أعلن أحد كبار الكرادلة أمام الحشود في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان اليوم الخميس (الثامن من مايو/أيار 2025)
انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت بريفوست بابا جديد وزعيما للكنيسة الكاثوليكية، وأنه سيتخذ اسم "البابا ليو الرابع عشر ".
وبعد ذلك طل البابا الجديد ليو الرابع عشر من شرفة كاتدرائية القديس بطرس على وقع هتافات الحشود. وفي أول كلمة له وجه أول بابا أمريكي في التاريخ "نداء سلام الى جميع الشعوب"، كما دعا إلى "بناء الجسور" عبر "الحوار"، داعيا إلى "المضي قدما دون خوف، متحدين، يدا بيد مع الله وبعضنا مع بعض".
صورة من: Guglielmo Mangiapane/REUTERSوكان قد تصاعد دخان أبيض من مدخنة كنيسة سيستينا بالفاتيكان في وقت سابق وقُرعت أجراس كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان كمؤشر على انتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية خلفا للبابا الراحل فرانسيس.
وبعيد تصاعد الدخان الأبيض ابتهج الحشد المتجمع في ساحة القديس بطرس، ارتفعت صيحات آلاف المحتشدين في الساحة بعد تصاعد الدخان الأبيض معلنا انتخاب بابا جديد، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وجرت الانتخابات من قبل الكرادلة الناخبين، وعددهم 133 ، والذين انعزلوا عن العالم الخارجي منذ بعد ظهر أمس الأربعاء خلف أسوار الفاتيكان لاختيار خليفة للبابا الراحل.
وبدأت أعمال المجمع المغلق (كونكلاف) المضبوطة جدا، بصلاة أقامها الكرادلة الذين حلفوا اليمين بعد ذلك باللاتينية واضعين أيديهم على نسخة من الإنجيل بالمحافظة على السرية التامة وإلا تعرضوا للحرمان الكنسي.
ثم باشر الكرادلة الناخبون الـ 133 جلساتهم المغلقة أمام جدارية ميكيلانجيلو المهيبة التي تمثل "يوم الدينونة" في كنيسة سيستينا وقد أخذت منهم هواتفهم وقطعت شبكات الاتصالات بين جدران حاضرة الفاتيكان.
ويغطي هذا الحدث أكثر من ستة آلاف صحافي حولوا مشارف ساحة القديس بطرس إلى صالة تحرير واسعة في الهواء الطلق لما يثيره هذا الحدث من اهتمام في العالم بأسره ولا يقتصر على الأوساط الدينية.
وكثرت المراهنات عبر الأنترنت حول هوية البابا المقبل وركزت على الإيطاليين بييترو بارولين وبييرباتيستا بيتسابالا والمالطي ماريو غريش مرورا برئيس أساقفة مرسيليا الفرنسي جان مارك أفيلين والفيليبيني لويس أنطونيو تاغلي.
وكثيرة هي التحديات التي تنتظر البابا الجديد، من تراجع شعبية الكنيسة في أوروبا إلى مالية الفاتيكان مرورا بالتصدّي لظاهرة التحرّش بالأطفال في الكنيسة وتراجع الدعوات الكنسية.
ولا بدّ له من أن يعيد اللحمة إلى التيّارات المختلفة في المؤسسة الكنسية.
وخلال القدّاس الإلهي الذي أقيم الأربعاء قبل انطلاق أعمال المجمع المغلق، قال عميد سن مجمع الكرادلة الإيطالي جوفاني باتيتسا ري في عظته إن البابا المقبل أمام "منعطف معقّد في التاريخ"، داعيا إلى "المحافظة على وحدة الكنيسة" و "التخلّي عن الاعتبارات الشخصية" في "هذا الخيار الذي يكتسي أهمّية قصوى".
وتوفي البابا فرنسيس في 21 أبريل نيسان بعد أن رأس الكنيسة الكاثوليكية، التي يبلغ عدد أتباعها 1.4 مليار شخص، لمدة 12 عاما.
وسعى فرانسيس خلال فترة ولايته إلى فتح هذه المؤسسة الراسخة أمام العالم الحديث وقام بمجموعة من الإصلاحات وسمح بمناقشة قضايا خلافية، مثل السماح للنساء بأن يصبحن كهنة وتحسين دمج الكاثوليك من مجتمع الميم.
تحرير: علاء جمعة