أثارت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) جدلا واسعا بعد إعلانها سحب فيلم وثائقي عن حياة الأطفال في غزة، عقب اكتشافها أن الراوي الرئيسي، البالغ من العمر 14 عاما، هو نجل أحد مسؤولي حركة حماس. وأثار القرار تساؤلات حول دوافعه، وسط انتقادات تتهم الهيئة بالرقابة والتسييس.
وجه أكثر من 800 فنان وشخصية إعلامية، من بينهم المخرج كين لوتش، والممثل ريز أحمد، ومبدع توب بوي رونان بينيت، ولاعب كرة القدم السابق غاري لينيكر، رسالة إلى هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) انتقدوا فيها قرارها بسحب الفيلم الوثائقي "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب" من منصتها "آي بلاير".
الفيلم، الذي يسلط الضوء على حياة الأطفال في غزة، أنتج بواسطة شركة Hoyo Films المستقلة. إلا أن BBC قررت إزالته بعد أن اكتشفت أن الراوي، البالغ من العمر 14 عاما، هو نجل أحد مسؤولي حركة حماس.
وأثار القرار انقساما في الآراء، حيث اعتبره البعض انتهاكا لمعايير الحياد، بينما رأى آخرون أنه إخفاق في معايير التكليف والتعامل التحريري.
وفي رسالة مفتوحة، نددت شبكة "فنانون من أجل فلسطين" في المملكة المتحدة بقرار بي بي سي، سحب الفيلم الوثائقي، واعتبرته "رقابة ذات دوافع سياسية".
وجاء في الرسالة: "نحن محترفو السينما والتلفزيون والصحفيون في المملكة المتحدة نكتب دعما لهذا الفيلم، الذي يمثل عملا صحفيا جوهريا ينقل منظورا نادرا لمعاناة الأطفال الفلسطينيين في ظروف لا يمكن تصورها، ويمنح صوتا لمن يتم إسكاتهم عادة. إنه يستحق التقدير، وليس الحذف أو الرقابة بدوافع سياسية".
كما انتقدت الرسالة ما وصفته بـ"الافتراضات العنصرية وتسليح الهوية" فيما يتعلق بخلفية الراوي، إضافة إلى "تجاهل" معايير حماية الطفل في عملية التدقيق. وطالبت BBC بعدم الرضوخ لضغوط تدفع باتجاه حذف الفيلم نهائيا أو التشكيك فيه دون مبرر.
يمكن قراءة الرسالة كاملة على الرابط التالي.
ومن بين الموقعين على الرسالة الممثلتان روث نيغا وجولييت ستيفنسون، التي علقت على القرار خلال مقابلة مع راديو التايمز، مؤكدة أن الفيلم "لا علاقة له بحماس"، في تصريح يعكس جوهر الجدل الدائر حول دوافع BBC لسحبه.
هذا وانضم إلى قائمة الموقعين على الرسالة أيضا نجمة بريدجيرتون إنديا أمارتيفيو، والروائي ماكس بورتر، والمخرج ريتش بيبات، المعروف بأعماله في فرقة Kneecap، التي اشتهرت بمواقفها الصريحة المؤيدة لفلسطين.
وكانت الفرقة قد أثارت الجدل سابقا عندما علقت على عدم ترشيح فيلمها لجوائز الأوسكار بعبارة: "تبا للأوسكار. حرروا فلسطين".
وفي غضون ذلك، ذكرت "بي بي سي نيوز"، أن مجلس إدارة الهيئة سيجتمع اليوم لمناقشة مصير الفيلم الوثائقي غزة: كيف تنجو من منطقة حرب، وسط تصاعد الضغوط والانتقادات.
ويذكر أن الحكومة البريطانية صنفت الجناح العسكري لحركة حماس كمنظمة إرهابية عام 2006، قبل أن توسع الحظر ليشمل الجناح السياسي للحركة في عام 2021.