن الأوامر التنفيذية ليست تشريعات، فهي لا تتطلب موافقة الكونغرس وفي نفس الوقت لا يمكنه إلغاؤها.

وقد يقر الكونغرس تشريعات تجعل من الصعب أو المستحيل تنفيذ الأمر، مثل إلغاء التمويل، وفق الرابطة.

إلغاء الأوامر

مصدر الصورة

لا يجوز إلا لرئيس الولايات المتحدة الممارس لسلطاته إلغاء أمر تنفيذي قائم من خلال إصدار أمر تنفيذي آخر لهذا الغرض.

وفي الآونة الأخيرة، لجأ الرؤساء بشكل متزايد إلى استخدام أوامرهم التنفيذية لإلغاء أوامر تنفيذية أصدرها أسلافهم.

في عام 2017، أصدر ترامب أمراً تنفيذياً يستهدف قانون الرعاية الصحية الذي أصدره باراك أوباما.

وألغى جو بايدن إعلان الطوارئ الذي أصدرته إدارة ترامب والذي ساعد في تمويل بناء جدار على طول الحدود المكسيكية، وأنهى أيضاً حظر السفر على بعض الدول ذات الغالبية المسلمة من مواطنيها، كما أعاد الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ.

أما ترامب في ولايته الثانية كانت قرابة ثلث أوامره حتى الآن لتعديل أو إلغاء إجراءات لإدارة بايدن، وفق وكالة فرانس برس.

أما إذا قررت المحاكم أن الأمر التنفيذي يتعارض مع القانون، فيجب عليها إلغاء الأمر احتراماً للقانون، وفق كاري.

وحتى 27 فبراير/شباط الماضي، طُعن أمام القضاء في 16 من أوامر ترامب في ولايته الحالية، وفق موقع "جاست سيكيورتي" المتخصص التابع لكلية الحقوق في جامعة نيويورك.

يرى كاري أن الأوامر التنفيذية أقل فعالية من القوانين في إرساء السياسات على المدى الطويل، لأن الرئيس المستقبلي يمكنه إلغاء الأمر التنفيذي من جانب واحد.

الأمر الأول

Getty
أًصدر رؤساء الولايات المتحدة أكثر من


*

13700 أمر تنفيذي في تاريخ البلاد

رابطة المحامين الأمريكيين

أصدر جميع الرؤساء الأمريكيين أوامر تنفيذية باستثناء ويليام هنري هاريسون الذي توفي بعد شهر واحد فقط من توليه قيادة البلاد.

ويقول المؤرخ الأمريكي وأستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية في العاصمة واشنطن آلان ليختمان في حديثه مع بي بي سي، إن الأمر التنفيذي الأول أصدره الرئيس الأول جورج واشنطن في 8 يونيو/حزيران 1789.

وطلب واشنطن من وزير الخارجية جون جاي في الأمر أن يقدم "وصفاً واضحاً للوزارة".

ويستذكر ليختمان مجموعة من أشهر الأوامر التنفيذية، بينها إعلان جورج واشنطن الحياد في 1793 في الحرب بين بريطانيا وفرنسا، و"إعلان تحرير العبيد" الذي أصدره أبراهام لينكولن.

أشهر الأوامر

في أول أيام 1863، وقع الرئيس لينكولن على أمر تنفيذي حرر فيه جميع "العبيد" الذين يعيشون في ولايات غير خاضعة لسيطرة الاتحاد أثناء الحرب الأهلية.

وبما أن الولايات الجنوبية تمردت على الحكومة الفيدرالية وتركت الاتحاد، فلم يكن للأمر أي تأثير فوري، لكنه ضمن أن أي "عبيد" يهربون إلى الولايات الشمالية أصبحوا أحراراً.

ويشير ليختمان إلى الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس هاري ترومان في 1948 الذي ألغى الفصل العنصري في القوات المسلحة.

وقبل توقيع الأمر، كانت القوات العسكرية تتدرب وتعمل وتقاتل في مجموعات منفصلة حسب العرق.

وفي 1974 أصدر الرئيس جيرالد فورد عفواً عن سلفه ريتشارد نيكسون.

ومن الأوامر الشهيرة الأمر الذي أصدره جون كينيدي في 1961 بإنشاء "فيلق السلام"، وأمر أصدره نيكسون في 1971 بإلغاء قابلية الدولار الأمريكي للتحويل الدولي المباشر إلى الذهب.

وفي 1979 أصدر جيمي كارتر أمراً أنشأ بموجبه الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ. وفي 2012، أنشأ أوباما برنامج العمل المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة (DACA) بموجب أمر تنفيذي.

ويرى ليختمان أن الأمرين التنفيذيين الصادرين عن ترامب في 2025 لإنشاء وزارة كفاءة الحكومة (DOGE) وإعلان اللغة الإنجليزية كلغة رسمية للبلاد من الأوامر التنفيذية الأكثر أهمية.

روزفلت وأوامره القياسية

Getty
فرانكلين روزفلت

الرئيس الأمريكي الأكثر إصداراً للأوامر التنفيذية


*

3721 أمراً تنفيذياً عالجت في معظمها قضايا الحرب العالمية الثانية والكساد الأعظم

أ ف ب

وقع فرانكلين روزفلت وهو الرئيس الوحيد الذي خدم أكثر من فترتين، 3721 أمراً تنفيذياً مما يعد رقماً قياسياً لزعماء البيت الأبيض.

وأوضح ليختمان لبي بي سي، أن روزفلت أصدر أكبر عدد من الأوامر التنفيذية لأنه قاد الأمة خلال فترة الكساد الأعظم والحرب العالمية الثانية، فكانت معظم الأوامر ترمي إلى مساعدة البلاد في ظل تلك الظروف.

وقال كاري لبي بي سي، إن الديمقراطي روزفلت كان يعد نفسه في مواجهة أزمات في الاقتصاد والأمن القومي التي تتطلب استجابات سياسية سريعة، وحتى في ظل الأغلبية الديمقراطية في مجلسي الكونغرس.

فخلال فترة الكساد الأعظم، أصدر الرئيس روزفلت أمراً تنفيذياً عام 1933 لإنشاء إدارة الأشغال المدنية التي خلقت حوالي 4 ملايين وظيفة حكومية جديدة.

كما أصدر عام 1934 أمراً لإنشاء إدارة كهرباء الريف لتوصيل الكهرباء إلى المناطق الريفية غير المتطورة في البلاد.

وبسبب الكساد اتجه الشعب الأمريكي لتخزين الذهب، ليصدر روزفلت أمراً تنفيذياً يحظر تخزين العملات الذهبية وسبائك الذهب داخل الولايات المتحدة، وحثت الحكومة المواطنين على تقديم ما بحوزتهم من ذهب.

ومن الأوامر التنفيذية الشهيرة ذلك الذي أصدره روزفلت في عام 1942 ونص على اعتقال 120 ألف أمريكي من أصل ياباني.

وأتاح الأمر للجيش الأمريكي نقل الأمريكيين من أصل ياباني إلى معسكرات اعتقال، عقب قيام الطائرات الحربية اليابانية بالإغارة على ميناء بيرل هاربر الأمريكي في 7 ديسمبر/كانون أول 1947، وقد شككت وزارة الحرب الأمريكية في أن المواطنين من أصل ياباني ربما يصبحون مخربين أو جواسيس، وقد أيد سياسيون نقل الأمريكيين من أصل ياباني الذين يعيشون في منطقة الساحل الغربي إلى معسكرات اعتقال، وهو الأمر الذي عارضته وزارة العدل.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا