أعلن الرئيس اللبناني المنتخب جوزاف عون الخميس 9 يناير/ كانون الثاني بدء "مرحلة جديدة" في تاريخ البلاد، ودعا إلى بناء وطن يكون الجميع فيه "تحت سقف القانون والقضاء".
وأضاف عون في خطابه الأول أمام مجلس النواب أنه سيعمل على أن يكون "حق حمل السلاح مقتصرا على الدولة" وذلك في أول كلمة يلقيها أمام البرلمان بعد دقائق من انتخابه.
ورأى عون أنه "يجب تغيير الأداء السياسي في لبنان"، وقال: "عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات".
وأكد أن "التدخل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال".
وأكد عون في خطابه أيضا على احترام القرارات الدولية بما فيها اتفاق الهدنة مع إسرائيل، كما تعهّد بالعمل على إزالة الاحتلال الإسرائيلي للبنان.
وأضاف أنه سيسعى الى بناء "دولة تستثمر في جيشها ليضبط الحدود ويساهم في تثبيتها جنوبا وترسيمها شرقا وشمالا وبحرا ويمنع التهريب ويحارب الإرهاب.. ويطبّق القرارات الدولية ويحترم اتفاق الهدنة (مع إسرائيل) ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية".
كان مجلس النواب اللبناني انتخب جوزاف عون، قائد الجيش، رئيسا للبلاد بعد شغور هذا المنصب منذ أكتوبر/تشرين الأول من عام 2022، في وقت سابق يوم الخميس.
ولم يتمكن أي طرف سياسي من تأمين الأغلبية اللازمة في البرلمان المؤلف من 128 مقعدا لفرض مرشحه، ما أدى إلى أزمة سياسية عميقة.
وتعززت فرص عون بعد انسحاب سليمان فرنجية، المرشح المفضل لحزب الله من السباق الرئاسي.
وحصد عون عدد الأصوات المطلوب للوصول إلى منصب رئيس الجمهورية بعد عقد دورة ثانية لمجلس النواب.
وفشل البرلمان في اختيار عون رئيسا للبلاد في الدورة الأولى إذ حصد عون خلالها 71 صوتا.
وكان عدد من النواب انتقدوا في بداية الجلسة خرق الدستور الذي يحظّر انتخاب أي موظف من الفئة الأولى للرئاسة وهو لا يزال في الخدمة. كما انتقدوا "إملاء" اسم عون من جانب دول أجنبية، وفق قولهم.
وكانت كتلة التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، صهر الرئيس السابق ميشال عون، الكتلة الوحيدة، إلى جانب بعض المستقلين، التي لم تصوّت لجوزاف عون.
وأشارت مصادر سياسية إلى أن السعودية أبدت إشارات إيجابية تجاه عون، خاصة بعد اجتماع المبعوث السعودي الأمير يزيد بن فرحان مع سياسيين لبنانيين في الأسبوع الماضي.
وأبدت الولايات المتحدة أيضا دعما غير مباشر لعون من خلال استمرار المساعدات العسكرية للجيش اللبناني، الذي قاده عون منذ عام 2017. يأتي ذلك في إطار السياسة الأمريكية طويلة الأمد لدعم مؤسسات الدولة اللبنانية في مواجهة نفوذ حزب الله.
هذا وتوالت ردود الفعل الدولية والإقليمية المرحبة بانتخاب قائد الجيش جوزاف عون رئيسا للبنان بعد عامين من شغور المنصب.
فقد هنأ الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان الرئيس الجديد، بينما أملت قطر أن يساهم انتخاب الرئيس الجديد في "استقرار لبنان".
كما رحّبت إيران بانتخاب عون رئيسا جديدا للبنان، آملة أن يتعاون البلدان خدمة "للمصالح المشتركة"، وذلك بحسب منشور على منصة إكس لسفارة إيران في لبنان.
واعتبرت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت أنّ "انتخاب رئيس جديد يبعث الأمل مجددا، ويمثّل فرصة لتمهيد الطريق نحو تحقيق تقدّم في ترسيخ وقف الأعمال العدائية" مع إسرائيل، و"تعزيز سلطة الدولة على كامل الأراضي اللّبنانية ودفع عجلة الإصلاحات الشاملة والمستدامة".
كذلك اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن انتخاب رئيس في لبنان "يمهّد الطريق أمام الإصلاحات".
وأكدت السفارة الأمريكية في لبنان في منشور على موقع "إكس" التزام بلادها "العمل بشكل وثيق مع الرئيس عون مع بدئه جهود توحيد البلاد، وتنفيذ الإصلاحات وتأمين مستقبل مزدهر للبنان".
وتنتظر الرئيس عون والحكومة التي سيشكلها تحديات كبرى، أبرزها الإعمار بعد الحرب الأخيرة، بين إسرائيل وحزب الله، التي دمّرت أجزاء في جنوب وشرق البلاد وفي الضاحية الجنوبية لبيروت.
ومن التحديات أيضا تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على انسحاب إسرائيل من المناطق التي دخلتها في الجنوب ويشمل الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006 والذي من بنوده ابتعاد حزب الله عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها.
كما يعد القيام بإصلاحات ملحّة للدفع بعجلة الاقتصاد بعد أكثر من خمس سنوات من انهيار غير مسبوق من أولويات عون وحكومته المقبلة.
ويعاني لبنان من انهيار مالي شامل، حيث فقدت العملة المحلية أكثر من 90% من قيمتها، وأصبح أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر.
وعمّت الاحتفالات البلدة التي يتحدّر منها عون في جنوب لبنان ومكان إقامة عائلته في ضاحية بيروت الشمالية.
وفي بلدة العيشية، مسقط رأسه، تجمع السكان منذ ساعات الصباح الاولى في باحة الكنيسة التي ازدانت بالاعلام اللبنانية وشعار الجيش اللبناني.
ومع إعلان فوزه، احتفل الأهالي على وقع الموسيقى والرقص والمفرقعات، ورفعت في شوارع القرية صور عون ولافتات مؤيدة له.
برأيكم
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 10 يناير/ كانون الثاني
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarab