آخر الأخبار

العرب في مواجهة خطة ترامب لغزة.. هل ينجحون بتغيير المعادلة؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

مصر تعكف على وضع خطة لإعمار غزة مضادة لخطة ترامب

في ظل التطورات المتسارعة في قطاع غزة، تسعى الدول العربية إلى صياغة رؤية موحدة لمواجهة الطروحات الأميركية، التي تدعمها إسرائيل، بشأن مستقبل القطاع.

تأتي هذه التحركات في وقت دعت فيه المملكة العربية السعودية إلى اجتماع أخوي غير رسمي في الرياض، وذلك تحضيرًا للقمة العربية الطارئة المقررة في القاهرة.

المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية، سالم اليامي، وصف اللقاء خلال حديثه لـ"غرفة الأخبار" على سكاي نيوز عربية بأنه "ابتعد عن الرسميات التقليدية، بهدف توفير مساحة أوسع للنقاش والتفاهم حول القضايا الملحة، وفي مقدمتها الحرب في غزة وتهجير الفلسطينيين".

وأضاف أن "المملكة أرادت تمهيد الأرضية لصياغة موقف عربي موحد، وهو ما سيتم بلورته بشكل أكبر في القمة العربية المقبلة".

تتمحور الخطة العربية البديلة حول إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، وضرورة الوصول إلى حل الدولتين كمدخل لتحقيق الاستقرار، لكن التحدي الأكبر يبقى في كيفية تحقيق هذا الهدف وسط ضغوط أميركية وإسرائيلية لإعادة رسم خريطة القطاع وفقًا لأولوياتهم السياسية والأمنية.

إسرائيل بين الفشل العسكري والهروب نحو الحلول الأمنية

يرى الخبير في الشؤون الأمنية والسياسية، اللواء عدنان الضميري، أن "الموقف العربي اليوم أكثر تماسكا من أي وقت مضى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهذا يشكل نقطة قوة يجب استثمارها سياسيًا". لكنه يشير إلى أن "إسرائيل، رغم تفوقها العسكري، فشلت في تحقيق أهدافها السياسية، لأنها اعتادت على فرض الحلول الأمنية، متجاهلة أن السلام لا يتحقق إلا عبر تسوية سياسية عادلة".

ويضيف الضميري أن "إسرائيل خاضت 14 حربا خلال 76 عامًا، لكنها لم تحقق انتصارًا سياسيًا حقيقيًا. اليوم، تتلقى دعمًا مباشرًا من ترامب، الذي يسعى لفرض حلول أمنية بديلة عن الحل السياسي، وهذا النهج أثبت فشله مرارًا".

من جهة أخرى، يكشف الضميري أن "هناك توجهاً داخل بعض الدوائر الفلسطينية والعربية لاستبعاد حماس من أي دور مستقبلي في إدارة غزة، والاعتماد على شخصيات فلسطينية مستقلة أو حكومة تكنوقراط برعاية السلطة الوطنية الفلسطينية".

ويرى أن "الهدف من ذلك هو تجاوز الخلافات الداخلية التي أضعفت الموقف الفلسطيني، وقطع الطريق على أي ذرائع إسرائيلية لإطالة أمد الحرب".

واشنطن وإسرائيل.. استمرار المراهنة على ميزان القوى المختل

لكن في المقابل، هل يملك العرب القدرة على فرض رؤيتهم في ظل الاصطفاف الأميركي إلى جانب إسرائيل؟.. الكاتب والباحث السياسي إيلي يوسف يرى أن "التأثير على واشنطن أو دفعها لتغيير موقفها يبدو أمرًا بالغ الصعوبة".

ويشير إلى أن "مؤتمر الجمهوريين المحافظين الذي عُقد مؤخرًا أكد بشكل واضح أن الإدارة الأميركية لا تعتزم التراجع عن مشروع ترامب، بل إنها تضع الفلسطينيين أمام خيارين: إما القبول بواقع سيء، أو الحصول على وعود بحياة أفضل عبر تحسين الظروف الاقتصادية".

ويضيف يوسف: "الولايات المتحدة لا تزال تنظر إلى الأزمة في غزة من منظور إنساني، وليس سياسيا، وهذا يتعارض مع الرؤية العربية التي تضع القضية الفلسطينية في صلب المعادلة الإقليمية".

ويؤكد أن "استمرار الانقسام الفلسطيني أضعف قدرة العرب على فرض موقفهم، ما سمح لإسرائيل والولايات المتحدة بالمضي قدمًا في خططهم دون مقاومة سياسية فاعلة".

هل ينجح العرب في فرض رؤيتهم؟

في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال المطروح: هل تستطيع الدول العربية قطع الطريق على خطة ترامب، وفرض رؤيتها على المجتمع الدولي؟.

التحركات الحالية تشير إلى رغبة عربية في تشكيل جبهة موحدة، لكن نجاحها يتوقف على عوامل عدة، أبرزها:

أولا: قدرة العرب على حشد تأييد دولي لرؤيتهم السياسية، خصوصًا في ظل المتغيرات الدولية التي قد تؤثر على مواقف بعض القوى الكبرى.

ثانيا: التوافق الفلسطيني الداخلي، حيث يبقى الانقسام أكبر العقبات أمام أي تحرك عربي ناجح.

ثالثا: الضغط على واشنطن بملفات المصالح المشتركة، لجعلها تدرك أن تجاهل الرؤية العربية قد يضر بعلاقاتها الاستراتيجية مع المنطقة.

في المحصلة، تدرك الدول العربية أن المواجهة مع المشروع الأميركي الإسرائيلي ليست سهلة، لكنها تراهن على أن التغيرات الجيوسياسية قد تخلق فرصًا جديدة لإعادة التوازن إلى المشهد السياسي، مما قد يمكنها من قلب المعادلة لصالح الفلسطينيين، ولو جزئيًا.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا