شهدت الولايات المتحدة خلال شتاء هذا العام تصاعدًا ملحوظًا في حالات الإصابة بعدوى نوروفيروس، وهو الفيروس المعروف بتسببه في التهابات معوية شديدة.
وأظهرت بيانات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة الأميركية تسجيل 91 حالة تفشٍ للفيروس في الأسبوع الأول من ديسمبر، مقارنة بـ69 حالة في نهاية نوفمبر. وتفوق هذه الأرقام المعدلات المعتادة، حيث لم يتجاوز العدد 65 تفشيًا خلال نفس الفترة في السنوات السابقة.
ونوروفيروس، المعروف باسم "إنفلونزا المعدة"، هو السبب الأول للأمراض المنقولة عبر الغذاء في الولايات المتحدة. ويتميز بسهولة انتشاره، إذ يمكن لعدد قليل من جزيئات الفيروس أن يسبب العدوى. بالإضافة إلى الأعراض المزعجة كالتقيؤ والإسهال المفاجئين، يمكن أن يؤدي الفيروس إلى دخول مئات الآلاف إلى غرف الطوارئ سنويًا، خاصةً بين كبار السن والأطفال.
كما ينتقل الفيروس غالبًا من الأشخاص المصابين إلى آخرين من خلال الطعام أو أدوات تناول الطعام المشتركة، أو عبر الأسطح الملوثة. وتظهر الأعراض بسرعة، عادةً خلال 12 إلى 48 ساعة من التعرض للفيروس، وتتراوح مدة الإصابة بين يوم إلى ثلاثة أيام. ورغم قصر المدة، إلا أن تأثيره الصحي والاقتصادي ملحوظ، مع تسجيل حوالي 21 مليون حالة سنويًا في الولايات المتحدة.
وإلى الآن، لا يوجد دواء محدد لعلاج نوروفيروس، بل تتركز التوصيات الطبية على تعويض السوائل لتجنب الجفاف الناتج عن القيء والإسهال. ومع ذلك، يبرز هنا مفارقة مذهلة: بالرغم من أن الفيروس يُعتبر بسيطًا نسبيًا ويتحسن معظم المصابين منه بسرعة، إلا أنه يتسبب سنويًا في 900 وفاة و109,000 حالة دخول إلى المستشفى. هذه المفارقة تجعل الفيروس خطرًا يتجاوز حجمه الظاهر.
والفئات الأكثر عرضة للإصابة تشمل الأطفال الصغار وكبار السن، بالإضافة إلى من يعانون من ضعف في الجهاز المناعي. ويمثل الجفاف الخطر الأكبر، وتشمل علاماته انخفاض التبول، جفاف الفم، والدوار عند الوقوف. وقد يظهر على الأطفال النعاس الشديد أو البكاء بدون دموع.
وللوقاية من نوروفيروس، تُوصي الهيئات الصحية بغسل اليدين بشكل متكرر ودقيق باستخدام الماء الدافئ والصابون لمدة 20 ثانية، خاصة قبل تناول الطعام. كذلك، يساعد تنظيف الأسطح باستخدام المطهرات المنزلية في تقليل انتشار العدوى، خصوصًا في الأماكن المغلقة والمزدحمة.
ومع استمرار انتشار نوروفيروس هذا الشتاء، يتطلب الحد من آثاره التزامًا أكبر بالإجراءات الوقائية، مع وعي شامل بين الناس، لا سيما أن الوقاية هي السبيل الوحيد المتاح حاليًا.