تستمر العملية العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، إذ قالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن الجيش الإسرائيلي "أجبر" عائلات في مخيم طولكرم على إخلاء منازلها بعد أن وسع عملياته في المنطقة فجر الثلاثاء.
ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم أن القوات الإسرائيلية "أخلت بعض العائلات من منازلها تحت تهديد السلاح في حارتي المطار، ومربعة حنون، وأبلغتها بعدم العودة إليها لمدة أسبوع".
وأضافت الوكالة أن قوات الجيش الإسرائيلي "استولت" على عدد من البنايات المطلة على حارتي الشهداء والحمام، و"حولتها لثكنات عسكرية بعد إخلائها من سكانها".
يأتي ذلك فيما تواصل الجرافات التابعة للجيش الإسرائيلي "تدمير البنية التحتية والممتلكات من منازل ومحال تجارية" في مختلف أحياء مخيم طولكرم، كما "أحرق منزلاً لعائلة شاهين في حارة الوكالة بالمخيم"، بحسب وكالة وفا.
كما أشارت الوكالة إلى أن "التدمير طال البنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء والإنترنت وسط المدينة، وسط انتشار للجنود الإسرائيليين في أحياء المدينة، والقناصة على البنايات".
ووسّع الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية، لتشمل مدينة طولكرم ما أسفر عن مقتل قائد تابع لحركة حماس، إثر غارة جوية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، يوم الإثنين، إن القوات الإسرائيلية وسعت عملياتها لـ"مكافحة الإرهاب في الضفة الغربية، لتشمل مدينة طولكرم الفلسطينية، حيث قُتل قائد في حماس إيهاب أبو عطية في غارة جوية".
وأضافت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي استطاع "كشف البنية التحتية الإرهابية الخطيرة في المنطقة".
من جانبه قال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن "قوات كبيرة منتشرة حالياً في مخيم طولكرم ضمن المراحل الأولى من العملية التي ستستمر لفترة غير محددة"، مضيفاً أن هذه العملية تأتي "بعد تنفيذ عشرات العمليات في طولكرم ونور شمس وجنين منذ بداية الحرب، بهدف تفكيك البنية التحتية للإرهاب"، بحسب صحيفة يديعوت أحرنوت.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي أن العملية "قد تستمر أشهراً لتفكيك كتيبة جنين بالكامل".
وفي جنين، أعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين أنه "قضى على أكثر من 15 إرهابياً" واعتقل أربعين شخصاً، خلال حملة واسعة بدأتها القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي في مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة.
وأفاد الجيش في بيان له أن "القوات أثناء عملية جنين، استولت على العشرات من الأسلحة ووجدت جهازاً متفجراً مخبأ داخل غسالة في أحد المباني"، مشيراً إلى أن جنوده "فككوا العديد من المتفجرات المزروعة تحت الطرق والتي كانت مجهزة لاستهداف القوات الإسرائيلية".
كما ذكر الجيش في بيانه أنه تم العثور في عملية أخرى على "مركز قيادة للمراقبة يحتوي على أسطوانات غاز كانت مخصصة لصناعة الأجهزة المتفجرة"، وفقاً لوكالة فرانس برس.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في وقت سابق أن العملية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 12 فلسطينياً على الأقل وإصابة 40 آخرين في محيط جنين.
كما ذكر عدد من المسؤولين الفلسطينيين أن إسرائيل أمرت السكان بمغادرة المخيم، لكن الجيش الإسرائيلي نفى ذلك.
وقال عضو لجنة إدارة مخيم جنين ، سالم السعدي، ، لوكالة فرانس برس إن 80 في المئة من سكان المخيم قد فروا منذ بدء الحملة.
وتصاعدت حدة التوترات في الضفة الغربية المحتلة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي عدة عمليات في المنطقة كان آخرها عملية "الجدار الحديدي" التي بدأها الجيش الإسرائيلي الثلاثاء الماضي في مدينة جنين ومخيمها.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية عن مقتل أكثر من 860 فلسطينياً منذ بداية الحرب في غزة.
وذكرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على موقعها الإلكتروني أن عدد اللاجئين المسجلين في مخيم جنين بلغ أكثر من 24,000 في عام 2023، ولكن العدد الفعلي للسكان غير معلوم.