آخر الأخبار

رغم فوز "لا أرض أخرى" بالأوسكار.. تجاهل إعلامي في إسرائيل!

شارك
"لا أرض أخرى" لم يأخذ نصيبه من الاهتمام والتغطية الإعلامية في إسرائيل ولم يجد موزعا في الولايات المتحدة رغم فوزه بأوسكار أفضل فيلم وثائقي!صورة من: TFS/Capital Pictures/IMAGO

أمضى المخرجان الناشط الفلسطيني باسل عدرا والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام خمس سنوات في صناعة فيلم "لا أرض أخرى/ نو آذر لاند" الذي يظهر جنودا إسرائيليين يهدمون المنازل ويطردون السكان لإعداد منطقة للتدريب العسكري فيالضفة الغربية إلى جانب اعتداء مستوطنين على السكان الفلسطينيين.

والفيلم الذي فاز بجائزة أوسكار 2025 لأفضل فيلم وثائقي، يسلط الضوء على الواقعين المتوازيين اللذين يعيش فيهما الصديقان، إذ أن أبراهام لديه لوحة أرقام إسرائيلية صفراء تسمح له بالسفر إلى أي مكان، بينما عدرا محاصر في منطقة تضيق بشكل مستمر بالنسبة للفلسطينيين.

وقال عدرا "يعكس الفيلم الواقع القاسي الذي نعاني منه منذ عقود وما زلنا نقاومه، وندعو العالم إلى اتخاذ إجراءات جدية لوقف الظلم". وقال "أتمنى ألا تُضطر ابنتي أبدا إلى عيش الحياة التي أعيشها، مع كل هذا العنف وتدمير المنازل".

وأضاف أبراهام الذي كان يقف بجانبه لدى استلام الجائزة "صنعنا هذا الفيلم، فلسطينيون وإسرائيليون، لأن أصواتنا معا أقوى. نرى بعضنا البعض، ونرى الدمار الوحشي الذي حل بغزة وشعبها والذي يجب أن ينتهي، والرهائن الإسرائيليين الذين اختُطفوا بوحشية في جريمة السابع من أكتوبر ويجب إطلاق سراحهم". وتابع "عندما أنظر إلى باسل، أرى أخي، لكننا غير متساويين. نعيش في نظام حاكم حيث أنا حر بموجب القانون المدني وباسل يخضع للقانون العسكري الذي يدمر حياته ولا يستطيع السيطرة عليها".

وقال أبراهام "هناك طريق مختلف. حل سياسي دون تفوق عرقي، مع ضمان الحقوق الوطنية لكلا الشعبين. ولا بد أن أقول في أثناء وجودي هنا إن السياسة الخارجية في هذا البلد تسهم في قطع هذا الطريق". واختتم حديثه قائلا "ولماذا؟ ألا ترون أن حياتنا متداخلة؟ وأن شعبي يمكن أن يكون آمنا حقا إذا كان شعب باسل حرا وآمنا حقا؟ هناك سبيل آخر. لم يفت الأوان بعد للحياة".

دعا مخرجا فيلم "لا أرض أخرى" إلى السلام وناشدا العالم المساعدة في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيليصورة من: Monica Schipper/Getty Images

وزير الثقافة الإسرائيلي ينتقد الفيلم بشدة

انتقد وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهار منح فيلم "لا أرض أخرى" جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقى، وعبر عن أسفه لفوز الفيلم بالجائزة ووصفه بأنه "لحظة حزينة للسينما"، لأنه قدم رؤية مشوهة لإسرائيل حسب وصفه، وقال زوهار فى تغريدة على منصة إكس بعد الإعلان عن فوز الفيلم بالجائزة " إن فوز فيلم لا أرض أخرى بجائزة أوسكار يعد لحظة حزينة لعالم السينما- بدلا من عرض التعقيد في واقعنا، اختار مخرجو الأفلام ترديد الروايات التي تشوه صورة إسرائيل في العالم". وأضاف زوهار:"إن حرية التعبير قيمة مهمة، ولكن تحويل تشويه إسرائيل إلى أداة للترويج الدولي لا يعد إبداعا- إنه تخريب لدولة إسرائيل، وبعد مذبحة 7 أكتوبر، والحرب الدائرة حاليا، يضاعف ذلك من الأضرار".

تجاهل الإعلام الإسرائيلي للفيلم!

لكن رغم شهرة الفيلم وحصده العديد من الجوائز، إلا أن وسائل الإعلام في إسرائيل تحاول تجنب تناوله والحديث عنه، باستثناء بعض التغطيات المتفرقة في وسائل إعلام يسارية. ويعد هذا تحولا كبيرا عما كانت تناله أفلام إسرائيلية أخرى مرشحة لجائزة الأوسكار، والتي عادة ما كانت تحظى بإشادات كبيرة قبيل حفل توزيع جوائز الأوسكار.

ولكن إسرائيل لا تزال تعاني من تداعيات الهجوم الإرهابي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث لا يزال العديد من الرهائن محتجزين، ومن الحرب المدمرة في غزة. وتقول رايا موراج، الأستاذة في جامعة القدس العبرية ومتخصصة في السينما والصدمات النفسية، إن التوقيت حساس للغاية. وتضيف "الجميع في حالة حداد أو صدمة، ومن الصعب سماع أي صوت آخر حول أي موضوع آخر". وأشارت موراج، التي تشارك في حركة السلام اليسارية، إلى أنها تعتقد أن هذا الفيلم، الذي أعده تجمع فلسطيني-إسرائيلي، سيجد مكانا في النقاش الوطني في المستقبل، لكن فقط بعد أن يعود الرهائن، ويعاد بناء المنازل المدمرة، وتجرى انتخابات جديدة لاستبدال الحكومة اليمينية الحالية.

وأوضحت موراج أنه في عام 2012، أصبح الفيلم الوثائقي "خمسة كاميرات مكسورة" الذي وثق الحياة في قرية فلسطينية على طول السياج الأمني الإسرائيلي جزءا من الحوار الوطني لأنه صدر خلال فترة سلمية نسبيا.

كما واجه فيلم "لا أرض أخرى" الكثير من المعاناة في الولايات المتحدة، وذلك لأنه لم يعثر على أي موزع على الرغم من الإشادات العديدة التي حصل عليها. ورغم فوز الفيلم بجوائز كبرى في أوروبا والولايات المتحدة، قال أبراهام لموقع ديدلاين الشهر الماضي إنه لم يتم بعد التوصل إلى اتفاق بشأن توزيعه في الولايات المتحدة.

ع.ج (رويترز، أ ف ب، د ب أ)

DW المصدر: DW
شارك

حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار