اقترب الموعد النهائي لفرض التعريفات الجمركية واحتفلت واشنطن بنشر قائمة تضم 70 دولة ومعدلات التعرفة الخاصة بكل منها، من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الخميس المقبل.
وقال موقع "أكسيوس" في تقرير إن هذا التطور يكتسب أهميته من كونه يأتي في وقت تواصل فيه الأسهم الأمريكية تسجيل مستويات قياسية، في حين تعيد السياسات التعريفية تشكيل خريطة الرابحين والخاسرين في السوق. ويسابق المستثمرون الزمن لفهم مكامن الفرص والتحديات لتجاوز أداء المؤشرات.
ويقول ديفيد كيلي، كبير الاستراتيجيين العالميين في بنك "جي بي مورغان"، إن هناك فجوة بين الأداء القوي لسوق الأسهم الأمريكية وبين ما يصفه بتواضع أداء الاقتصاد الأمريكي، معتبرًا أن التضخم الناتج عن فرض التعريفات الجمركية لم ينعكس بعد بشكل كامل على المستهلكين.
ويرى كيلي أن على المستثمرين أن ينظروا إلى كل قطاع وشركة على حدة لتحديد الشركات المعرّضة لضغوط في هوامش الأرباح مقابل تلك القادرة على الاستفادة من نظام التجارة الجديد.
واستنادا إلى عدد من المقابلات التي أجرتها "أكسيوس ماركتس"، تم تحديد الفئات الرابحة والخاسرة من الحرب التجارية على النحو التالي:
وترتبط مكاسب الرابحين بتفوّق قطاع الذكاء الاصطناعي وإنفاق المستهلكين الأثرياء الذي لا يزال قويًا، في حين ترتبط خسائر القطاعات الأخرى بضعف القوة الشرائية لدى المستهلكين ذوي الدخل المحدود، إضافة إلى التأثيرات القطاعية الخاصة بالتعريفات.
وتقدم حالة قطاع السلع الاستهلاكية التقديرية مثالًا على هذا الانقسام، إذ لا تزال العلامات التجارية الفاخرة وشركات السفر صامدة، بينما تواجه متاجر الخصومات صعوبات في تمرير التكاليف المرتفعة إلى زبائن يعانون أصلًا من ضغوط مالية.
ومع تصاعد الضغط على شركات التكنولوجيا الكبرى لتطوير استراتيجياتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وزيادة إنفاقها الاستثماري لتحقيق ذلك، يبدو أن موجة صعود هذا القطاع قد تستمر لبعض الوقت.
ويدعو كيلي المستثمرين إلى النظر بعين فاحصة إلى تقييمات فئات الأصول والقطاعات المختلفة في محافظهم، والتساؤل عما إذا كانت تلك التقييمات منطقية فعلًا. ويحذر من أن السوق قد يشهد في وقت لاحق "تصحيحًا كبيرًا"، مرجّحًا أن ينطلق هذا التصحيح من قطاعات تعاني من تقييمات مبالغ فيها، وعلى رأسها قطاع التكنولوجيا.
ومن الذكاء، برأيه، أن يدرس المستثمرون التراجع الأخير للإدارة الأمريكية عن فرض تعريفات على النحاس باعتباره حالة دراسية في السوق. فقد توقع المستثمرون تعريفات أشد مما تم الإعلان عنه في نهاية المطاف، وهو ما أدى إلى "تسعير خاطئ للتعريفات على النحاس الخام"، وفق ما قاله روب هاوورث، مدير أول لاستراتيجيات الاستثمار في مجموعة إدارة الأصول ببنك "يو إس بانك".
وقد كانت التعريفات الفعلية المعلنة أقل صرامة مما كان متوقعًا، ما أدى إلى تراجع قياسي في أسعار النحاس.
ومع استمرار تطور السياسات التجارية، يأمل المستثمرون في أن يؤدي فهمهم لأهداف الإدارة النهائية من هذه التعريفات إلى توفّر رؤية أوضح للسوق. ويتساءل هاوورث: "ما الذي نحاول تأمينه فعليًا هنا؟".
والخلاصة أن السوق قد يكون في حالة صعود، لكن السياسة التجارية تفرض نفسها على أداء القطاعات، وهي من قد يحدد من سيتصدر المشهد في السوق خلال العام الحالي.
المصدر: "أكسيوس"