قال رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الأحد، إنه لا توجد خطة واضحة بشأن موعد بدء المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس فيما يتعلق بالمرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأوضح خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في الدوحة أن قطر تتواصل مع إسرائيل وحركة حماس للتحضير للمحادثات.
وأكد المسؤول القطري على أهمية البدء في التفاوض حول المرحلة الثانية من الاتفاق الذي توسطت فيه قطر بالإضافة إلى مصر والولايات المتحدة.
وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي 42 يوماً يتم خلالها التفاوض حول المرحلة الثانية.
و قبيل مغادرته إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي، الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيغادر إلى واشنطن "لحضور اجتماع مهم للغاية مع الرئيس ترامب".
و أضاف: "أعتقد أننا سنناقش في الاجتماعات أيضاً القضايا الحرجة التي تواجهنا: الانتصار على حماس، وإعادة جميع المحتجزين، والتعامل مع المحور الإيراني بكل مكوناته، وهو المحور الذي يهدد أيضًا أمن إسرائيل والشرق الأوسط. الشرق والعالم أجمع.. إن القرارات التي اتخذناها أثناء الحرب، قد غيرت وجه الشرق الأوسط بالفعل. لقد غيرته إلى حد لا يمكن التعرف عليه. وأعتقد أنه من خلال العمل الجاد مع الرئيس ترامب، يمكننا تغييره بشكل أكبر".
و نتنياهو هو "أول زعيم" يلتقيه ترامب بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.
وفي بيان منفصل، قال مكتب نتنياهو إنه تحدث مع المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يوم السبت واتفقا على الاجتماع في واشنطن يوم الاثنين لبدء المحادثات حول المرحلة الثانية من صفقة إطلاق المحتجزين مع حماس.
وتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل بين إسرائيل وحماس في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي بعد جهود وساطة بين الأطراف المتنازعة استمرت شهوراً من قبل الولايات المتحدة ومصر وقطر.
وقالت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية نهار الأحد أن اللقاء بين نتنياهو وترامب يوم الثلاثاء هو الأهم في كل برنامج الزيارة. وحسب الصحيفة سيحاول نتنياهو اقناع ترامب الوفاء بوعيده بفتح "أبواب الجحيم" في الشرق الأوسط لضمان الوصول الى إتفاق حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وحسب الصحيفة خرجت مصادر تحدثت مع ويتكوف بانطباع بأن ترامب يرغب في استكمال الاتفاق، لكن نتنياهو سيصر على فتح ترامب "أبواب الجحيم" للوصول إلى اتفاق أفضل في مفاوضات المرحلة الثانية يضمن إبعاد حركة حماس عن موقع الحكم.
وقد أكد ذلك موقع "أكسيوس" الإخباري نهار اليوم الأحد إذ نقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم أن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعتمد على نتائج لقاء ترامب و نتنياهو الثلاثاء.
وأضاف المسؤولون أن نتنياهو يأمل أن يتمكن من التأثير في تفكير ترامب وإقناعه بتأييد خططه بشأن الحرب في غزة.
وقال مسؤول إسرائيلي لـ "أكسيوس"، إن عدم تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق قد يعني استمرار الحرب في غزة لعام آخر على الأقل في محاولة للإطاحة بـ "حماس".
على صعيد آخر كرر ترامب دعوته لكل من مصر والأردن استقبال بعض سكان قطاع غزة رغم اعلان البلدين رفضهما هذه الفكرة.
فقد صرح ترامب نهار الخميس الماضي: "نفعل الكثير من أجلهم، وهم سيفعلون ذلك" في حديثه عن مصر والأردن.
وقبل ذلك بيوم رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فكرة أن تساهم مصر في تهجير سكان غزة، وقال إن المصريين سينزلون إلى الشوارع للتعبير عن استنكارهم، كما رفض الأردن أيضا هذه الفكرة.
كذلك يرفضها الفلسطينيون اذ يأملون أن تصبح غزة جزءاً من دولة مستقلة مستقبلية لهم.
و كان عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية من التيار اليميني المتطرف قد كرروا أكثر من مرة دعوتهم الى نقل أبناء غزة الى الدول الأخرى وعودة الاستيطان الى القطاع فيما التزام نتنياهو بالصمت إزاء هذه الدعوات.
ففي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، مجدداً، إلى احتلال قطاع غزة، وتشجيع نصف سكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة على الهجرة خلال عامين.
وقال سموتريتش خلال مؤتمر نظمته بلديات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية: "يمكننا احتلال غزة، وتقليص عدد سكانها إلى النصف خلال عامين، من خلال استراتيجية تشجيع الهجرة الطوعية". وأضاف: "من الممكن خلق وضع كهذا... لن يكلف الكثير من المال، وحتى لو كان مكلفاً، فلا ينبغي لنا أن نخشى من دفع ثمنه".
وأعلن سموتريتش الأسبوع الماضي أنه يعمل لإعداد خطة مع نتنياهو والمجلس الوزاري الأمني "من أجل تهجير السكان من غزة".
وأضاف: "يجب علينا الآن تعيين رئيس أركان هجومي، ينفذ بشكل كامل ودون تردد المهمة الواضحة التي تم تحديدها له والتي سيتم تحديدها مرة أخرى من قبل المستوى السياسي: احتلال غزة ومنع حماس من السيطرة على المساعدات الإنسانية".
وأكد أنه سيعمل مع رئيس الوزراء والمجلس الوزاري الأمني لضمان "وجود خطة عملية لتنفيذ ذلك في أقرب وقت ممكن".
ولم يشر نتنياهو إلى هذه المسألة خلال تصريحاته قبيل التوجه الى الولايات المتحدة.