أوقفت السلطة السورية الجديدة، الخميس، رئيس القضاء العسكري السابق محمّد كنجو الحسن، المسؤول عن الإعدامات الميدانية في سجن صيدنايا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، غداة اشتباكات في غرب البلاد أعقبت محاولة اعتقاله.
وأشار المرصد إلى "توقيف الحسن مع عشرين من عناصره خلال حملة أمنية واسعة نفذتها إدارة العمليات العسكرية" على خلفية اشتباكات دارت الثلاثاء بين مسلحين مقربين منه وقوات الأمن التي حاولت توقيفه في قريته خربة المعزة في محافظة طرطوس (غرب).
على صعيد متصل، عبر نحو 18 ألف سوري الحدود الأردنية إلى بلدهم منذ سقوط حكم بشار الأسد، حسبما أفاد وزير الداخلية الأردني مازن الفراية الخميس.
وقال الفراية في تصريحات صحفية، إن "قرابة 18 ألف سوري عادوا إلى بلادهم منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 وحتى اليوم الخميس".
وأوضح أن من بين هؤلاء "بلغ عدد اللاجئين السوريين المغادرين الأردن والمسجلين في (سجلات) الأمم المتحدة 2300 لاجئ من المخيمات وخارجها".
وتقول عمّان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، وبحسب الأمم المتحدة، ثمة نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجّل في الأردن.
وكان الوزير الأردني رأى في التاسع من الشهر الحالي أن "الظروف أصبحت مهيأة إلى حد كبير" من أجل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم بعد سقوط حكم الاسد، مشيراً إلى أن "اللاجئين قد يكونون بحاجة إلى أيام أو أسابيع قبل أن يباشروا العودة".
ويعتبر المعبر الحدودي جابر-نصيب الذي يقع على بعد حوالى 80 كيلومتراً غرب عمّان، المعبر الوحيد العامل بين البلدين في الوقت الحالي.
وكان الأردن الذي تربطه حدود برية مع سوريا تمتد على 375 كيلومتراً، قرر في السادس من ديسمبر/ كانون الأول إغلاق هذا المعبر قبل يومين من سقوط حكم الأسد بسبب "الأوضاع الأمنية" في سوريا.
لكن أُعيد فتح المعبر الجمعة الماضي أمام حركة الشاحنات التجارية وكذلك السوريين العائدين إلى بلدهم.
وأُغلق معبر جابر- نصيب الحدودي مرات عدة منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.
وزار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي دمشق، الاثنين، والتقى القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع وأعرب عن استعداد بلاده للمساعدة في إعادة إعمار سوريا.
واستضاف الأردن في 14 ديسمبر/كانون الأول اجتماعاً حول سوريا بمشاركة وزراء خارجية ثماني دول عربية والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ممثل الأمم المتحدة.
أكد لبنان تطلعه إلى "أفضل علاقات الجوار" مع السلطة الجديدة في سوريا، وفق ما أبلغ وزير الخارجية عبدالله بو حبيب نظيره السوري أسعد الشيباني خلال اتصال هاتفي، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الخميس.
وفي بيان على منصة إكس، قالت الخارجية اللبنانية إن وزيرها عبدالله بوحبيب هنأ نظيره السوري على تعيينه في منصبه، مؤكداً "يتطلّع لبنان إلى أفضل علاقات الجوار مع الحكومة الجديدة في سوريا، بما يخدم مصالح الشعبين والجمهوريتين".
وأكد بو حبيب لنظيره السوري "تمسّك لبنان بوحدة سوريا وسلامة أراضيها واستقلالها وحق شعبها بتقرير مصيره".
ويعد هذا الاتصال الرسمي الأول بين لبنان وسوريا منذ وصول السلطة الجديدة الى دمشق، إثر سقوط حكم الرئيس السابق بشار الاسد.
والأحد، زار الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط على رأس وفد ضم وزراء حزبه ونوابه ورجال دين، دمشق حيث التقى قائد الإدارة السياسية الجديدة أحمد الشرع.
التقى وفد عراقي يرأسه رئيس جهاز المخابرات العراقية حميد الشطري في دمشق الإدارة السورية الجديدة، على ما قال المتحدث باسم الحكومة العراقية الخميس، وذلك بعد أكثر من أسبوعين على سقوط حكم بشار الأسد.
وكانت حكومة بغداد شددت بعد سقوط حكم الأسد على "ضرورة احترام الإرادة الحرّة" للسوريين والحفاظ على وحدة أراضي سوريا التي يتشارك معها العراق حدوداً يزيد طولها عن 600 كيلومتر.
وأكّد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي أن بلده "ليس ضد التواصل مع الإدارة (الجديدة) في سوريا طالما هناك مصلحة لاستقرار سوريا والمنطقة".
وقال المتحدث باسم العوادي لوكالة الأنباء العراقية الخميس إن "وفداً عراقياً برئاسة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري التقى الإدارة السورية الجديدة، وجرى بحث التطورات على الساحة السورية ومتطلبات الأمن والاستقرار في الحدود المشتركة بين البلدين".
ولفت أحد المسؤولين المشاركين في الوفد طلب من وكالة فرانس برس عدم الكشف عن هويته، إلى أن الوفد "حمل رسالة تحذير للسلطات السورية الجديدة من أن تستغل الجماعات المسلحة الفراغ الأمني في بعض المناطق لشنّ هجمات ضد العراق ومناطق أخرى".
وأضاف "يرغب العراق بالحصول على تطمينات من الجانب السوري في قضايا الحدود والاستقرار الأمني داخل سوريا والحفاظ على النسيج الداخلي"، مؤكداً ضرورة "عدم تدخل أي طرف في شؤون سوريا الداخلية".
واعتبر السوداني الأسبوع الماضي أنه "ثمة حالة من القلق من طبيعة الوضع في الداخل السوري"، داعيا السلطات الجديدة إلى أن "تعطي ضمانات ومؤشرات إيجابية حول... إعدادها لعملية سياسية لا تقصي أحداً".
وأشار يومها إلى استئناف عمل بعثة العراق الدبلوماسية في دمشق بعدما غادر طاقمها إلى لبنان في الثامن من ديسمبر/كانون الأول.
بدأت إدارة العمليات العسكرية بالتعاون مع وزارة الداخلية السورية عملية اليوم الخميس لضبط الأمن والاستقرار والسلم الأهلي وملاحقة "فلول ميليشيات الأسد" في أحراش وتلال ريف محافظة طرطوس، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا".
وأفادت الوكالة بأن العملية التي جرت في محافظة طرطوس مكنت من "اعتقال العديد من عناصر هذه الميليشيات الموالية لبشار الأسد بينما تستمر في مطاردة آخرين".
وتأتي هذه العملية بعد مقتل 14 وإصابة 10 آخرين من أفراد قوات الداخلية يوم الأربعاء إثر تعرضهم لكمين من قبل "قوات النظام السابق" في ريف محافظة طرطوس..
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 17 شخصاً قتلوا في اشتباكات بمحافظة طرطوس الساحلية بعد محاولة قوات الأمن اعتقال ضابط عسكري تولى مناصب في عهد حكم الأسد مرتبطة بسجن صيدنايا.
حذرت جامعة الدول العربية، الخميس، من إشعال الفتنة في سوريا، ورفضت ما وصفتها بـ "التصريحات الإيرانية المُزعزعة للسلم الأهلي في سوريا، بعد سقوط حكم الأسد".
وشددت الأمانة العامة للجامعة على "ضرورة احترام كافة الأطراف لسيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها، وحصر السلاح بيد الدولة، وحل أي تشكيلات مسلحة، ورفض التدخلات الخارجية المزعزعة للاستقرار".
وقالت الجامعة العربية "تتابع الأمانة العامة للجامعة العربية بقلق الأحداث التي تشهدها عدة مدن ومناطق سورية بهدف إشعال فتيل فتنة في البلاد".
وتابعت "وفي ذات السياق، ترفض التصريحات الإيرانية الأخيرة الرامية إلى تأجيج الفتن بين أبناء الشعب السوري، وتعيد التأكيد على ما جاء في بيان العقبة للجنة الاتصال حول سوريا من ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة واحترام إرادته وخياراته".
وتوقّع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي "ظهور مجموعة من الشرفاء الأقوياء" في سوريا مشيراً إلى أنه "ليس لدى الشباب السوري ما يخسره".
وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الخميس تقارير إعلامية لم يحددها بشأن "تدخل إيران في الشؤون الداخلية السورية" ووصفها بأنها "لا أساس لها".
وأضاف في بيان أن إيران ملتزمة بـ "دعم وحدة اراضي سوريا ووحدتها الوطنية وتبلور نظام سياسي شامل".
وانتقد قادة سوريا الجدد إيران لدورها في سوريا على مر السنين.
وكتب وزير الخارجية السوري الجديد على منصة إكس الثلاثاء "على إيران أن تحترم إرادة الشعب السوري وسيادة وسلامة بلاده".
وأضاف "نحذرهم من نشر الفوضى في سوريا ونحملهم مسؤولية تبعات تصريحاتهم الأخيرة".