شيع آلاف اللبنانيين في بيروت، الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين، اللذين قتلا في غارتين إسرائيليتين منفصلتين في العاصمة اللبنانية قبل نحو 5 أشهر، وذلك خلال الحرب التي كانت دائرة بين حزب الله وإسرائيل على خلفية حرب غزة التي انطلقت بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتوافد الآلاف إلى مدينة كميل شمعون الرياضية في جنوب بيروت، حيث امتلأت مدرجات أكبر ملعب في البلاد الذي يتسع لأكثر من 55 ألف شخص.
وقبل بدء المراسم، شنت إسرائيل غارتين على جنوب لبنان.
من هو حسن نصرالله أمين عام حزب الله الراحل؟
ماذا نعرف عن هاشم صفي الدين، الذي كان مرشحا لخلافة نصر الله قبل إعلان مقتله
وفي موكب مهيب وسط حشود من عشرات آلاف المشاركين، حُمل نعشي نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين في مركبة مكشوفة محاطة بالزجاج، سارت وسط الحشود.
وهتف المشاركون بـ "لبيك نصر الله"، و توشّحوا بالسواد حاملين رايات الحزب والعلم اللبناني وصور نصر الله وصفي الدين.
كما ألقى مشاركون كانوا عند النعشين، الورود على المشاركين الذين التفوا حول الموكب بكثافة.
وبعد ساعات من المراسم، نقل نصر الله إلى مثواه الأخير في المكان الذي استحدث لدفنه في بيروت.
ومنع اكتظاظ الحشود حول موقع الدفن، ومع ذلك تجمهر عدد كبير من المشيعيين.
وأديت تحية عسكرية قبل إتمام مراسم الدفن الأخيرة لجثمان نصر الله، وسط رايات حزب الله الصفراء والعلم اللبناني.
وقالت مراسلة بي بي سي إن المدفن الذي شيّد خصيصاً لنصر الله والواقع بين الطريقين المؤديين إلى مطار رفيق الحريري الدولي، سيتحول إلى مزار اعتباراً من الاثنين 24 فبراير/شباط، على أن يدفن صفي الدين، الاثنين، في مسقط رأسه في بلدة دير قانون النهر في جنوب لبنان.
وحضرت وفود من أكثر من سبعين دولة بينهم إيران، المراسم، بحسب ما نقلت مراسلة بي بي سي عن حزب الله.
وينظر للتشييع على أنه بمثابة رسالة كبيرة واستعراض قوة من مناصري حزب الله، بعد الضربات التي سبق ووجهتها إسرائيل له ما خلف عشرات القتلى.
فيما ردّد آلاف المشاركين "الموت لإسرائيل"، حلّق الطيران الإسرائيلي على علو منخفض في أجواء بيروت وضواحيها، بعد بدء المراسم وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن تحليق مقاتلات إسرائيلية فوق بيروت خلال تشييع حسن نصرالله، بهدف توجيه "رسالة واضحة لأي طرف يهدد بتدمير إسرائيل ويهاجم إسرائيل سيلقى نهايته".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان نقلته وكالة فرانس برس في أعقاب مراسم تشييع نصرالله، "اليوم أصبح العالم أفضل".
وقبل المراسم، شنت إسرائيل غارتين جويتين على جنوب لبنان، وأكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف منصات صواريخ تشكل "تهديداً وشيكاً".
وفي كلمة خلال مراسم التشييع، تعهد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، بـ"السير على خط" سلفه نصرالله.
وقال قاسم في خطاب ألقاه عبر شاشة، "أفتقدك يا سيدي ويفتقدك كل المحبين لكنك باق فينا بنهجك وتعاليمك ومقاومتك وخط سيرك وجهادك". وأضاف "سنحفظ الأمانة وسنسير على هذا الخط"، مكررا بقبضة مرفوعة "أنا على العهد يا نصرالله".
وقال قاسم إن "المقاومة مستمرة بخيارنا". وأضاف "نقطة قوة أن نوافق على وقف إطلاق النار [مع إسرائيل] في هذه المرحلة"، لافتاً إلى أن أبرز مهمة في الوقت الراهن هو أن تتحمل الدولة مسؤوليتها.
وتابع أن "إسرائيل لم تلتزم وصبرنا، نحن أمام احتلال وعدوان والقصف على الداخل اللبناني اسمه عدوان".
ويسري منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني، اتفاق هش لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، بعد مواجهة مفتوحة استمرت شهرين، أعقبت نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود.
وأنهى الجيش الاسرائيلي في 18 شباط/فبراير انسحابه من جنوب لبنان، لكنه ظل منتشراً في خمسة مواقع استراتيجية.
وقتل نصرالله عن عمر 64 عاماً في ضربة إسرائيلية استخدمت فيها 80 طنا من المتفجرات على مقرّه الكائن تحت الأرض في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر/ أيلول 2024.
واغتالت إسرائيل هاشم صفي الدين، في غارة شنتها مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2024 على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقتل أكثر من 3.5 آلاف شخص وجرح أكثر من 15 ألفا آخرين في لبنان منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ولا تميز هذه الحصيلة بين القتلى من مقاتلي حزب الله أو من المدنيين.
وخلال رسالة لمناسبة تشييع نصر الله، تعهد المرشد الإيراني علي خامنئي، مواصلة "مقاومة" إسرائيل.
وقال خامنئي في إشارة إلى إسرائيل، "على العدو أن يعلم أن مقاومة الاغتصاب والظلم والاستكبار لن تنتهي وستستمر حتى تحقيق غايتها النهائية".
وشارك في مراسم تشييع نصرالله، وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ورئيس مجلس الشورى، محمد باقر قاليباف، إضافة إلى مجموعة من النواب والمسؤولين الإيرانيين.
فيما، قالت حركة حماس في بيان، إنها "تستذكر المواقف البطولية والمشرّفة [لحسن نصر الله] وتبنّيه المبدئي والصلب لقضية فلسطين، وإصراره على تشكيل جبهة الإسناد مع شعبنا في قطاع غزة في وجه العدوان الصهيوني الوحشي"، كما ورد في البيان.