في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
إنترلاكن- الساعة تشير إلى السادسة والنصف صباحا ودرجة الحرارة لا تتجاوز 5 درجات تحت الصفر. ومن نافذة الفندق في مدينة إنترلاكن السويسرية أشاهد الجبال المهيبة والمغطاة بالثلوج من بعيد. ورغم صعوبة الاستيقاظ، دفعني حب الاستطلاع والفضول إلى النهوض والاستعداد لتجربة مغامرة لا تُنسى في مدينة إنترلاكن الواقعة بين بحيرتي ثون وبرينز، وهي من أبرز الوجهات السياحية في سويسرا.
بعد تناول وجبة الفطور وارتداء ملابس تناسب شتاء المناطق الباردة، التقيت الطيار الشراعي بيتر بوهلر، وهو مالك شركة "توين باراغلايدينغ" (Twin Paragliding) لرحلات الطيران الشراعي المزدوج، ورفقته الطيارة الشراعية نيكول نوسباوم، ثم صعدنا جميعا في السيارة متوجهين نحو قمة جبل بيتنبرغ الساحرة، والتي تبعد عن إنترلاكن بقرابة النصف ساعة.
وفي رحلة اكتشاف حقيقية، توفر هذه التجربة حرية التحليق فوق المناظر الطبيعية الخلابة لقمم آيغر ومونش ويونغفراو الشهيرة، بالإضافة إلى بحيرتي برنيز وثون.
عند وصولنا إلى نقطة الانطلاق في بيتنبرغ، بدأت أشعر بارتفاع الأدرينالين من الحماس والتوتر لأنها المرة الأولى التي أقوم بها بالطيران الشراعي، وهو نشاط يصلح لكل المواسم ولا يستلزم الحصول على تجربة مسبقة.
ويُطلب من كل سائح إحضار ملابس مناسبة للطقس وأحذية متينة، كما يمكن للشركة توفير أحذية المشي لمسافات طويلة أو سترة مجانا إذا لزم الأمر. كما يوصي خبراء هذه الرياضة بارتداء النظارات الشمسية أو نظارات التزلج للحماية من الرياح.
بدأت الطيارة نيكول تشرح مراحل التحضير بشكل تفصيلي، قائلة "أتحقق أولا إذا كنت ترتدين ملابس وأحذية مناسبة ثم اعتمادا على الرياح، سأخبرك بالسرعة التي يجب أن تركضي بها في البداية".
وأضافت "عند الجري والإقلاع ستشعرين بخفة وزنك، لكن هذا لا يعني أنه يمكنك الجلوس، وإنما الاستمرار في التحرك والركض للانطلاق بسهولة. وبمجرد أن نحلق في الهواء يمكن الجلوس بكل أريحية".
ويعتمد طول الرحلة إلى حد كبير على سرعة الرياح، إذ تقدر مدة التحليق بنحو 12 دقيقة تقريبا وقد تصل أحيانا إلى 25 دقيقة في أيام الصيف الدافئة.
وفي حديثها للجزيرة نت، تقول نيكول "تتميز عاصمة الأنشطة الشتوية إنترلاكن بوجود نساء طيارات لتقديم هذه التجربة للسائحات الراغبات في ذلك، حيث يوجد ما لا يقل عن 15 طيارة".
وتستقطب هذه الميزة بشكل خاص عددا كبيرا من السائحات العرب، لأنها تشجعهن أكثر على خوص تجربة الطيران الشراعي والشعور براحة أكبر رفقة سيدة طيارة، وفق نيكول.
ويجب أن تكون اللياقة البدنية للسياح الراغبين بخوض هذه التجربة أعلى من المتوسط للركض على منحدر عشبي متعرج، فكلما زاد وزنك كلما احتجت للركض بشكل أسرع. وفيما يخص الوزن يصل الحد الأقصى للنساء إلى 80 كيلوغراما، وللرجال 90 كيلوغراما.
ويمكن حجز الرحلة مع شركة "توين باراغلايدينغ" بسهولة عبر موقعها على الإنترنت أو الاتصال على رقم مجاني أو إرسال رسالة عبر واتس آب أو الرسائل الهاتفية القصيرة، وهي إحدى الشركات المحلية في إنترلاكن.
وتشمل الخدمة نقل السائح مجانا من الفندق أو النزل الذي يقيم فيه بمدينة إنترلاكن أو في منطقة قريبة منها أو من محطة القطار، أو مقابلته في نقطة الالتقاء الخاصة بالشركة في مكتب استقبال منتجع ماتنهوف.
بعد الركض لمدة لا تتجاوز 60 ثانية، تحولت صرخة الخوف والتوتر التي أطلقتها إلى صرخة استمتاع لا مثيل لها عندما غادرت قدماي الأرض ووجدت نفسي أسبح في مهب الريح واستمتع بمشاهدة المناظر الطبيعية، وشكل الأشجار القريبة على قمم الجبال.
وطيلة فترة التحليق كانت تخبرني نيكول بأسماء الجبال والبحيرات التي نشاهدها من الأعلى، وشجعتني على تولي قيادة الطائرة الشراعية لبضع دقائق والقيام بدوران سريع في السماء.
وقد استغرقت الرحلة قرابة 20 دقيقة، ثم تلاها هبوط آمن في حديقة هوهمات في وسط إنترلاكن تحت إشراف نيكول.
والتقينا مجددا ببيتر حيث أحضر لي متعلقاتي الشخصية التي تركتها على قمة الجبل الذي انطلقنا منه. وخلال دردشة قصيرة تحدثنا فيها عن الرحلة ومدى استمتاعي بكل ثانية فيها، أرسلت لي نيكول الصور التي تم التقاطها قبل وأثناء التحليق.
وككل مرة نقوم فيها بتجربة مغامرة جديدة، نريد دائما الحفاظ على ذكريات منها مصورة نعود لمشاهدتها في أي وقت نرغب به. ولهذا توفر شركة الطيران هذه الخدمة من خلال تزويد جميع طياريها بكاميرات خاصة لتقديم باقة متنوعة من الصور ومقاطع الفيديو للسائح.
وتشمل هذه الخدمة 20 إلى 40 صورة و2 إلى 4 مقاطع فيديو عالية الجودة مقابل 40 فرنكا سويسرا (44 دولار). ولا تحتاج إلى حجز باقة الصور والفيديو مسبقا إذ يمكنك أن تقرر ما إذا كنت ترغب في شراء صورك ومقاطع الفيديو الخاصة بك بعد انتهاء رحلتك.
كما يمكنك إحضار كاميرا صغيرة لرحلتك إذا كانت صغيرة الحجم وبها حزام آمن، ولكن لا يُسمح بإحضار الكاميرات الكبيرة أو عصي السيلفي والهواتف المحمولة غير المؤمنة لأسباب تتعلق بالسلامة، وسيقرر الطيار (ة) قبل الإقلاع ما إذا كان يمكن استخدام الكاميرا الخاصة بك في الهواء أم لا.
وفيما يتعلق بطريقة الدفع، يمكن ذلك مباشرة للطيار (ة) بعد انتهاء الرحلة ببطاقات الائتمان، أو نقدا بالفرنك السويسري أو اليورو أو الدولار.