قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصمم ولن يتردد في فرض الرسوم الجمركية.
فيما قالت رئيسة المكسيك "أيا كان قرار ترامب بشأن الرسوم الجمركية سنرد عليه"، وتابعت "لدينا خطة بديلة في حال قرر ترامب فرض رسوم جمركية".
ويبرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية التي سيفرضها اعتبارا من الثلاثاء على كل من كندا والمكسيك والصين بعدم تحقيق البلدان الثلاثة تقدّما في ما يتعلق بمكافحة الفنتانيل، لكن المحللين يشيرون إلى أهداف سياسية أخرى وراء الخطوة.
وقال جوشوا ملتزر من "معهد بروكينغز" إن ترامب "يحتاج إلى مبرر قانوني" لرسومه الجمركية.
وبينما تتطلب الأدوات التجارية الأخرى عادة فترة تحقيق، يسمح له إعلان الطوارئ بسبب المخدرات بفرص الرسوم على وجه السرعة.
وأكد ملتزر أن الفنتانيل يحمل "أصداء سياسية" بالنسبة لترامب، وفق وكالة فرانس برس.
وأضاف "تراود الناس، خصوصا في المناطق الريفية والأفقر مشاعر متضاربة حيال مسألة التجارة، إن لم يكونوا مناهضين لها".
وأكد أن "تبرير القيود التجارية بأمر يرون فيه مصدر تهديد فعلي، وهو الفنتانيل، يعد أمرا منطقيا تماما بالنسبة للكثير من ناخبيه".
ومطلع فبراير، كشف ترامب عن رسوم جمركية واسعة النطاق على كندا والمكسيك تم تعليقها موقتا. وتنقضي مهلة تعليقها الثلاثاء، بينما ستفرض رسوم جديدة على الصين أيضا.
وأفاد ترامب بأن الرسوم ستُطبّق مع تدفق المخدرات بـ"مستويات غير مسبوقة".
لكن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو شدد مرارا على أن أقل من واحد في المئة من الفنتانيل والمهاجرين غير الموثّقين الذين يدخلون الولايات المتحدة تأتي عبر الحدود من بلاده.
وقلل ترامب من أهمية هذه الأرقام الخميس، مشيرا إلى أن كندا "لا تقبض إلا على واحد في المئة" وعليها العثور على أكثر بكثير من ذلك.
سجّلت الولايات المتحدة عشرات آلاف الوفيات المرتبطة بمخدرات مثل الفنتانيل سنويا، رغم أن الأرقام الأخيرة للعام 2023 تظهر تراجعا عن العام السابق.
وبينما قسّمت الولايات المتحدة تقليديا علاقاتها، إلا أن ترامب "ينظر إلى العلاقات في مجملها"، بحسب ما أفادت الدبلوماسية الأميركية الرفيعة في ولاية ترامب الأولى كيمبرلي بريير.
على سبيل المثال، تم التفاوض على رفع الرسوم على الصلب والألومنيوم التي فرضها ترامب عام 2018 في المحادثات بشأن اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا التجارية USMCA.
وأوضحت بريير أن أي رسوم جديدة تفرض هذه المرة ستصبح جزءا من المحادثات في مراجعة مقبلة لـUSMCA.
وأضافت أن ترامب هدد أيضا بفرض رسوم مرتبطة بالهجرة في ولايته الأولى، لكنه "بات غير مقيّد بدرجة أكبر الآن".
تشير الدبلوماسية الأميركية السابقة آني بفورزهايمر إلى أن رؤساء الولايات المتحدة مؤخرا كان لديهم "ارتباط قوي بالتجارة الحرة".
وتجنّب المسؤولون الخلط بين هذه المسألة وقضايا أخرى نظرا إلى أن إقامة العلاقات التجارية يستغرق وقتا أطول بينما يعد الإطار الزمني للأمور السياسية أقصر.
لكن بفورزهايمر أوضحت أن "هذه الإدارة حمائية كثيرا في طبيعتها، وهي مستعدة على الأرجح للتضحية بعلاقات التجارة الحرة".