آخر الأخبار

البيض في مواجهة ألزهايمر.. دراسة تكشف ارتباطا محتملا

شارك

يواصل الباحثون في مجال التغذية والصحة العامة استكشاف العلاقة بين العادات الغذائية وصحة الدماغ، مع التركيز على دور الغذاء في الوقاية من الأمراض العصبية المرتبطة بالتقدم في العمر.

صورة تعبيرية / KATERYNA KON/SCIENCE PHOTO LIBRARY / Gettyimages.ru

وفي هذا السياق، تناولت دراسة علمية حديثة أحد المكونات الغذائية الشائعة في النظام الغذائي اليومي، بهدف التحقق من تأثيره المحتمل على الوظائف الإدراكية وخطر الإصابة باضطرابات الذاكرة.

وكشفت الدراسة أن تناول البيض بانتظام، بمعدل بيضتين أسبوعيا، يمكن أن يساهم في خفض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، وذلك بفضل احتواء البيض على مادة الكولين، وهي عنصر غذائي أساسي يدعم وظائف الدماغ والحفاظ على صحته مع التقدم في العمر.

ويعد الكولين مكونا أساسيا لإنتاج "الأستيل كولين"، وهو ناقل عصبي يلعب دورا حيويا في عمليات الذاكرة والتعلم، كما يساعد في بناء وحماية أغشية الخلايا العصبية. وتشير دراسات سابقة إلى أن انخفاض مستوياته في الدم يرتبط بتزايد تراكم لويحات الأميلويد وتشابكات بروتين تاو في الدماغ، وهما من أبرز السمات المميزة لمرض ألزهايمر.

وأجرى الدراسة باحثون من بوسطن وواشنطن العاصمة وشيكاغو، واستندوا إلى بيانات أكثر من ألف شخص سليم من الخرف، خضعوا لتقييمات صحية وغذائية على مدى 7 سنوات، بهدف استكشاف العلاقة بين النظام الغذائي وخطر الإصابة بالخرف، وخاصة ألزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعا له. كما تبرعت مجموعة فرعية من 578 شخصا بأدمغتهم بعد الوفاة، ما أتاح للباحثين فحص المؤشرات البيولوجية المرتبطة بالمرض، مثل لويحات الأميلويد وتشابكات بروتين تاو.

واعتمد الباحثون على استبيان غذائي طوّرته جامعة هارفارد، سجّل من خلاله المشاركون عدد مرات تناولهم للبيض خلال فترة محددة. ثم جرى تقسيم المشاركين إلى 4 مجموعات حسب تكرار تناولهم له: أقل من مرة شهريا، من مرة إلى ثلاث مرات شهريا، مرة أسبوعيا، ومرتين أو أكثر أسبوعيا.

وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين تناولوا البيض مرة واحدة أسبوعيا على الأقل، كانوا أقل عرضة للإصابة بألزهايمر بنسبة تقترب من النصف (40% تقريبا) مقارنة بمن تناولوه نادرا. كما رُصدت زيادة ملحوظة في مستويات الكولين في أجسامهم على المدى الطويل.

وفحص الباحثون أدمغة المشاركين المتوفين، ووجدوا أن من تناولوا البيض بشكل متكرر كانوا أقل عرضة للإصابة بالتغيرات الدماغية المرتبطة بمرض ألزهايمر، مثل اللويحات والتشابكات العصبية. وقد دعمت هذه النتائج البيانات السريرية ووفرت دليلا بيولوجيا إضافيا للعلاقة المكتشفة.

ورغم قوة النتائج، يشير الباحثون إلى أن هذه دراسة رصدية، أي أنها لا تثبت علاقة سببية بين تناول البيض وتقليل خطر الإصابة بألزهايمر.

ويدعو معدو الدراسة إلى إجراء مزيد من الأبحاث لتكرار النتائج في فئات سكانية مختلفة، ويؤكدون أهمية إجراء تجارب سريرية مضبوطة لتحديد ما إذا كان تناول البيض يحدث تأثيرا مباشرا على خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وفي حال تأكيد النتائج، يمكن أن يُدرج البيض ضمن توصيات غذائية أوسع تهدف إلى دعم صحة الدماغ لدى كبار السن.

ورغم أن الجسم ينتج كميات محدودة من الكولين، ينصح الخبراء بالحصول عليه من مصادر غذائية غنية مثل صفار البيض والبقوليات والأسماك وفول الصويا. وبحسب المعهد الوطني للصحة، تحتاج النساء البالغات إلى 425 ملليغراما من الكولين يوميا، بينما يحتاج الرجال إلى 550 ملليغراما.

نشرت الدراسة في مجلة التغذية.

المصدر: ديلي ميل

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار