آخر الأخبار

"مدمن تعذيب الجزائريين".. السيرة البشعة لجان ماري لوبان

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

"أريد أن أُعذب حتى أتأكد أن جسدي الفاني لن يخونني"


* المقاوم الجزائري العربي بن المهيدي

الاسم وحده وصف، جان ماري لوبان، مَن لا يعرف الرجل؟ ليس في معرفة اسمه أي إنجاز معرفي، فالجميع في أوروبا وغيرها يعرفون اللقب قبل الفكرة، الاسم قبل الوجه والملامح، التاريخ قبل الحاضر، الحياة قبل الوفاة.

لا يختلف اثنان على أن اسم "لوبان" في فرنسا ليس مجرد اسم عائلي، وليس مجرد عائلة سياسية، بل هو خط أيديولوجي قائم، يجاور النازية والفاشية في الأفكار المعلنة تارة، والمكتومة تارات كثيرة.

كانت أفكار جان ماري لوبان تقترب من الرأي العام في بعض الأحيان، وينفر منها غالبا، إلا في بعض المحطات التاريخية التي منحته شعبية سياسية بسبب أحداث معينة، كما حدث في الانتخابات الرئاسية لعام 2002، عندما استغل أحداث 11 سبتمبر/أيلول، ليصل في مفاجأة مدوية للدور الثاني من الانتخابات أمام جاك شيراك، وحش السياسة اليمينية الفرنسية وصاحب الشعبية الساحقة.

أخرج جان ماري لوبان سلاحه من فهمه، وأطلق على نفسه رصاصة مقتله سياسيا عندما وصف "المحرقة" بالتفصيلة في الحرب العالمية الثانية، وأعاد إطلاق رصاصة الرحمة مرة ثانية في رأسه عندما أصر على أقواله ذات صباح في لقاء صحفي مع قناة "بي إف إم" الإخبارية.

إعلان

اختزل الجميع تاريخ جان ماري لوبان في هذين التصريحين، اعتبرته ابنته إرثا ثقيلا، فرَمَت به إلى النسيان، هي التي حاولت مرات ومرات ربط علاقات مع إسرائيل لكنها فشلت في ذلك فشلا ذريعا.

لكن جان لوبان، قد عاش ما بقي من عمره يحكي القصص والروايات ويتمنى وينتظر الأماني أن تسعفه، وها قد مات في السابع من يناير/كانون الثاني من العام الجاري. ولأن الإنسان ما هو إلا سيرة تحاول أن تتحدى النسيان، فقد جئنا في هذه المادة ننبش في ذاكرة خامدة وإرث لا يذكره الكثيرون.

كان يا مكان، جان ماري لوبان والجزائر، كان يا مكان، ملف قديم من ملفات فرنسا في الأراضي التي احتلّتها.

مصدر الصورة من جنازة السياسي اليميني جان ماري لوبان (الفرنسية)

لعله كان بطلا!

في السنوات الأخيرة، لم يستطع أحد اللحاق بالإعلام الفرنسي في جريه السريع نحو التوجهات اليمينية. فحتى الأمس القريب كان بعض القنوات الإخبارية من قبيل قناة "بي إف إم" الفرنسية، المملوكة لباتريك دراهي، رجل الأعمال الإسرائيلي الفرنسي، هي التي تقود هذا التوجه الإعلامي اليميني، لكن مع ظهور قناة "سي نيوز" التابعة لمجموعة "كانال بلس"، انتقلت "الفاشية الإعلامية" إلى مستوى آخر مختلف تماما.

فلنفترض مثلا أن المشاهد لا يعرف جان ماري لوبان وتاريخه الكبير، وهو الذي اختير لقيادة حزب أسسه مجموعة نازيين، ماذا كان سيكتشف من خلال تغطية قناة "سي نيوز" مثلا؟ يجيب تقرير لموقع "ميديا بارت" عن هذا السؤال حينما يتحدث عن إعادة كتابة تاريخ حَرفية كان الإعلام اليميني يقوم بها لصالح جان لوبان الذي عنون وفاته بـ"رحيل أحد وجوه السياسة الفرنسية".

لم تدخر صونيا مبروك، الصحفية الفرنسية ذات الأصول العربية، جهدا في نعت جان لوبان بالألقاب المهمة واللامعة، "كان وحشا سياسيا وإعلاميا"، "كان يمتلك ثقافة مدهشة"، "كان يحتل جزءا من العقل الجمعي السياسي". نصّبت القناة إستوديوهاتها في احتفال واحتفاء بالرجل، لكن دون تسليط الضوء طويلا على أفكاره الخطيرة الممتدة والقادمة من حلم مسَّ ذات مرة أهل الرايخ الثالث. رفع الإعلام اليميني شعار "اذكروا محاسن موتاكم حصرا"، وأقام مآدب المديح، لكنه لم يتحدث كثيرا عن تلك القضايا الشائكة التي خلَّفها لوبان وراءه، ومن بينها "إدمانه التعذيب في الجزائر" حسب الشهادات المختلفة.

إعلان

في لقاء مع الصحفي روبير مينار، أسرَّ جان ماري لوبان لمحاوره بمعلومة حصرية تفتق عنها ذهنه، وهي أن الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك لم يقبل بأن يُشكِّل معه حلفا لليمين في الانتخابات الرئاسية لمواجهة اليسار، وذلك لأن شيراك كان قد اكتشف قبل ذلك أن له أصولا يهودية.

لا يحب لوبان إسرائيل لأنه متيقن من أن هنالك لوبيا يهوديا يحيك المؤامرات ضده، كان يرى في نفسه ذلك الاستثناء العظيم، الشخص الذي يحاربه الجميع لعِظَمه هو شخصيا وعظم أفكاره.

ينظر الرجل إلى حياته على أنها مغامرة مهمة للغاية كان هو بطلها الأوحد، عاش وبداخله إحساس بالفوقية والتميز الثقافي خصوصا والسياسي أيضا، ذلك الإنسان الفذ الذي فهم كل شيء وحاربه الجميع لأنه كان الوحيد القادر على رؤية الحقيقة.

مصدر الصورة ينظر جان لوبان إلى حياته على أنها مغامرة مهمة للغاية كان هو بطلها الأوحد (رويترز)

متطوع سلخ بشر

يوم 28 ديسمبر/كانون الأول 1956، وصل الفوج الأول للمظليين بمنطقة زراده بالجزائر المحتلة، الموجودة على بُعد كيلومترات قليلة من غرب الجزائر العاصمة. من بين الواصلين كان لوبان، 29 سنة، الذي كان قد استهل مسيرة سياسية بالموازاة مع حضوره العسكري. تطوع لوبان للخدمة في الجزائر التي لم يكن يراها سوى بلاد واسعة، خاضعة لفرنسا، ممتدة لها، خادمة لمشروعها الاستعماري.

كانت حرب التحرير قد انطلقت بالفعل، عقد ونيف من الزمان على احتلال البلاد وإذلال العباد كان قد شارف على الانتهاء، لم يعد الجزائريون يقبلون الضيم، وكانت الثورة دموية جدا، كان ذلك السبيل الوحيد لتحرير الجزائر من قبضة فرنسية دموية للغاية ما زلنا حتى الآن لم نقف على تفاصيلها ولا تفاصيل ملفاتها السرية التي لم تفرج باريس عن غالبيتها، بل وما زالت تتدارس منذ زمان "مجرد الاعتذار" عما قامت به طيلة عقود استعمارها للجزائر.

خلال هذه السنوات، حرصت فرنسا وجيشها خصوصا على تكوين صورة تقول إن الدولة الفرنسية تحارب مجموعة إرهابيين لا يقتفون آثار جنودها فقط، بل يستهدفون المدنيين، لتظهر قصص وضع المقاومين الجزائرين لقنابل موقوتة تستهدف التجمعات البشرية التي يغلب عليها الفرنسيون.

إعلان

من أجل إيقاف هذا النزيف، وقمع المقاومة الجزائرية التي تتزعمها جبهة التحرير الوطني، كان لا بد من الوصول إلى معلومات استخباراتية حساسة، لذلك كان التحقيق جزءا لا يتجزأ من طرق الوصول إلى هذه المعلومات، وكان التعذيب الضلع الأبعد للوصول إلى المعلومات ذاتها. شكَّلت هذه "الضرورة الاستخباراتية" فرصة ذهبية لرأس محشو بالأفكار اليمينية المبنية على التفوق العِرقي للرجل الأبيض، فكانت تلك الفرصة من أثمن ما قُدِّم لجان لوبان لممارسة كل أفكاره على أرض الواقع.

رغم سرية كل هذه العمليات، فإن العديد من التحقيقات الصحفية تمكنت من الوصول إلى تفاصيل التفاصيل بفضل العديد من الشهادات من داخل الجيش ومن خارجه. كان يوم الضابط لوبان يبدأ في الليل المتأخر، حين تخضع المدينة لسلطان النوم، يتألق الرجل وسط جنوده في إحدى قواعد الاستخبارات الفرنسية المنتشرة في البلاد، أو لعله يُفضِّل في بعض الأحيان ألا يُتعِب المتهمين، فيتكرم هو نفسه عليهم بالزيارة في منازلهم.

يدخل لوبان مصحوبا برجل مُقنَّع يُطلِق عليه الجزائريون "بو شكارة"، يكون الدخول بنوع من "الأكشن" بعنف استعراضي، يُهدَّد من خلاله الجميع مع نثر الشتائم القذرة على جميع الحضور من رجال ونساء وشياب وأطفال، حينها يكون الاختيار ما بين بدء التحقيق والتعذيب في المنزل نفسه، أو الاختفاء التام للشخص المبحوث عنه في إحدى النقاط السوداء غير الخاضعة لأي قوانين تخص الاعتقال.

تختلف حظوظ الأسر التي تُنتزَع فلذات أكبادها، فهناك الأسر المحظوظة التي تتلقف بعض أخبار مفقودها بعد أشهر، والأسر الأقل حظا التي قد تعثر على الغائب بعد سنوات، أما الأقل حظا فقد لا ترى أثرا له البتة، ولا نقصد بالأثر أن يكون بالضرورة حيا يُرزق، بل أن تظهر عظامه، ولو كانت رميما.

أضحى التعذيب روتينا يوميا للملازم لوبان، انتشرت سُمعته في كل مكان، ورغم أنه كان يُكذِّب أن يكون قد أشرف على حفلات التعذيب كون بعض الأماكن الواردة في الشهادات كانت خارج المناطق المسؤول عنها، فإن هذا العذر كذّبته تحقيقات صحفية فرنسية عدّة، لأن كثيرا من المناطق كانت خاضعة للفوج العاشر للمظليين الذين كانوا يتقاسمون أجزاء واسعة من العاصمة بسهولة ويُسر، ولم تكن هناك أي صرامة في مسألة تقسيم المناطق على حسب القائد لكل منطقة.

إعلان

في الجزائر ينادونني "ماركو"

في يناير/كانون الثاني 1957، وسَّع الجيش الفرنسي من الضغط الكبير الذي كان يقوم به بسبب الإضراب العام الذي كانت تقوده جبهة التحرير الوطنية لمدة 8 أيام، وذلك بهدف منع الجزائريين من الانخراط في هذا الإضراب.

خلال شهر يناير/كانون الثاني لم يُرصَد أي تحرك للوبان، لأنه في الحقيقة كان قد عاد إلى فرنسا خلال هذه الفترة للاستعداد لاستحقاق انتخابي. لكن السياسي اليميني والملازم في الجيش الفرنسي سيظهر في ليلة ما بين الثاني والثالث من فبراير/شباط، اليوم الذي تصادف مع آخر يوم من أيام الإضراب. في عددها ليوم 4 يونيو/حزيران 2002، ذكرت صحيفة "لوموند" 3 قصص لأشخاص عذَّبهم جان لوبان.

في مساء يوم 2 فبراير/شباط، كان لوبان موجودا رفقة رجاله في 5 زقاق غرناطة بمنطقة القصبة، جمعٌ من الناس وعبد القادر عمور، شاب في ربيعه التاسع عشر. يشبه المشهد ما سيألفه العرب في معتقلاتهم وفي سجون محتلّيهم من غوانتانامو إلى صيدنايا. جُرِّد الشاب الجزائري من ملابسه، ثم بدأت حفلة التعذيب بالماء والكهرباء، وليس في اختيار هاتين الوسيلتين أي ارتجال، فقد كان الجيش الفرنسي -كما يقول لوبان نفسه- يحرص على استعمال طرق تعذيب مريعة، لكنها لا تترك آثارا جسدية واضحة على الضحايا.

في البداية تُوضَع الأقطاب الكهربائية على المناطق الحساسة في جسم المُستجوَب، يجلس لوبان غير بعيد معطيا الأوامر ببدء التعذيب أو إيقافه، صالحة مزيان، زوجة أحد الرجال الذين عُذِّبوا أمام ذويهم في قلب منازلهم، تقول في شهادة لها حول هذه المشاهد إن الجزائريين كانوا يتوسّلون لوبان وزبنايته، ويعوون من هول التعذيب كالكلاب.

حتى هذه اللحظة، كان المعذَّبون وذووهم لا يعلمون الشيء الكثير عن الرجل الذي كان يجلس مشرفا على حفلات التعذيب، الرجل الذي كان هو نفسه يقوم بتمرير الكهرباء بيده إذا لزم الأمر، حيث كان الجنود ينادونه باسم مستعار "ماركو"، بيد أن هويته ستُكتشف لاحقا بعد نشر الصحف لصورته حين كرَّمه الجنرال ماسو، اللواء الفرنسي الذي كان يشرف على قيادة مجموعة المظليين، الرجل صاحب التصريح الغريب بأن الجزائريين "لم يُعذَّبوا إلا بعد أن جرَّب طرق التعذيب على نفسه ليتأكد بأنها ليست فوق طاقة الإنسان".

إعلان

واصل ماركو زياراته للأسر الجزائرية للفتك بأبنائها على مرأى ومسمع من الجميع، عند عائلة "مروان" كان يبحث عن ابنين من أبناء العائلة، علي وبوعلام، ولأن الشابين لم يكونا في المنزل، فقد بدأ في التحقيق مع أخيهما مصطفى وتعذيبه للكشف عن مكان أخويه، ثم أخذ وهو في طريقه للخروج الوالد محمد. عند الوصول إلى أحد مراكز الاعتقال سيُعذِّب لوبان الابن والأب، سيخرج الأول حيا، لكنه سيترك خلفه والده الذي ذهب في رحلة اللاعودة مع آخرين اختفوا، حيث يُشتبه في كونهم أُعدموا وأُحرقت أجسادهم.

عند عائلة عمارة، كان لوبان يبحث عن "علي"، وبما أنه هو الآخر كان غائبا، فقد اكتفى بأخذ أخويه محمد، 18 سنة، وسعيد، 24 سنة. عُذِّب سعيد بدرجة وحشية للغاية لدرجة أن شقيقه محمد سيقول لـ"فلورانس بوجي"، الصحفية في جريدة "لوموند" إن ملامح شقيقه تغيرت تماما. سيختفي سعيد تماما قبل أن يظهر أثره في وثيقة أرشيفية للجيش الفرنسي تقول إنه قُتِل في يوم 13 مارس/آذار.

سيتكرر هذا السيناريو بحذافيره مع العديد من الأسر الجزائرية التي وجدت نفسها تُقدِّم أبناءها قربانا لرغبات جان لوبان المحمومة في مواجهة "الإرهاب"، يدمنون طرق الأبواب باحثين عن أي أمل أو أي بصيص من الإنسانية، لكن الجواب يكون بنفي معرفة أماكن المختفين، فهم إما انتحروا، وإما نجحوا في الفرار، وإما قُتلوا بسبب خلافات مع جهات جزائرية أخرى لا علم للجيش بها.

العقاب المؤجل

الحدث كان في فرنسا، لكن ارتداداته كانت في الجزائر أيضا، بمجرد انتشار خبر وفاة جان ماري لوبان، عادت ذكريات الماضي الأليم تحوم حول الضحايا الذين تحدثوا مرارا وتكرارا عن الانتهاكات التي حدثت في حقهم.

لم تتأخر روائح ما كان يقوم به جان ماري لوبان كثيرا، ففي عام استقلال الجزائر، اعترف العسكري السابق في جريدة "لو كومبا" بأنه قام بممارسات تعذيب لأنه كان يجب القيام بذلك، ولأنه لم يكن هنالك من سبيل للدفاع عن النفس سوى التعذيب. في أكتوبر/تشرين الأول عام 1966، سيخرج جاك شوفاليي، العمدة السابق للجزائر العاصمة أيام الاستعمار، بتصريح اتهم فيه جان لوبان بتعذيب أحد الموظفين السابقين في بلدية المدينة، لكن المتهم اعتبر أن الأمر لا يتجاوز مكايدات سياسية ليس أكثر.

إعلان

في عام 1972، سيؤسس لوبان رفقة مجموعة رفاق يحملون في رؤوسهم فكرا شديد التطرف حزب "الجبهة الوطنية"، وفي عام 1983، حقق الحزب أول نجاح انتخابي له، وبدا أن صاحب الأفكار الشاذة بات الآن رقما سياسيا، هكذا تقول الانتخابات.

في يوم 13 فبراير/شباط عام 1984، وخلال استضافته في برنامج "ساعة الحقيقة" الذي كان يُعد من أهم البرامج التلفزية في فرنسا حينها، سيجد لوبان نفسه مجبرا على التخلي عن وقاره السياسي وبرودة دمه بعد أن تطرق محاوره لتقرير المفوض الشرطي "ريني جيل" الذي تحدث عن جرائم زعيم الحزب اليميني الفرنسي في الجزائر.

بعد هذا البرنامج التلفزي بسنة واحدة، ستنشر صحيفة "ليبيراسيون" تحقيقا صحفيا شاملا حمل عنوان: "معذبون من طرف لوبان"، سيروي التحقيق القصة كاملة على لسان 5 ضحايا عاشوا التعذيب. بعد ذلك ستنشر صحيفة "لوموند" شهادة من داخل الجيش الفرنسي لشخص يُدعى "جون موريس دو ماركي"، كان يخدم في الفترة نفسها والمكان والزمان مع لوبان، وكانت شهادته تقول إن لوبان كان يُقْدِم هو نفسه على التعذيب بيديه.

توالت التحقيقات الصحفية التي توثق لهذه الفترة، وذهب أصحابها إلى المحاكم بسبب القضايا الكثيرة التي رفعها المتهم في وجه الجميع صارخا بنظرية المؤامرة. لكن مع مرور السنوات، بزغ نجم الرجل، ثم خفت، وبين المرحلتين كانت قضايا تعذيب الجزائريين تخفت أكثر فأكثر.

في فرنسا، كانوا يعتبرون شهادات الجزائريين حول فظائع الاستعمار غير موضوعية، كونهم الضحايا، في تفسير "كوميدي يفوح بالسواد"، لذلك حتى وإن تحدث الكثيرون عن موضوع التعذيب الذي قام به لوبان وغيره، فلا شيء في الواقع حدث، ظلَّ الرجل بدون عقاب، عاش عمرا مديدا حاملا في نفسه أفكاره الفاشية، وفي قلبه نشوة بعض ما قام به.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا