آخر الأخبار

جريدة القدس || مشروع إقامة مصعد كهربائي في باب المغاربة.. التصعيد لتسريع التهويد

شارك الخبر

الشيخ د. عكرمة صبري: وضع أساسات لبناء مصعد كهربائي في منطقة باب المغاربة اعتداء على الوقف الإسلامي

المفتي الشيخ محمد حسين: أعمال البناء الإسرائيلية في محيط حائط البراق مساس بحرمة المسجد الأقصى وبواباته

د. نظمي الجعبة: استكمال لسلسلة مشاريع تهدف لتحويل ساحة البراق إلى مركز للقدس وتهميش الوجود الفلسطيني فيها 

المطران عطا الله حنا: من يتآمر على الأقصى المبارك يتآمر أيضاً على المقدسات المسيحية والاحتلال يسعى لتزوير تاريخ القدس 

المحامي خالد زبارقة: الاحتلال يستغل الوقت لتمرير مخططاته ومشاريعه التهويدية لمدينة القدس والمسجد الأقصى

المحامي بلال محفوظ: الاحتلال يسعى من خلال المصعد وغيره تسهيل عملية الاعتداء على المسجد الأقصى واقتحامه

 

تشهد مخططات الاحتلال ومشاريعه في مدينة القدس المحتلة تسارعاً، مهددةً كل ما هو عربي وإسلامي في المدينة المقدسة، ومستهدفةً بشكلٍ خاص المسجد الأقصى ومحيطه، وفي آخر تلك المشاريع إطلاق سلطات الاحتلال، أمس الأول، العمل في مشروع "المصعد الكهربائي" على بُعد 200 متر من حائط البراق، حيث يُسهّل هذا المصعد المحاذي للمسجد المبارك الاعتداء عليه واقتحامه من الجماعات المتطرفة ومن قوات الاحتلال، ومحاولة لتغيير الوضع القائم في القدس.


وحذرت شخصيات دينية وقانونية مقدسية في أحاديث منفصلة لـ"ے"، من استمرار الاحتلال في مشاريعه الهادفة إلى تغيير الطابعين التاريخ والديني في مدينة القدس المحتلة، وآخرها مشروع المصعد الكهربائي الذي يهدف أيضاً إلى تحويل منطقة ساحة البراق إلى مركز للمدينة المحتلة، والعمل على تهميش الوجود الفلسطيني العربي فيها.


يشار إلى أن المشروع تبلغ تكلفته 55 مليون شيكل، ويشمل إضافة إلى المصعد، ممرات تحت الأرض وشارعاً يضم حوانيت تجارية، وغرفاً وقاعات في طابق علوي سيضاف لاحقاً، فيما يصل عمق المصعد إلى 26 متراً، وسيربط بين "الحي اليهودي" وساحة البراق، وسيوصل إلى نفق للمشاة يبلغ طوله 65 متراً.

 

محاولة لتغيير الوضع القائم في القدس

 

قال الشيخ الدكتور عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا لـ"ے": إن وضع أساسات لبناء مصعد كهربائي في منطقة باب المغاربة يمثل اعتداءً فاضحاً على الوقف الإسلامي، إضافة إلى تغيير معالم المنطقة تاريخياً وأثرياً. 


وأشار الشيخ صبري إلى أن "سلطات الاحتلال، وفق القوانين والأعراف الدولية، لا يحق لها تغيير الوضع القائم، ولا الاعتداء على آثار الأمم والشعوب الأُخرى".


وأكد الشيخ صبري رفضه القاطع لهذا المشروع، قائلاً: "نحن نرفض هذا الموضوع جملة وتفصيلًا"، مشدداً على أهمية حماية المسجد الأقصى وما يحيط به من تعديات تهدف إلى تغيير طابعه التاريخي والديني.

 

لا يحق لغير المسلمين التدخل في شؤون المسجد الأقصى

 

بدوره، قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين لـ"ے": إن الشروع في وضع أساسات لبناء مصعد كهربائي على مساحة 200 متر مربع بالقرب من حائط البراق باتجاه المسجد الأقصى يُعدّ مساساً بحرمة المسجد وبواباته. 


وأكد أن "منطقة باب المغاربة تابعة للمسجد الأقصى المبارك، وأن أي أعمال تُجرى فيها تُعتبر تغييراً للوضع القائم واعتداءً على حق الأوقاف الإسلامية والمسلمين في الإشراف على المسجد الأقصى ومعالمه، بما في ذلك الطرق والبوابات والمرافق الأخرى المتصلة به".


وأكد مفتي القدس أن "المسجد الأقصى المبارك بساحاته وأروقته وأبنيته وكل ما دار حوله والسور وقف إسلامي خالص، لا يحق لغير المسلمين التدخل في شؤونه".

 

ربط حارة اليهود الموسعة بحائط البراق

 

من جانبه، قال الدكتور نظمي الجعبة، أستاذ التاريخ بجامعة بيرزيت، لـ"ے": إن إقامة المصعد الكهربائي في منطقة باب المغاربة يأتي استكمالاً لسلسلة من المشاريع التي تهدف إلى تحويل ساحة البراق إلى مركز للمدينة. 


وأوضح أن هذه المشاريع تشمل مشروع التلفريك، وجسر وادي الربابة، والمصعد، وجميعها أدوات تهدف إلى تسهيل وصول الإسرائيليين وحركة السياح إلى حائط البراق، ما يعزز تحويل الحركة السياحية بشكل أساسي نحو هذه المنطقة.


وأشار الدكتور الجعبة إلى أن هذه المخططات ترتبط بمحاولات تهميش الوجود الفلسطيني العربي في القدس، والتركيز على هذه البقعة بشكل مكثف.


 ولفت إلى أن هذه المشاريع لا تنفصل عن ما يحدث في سلوان، حيث يتم تكثيف حركة الاستيطان والحفريات الأثرية، في محاولة لتحويل الجزء الجنوبي من البلدة القديمة إلى مركز أساسي، وبالتالي تهميش باقي المدينة.


وأكد الدكتور الجعبة أن إنشاء المصعد ليس هدفه تسهيل مرور الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ يمكنهم الوصول إلى ساحة البراق بالسيارة دون الحاجة إلى استخدام الأدراج، معتبراً أن الهدف الحقيقي من المصعد هو ربط حارة اليهود الموسعة بحائط البراق، وتطوير الجزء الجنوبي من المدينة القديمة، مما يعزز عملية التهميش لباقي أحياء القدس.

 

 

أي مساس بـ"الأقصى" ومحيطه اعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية

 

وأكّد المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، لـ"ے"، رفضه القاطع لأي تعدٍّ على المسجد الأقصى المبارك، باعتباره معلماً دينياً إسلامياً.


وقال أن أي محاولات لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى ومحيطه تُعدّ تطاولًا على مقدسات وأوقاف المسلمين، وكذلك على المسيحيين، لأننا في القدس وفي فلسطين بأكملها شعب واحد.


وأشار إلى أن من يتآمر على الأقصى المبارك يتآمر أيضاً على المقدسات المسيحية، مؤكدًا أن الجميع مستهدف، وأن الاحتلال يسعى لتزوير تاريخ القدس وطمس معالمها وتشويه طابعها. 


وشدد المطران حنا على "أهمية الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين في هذه الديار، خاصة في ظل الظروف الحالية، لتعزيز قوتنا في مواجهة التحديات المشتركة".

 

مخططات تهويدية لكامل القدس

 

وأكد المحامي خالد زبارقة المختص يشؤون القدس والاقصى أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول استغلال الوقت لتمرير وتنفيذ مخططاته التهويدية لكامل مدينة القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك. 


وأوضح زبارقة أن الاحتلال ينتهك القانون الدولي والقرارات الدولية، إضافة إلى الاتفاقيات الثنائية الموقعة مع المملكة الأردنية الهاشمية.


وأشار زبارقة إلى أن حائط البراق وساحة البراق هما ملكية وقفية إسلامية لا يحق للاحتلال الإسرائيلي انتهاكها، وهي حقيقة قرآنية وقانونية ووطنية. 


وأضاف: إن الاحتلال يسعى بشكل مستمر لتهويد المسجد الأقصى وتسهيل دخول المستوطنين إليه، في الوقت الذي يُمنع فيه مليارا مسلم حول العالم من الصلاة والتواصل مع المسجد.


وأكد زبارقة: إننا نواجه لحظة تاريخية بالغة التعقيد تتطلب من الجميع التيقظ لمخططات الاحتلال، الذي يسعى بكل قوته لتنفيذ أجندته الرامية إلى بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك. 


وختم بقوله: "إن هذا الوضع يجب أن يثير انتباه كل حر وشريف وكل زعيم ونظام عربي وإسلامي، للتحرك في مواجهة هذه المخططات."

 

 

انتهاك لحرمة المسجد الأقصى ولاتفاقية الأستاسيكو

 

وقال الناشط الحقوقي المحامي بلال محفوظ لـ"ے": إن إقامة سلطات الاحتلال مجموعة من الأعمال والمشاريع في مجال البنية التحية، وآخرها مشروع مصعد كهربائي، تهدف بمجملها إلى تسهيل عملية الاعتداء والاقتحام للمسجد الأقصى، فضلاً عن ما قامت به سابقاً من إجراءات، مثل: خط القطار الهوائي، وتعديل خطوط سير الحافلات، وتوسيع المنطقة المحاذية لحائط البراق، وإقامة أماكن جديدة، وهدم الطريق الترابي في مدخل باب المغاربة، ووضع جسر خشبي، كل هذه المشاريع وغيرها تشكل انتهاكاً لحرمة المسجد الأقصى المبارك، وانتهاكاً لاتفاقة الأستاسيكو أو الوضع الدائم، التي تنص على أن المسجد الأقصى وقف إسلامي للمسلمين وحدهم، وأن السيادة عليه تقع تحت الوصاية الهاشمية الأردنية للأوقاف الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.


وأضاف أن سلطات الاحتلال تخالف بإجراءاتها عشرات قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، التي اعتبرت أن كل الإجراءات الإسرائيلية التي تمت في القدس الشرقية باطلة، حيث يتم الاقتحام من باب المغاربة، الذي فقدت إدارة الاوقاف الإسلامية السيطرة عليه منذ احتلال القدس عام 1967، ويتم اقتحام المسجد الأقصى من المستوطنين والجماعات المتطرفة وقوات الاحتلال.


وتابع محفوظ: إنه بموجب قرار لجنة (شو) الدولية، التي قررت أن ساحة البراق وحارة المغاربة ومحيطها، إضافة إلى المدرسة الأفضلية، وقف إسلامي صحيح أوقف بومدين الغوث إبان الفتح الصلاحي، وإن قيام سلطات الاحتلال بتجاوز قرار اللجنة وفرض أمر واقع في هذه المنطقة، وإضافة مخططات ومشاريع إضافية لتعزيز فرض الأمر الواقع لا يغير من الحقيقة شيئاً، ويبقى الأقصى ومحيطه وقفاً إسلامياً، وكل ما يجري عليه يشكل اعتداء على أملاك إسلامية.


وأكد المحامي محفوظ أن "ما يقوم به الاحتلال من إقامة المشاريع لرفع عدد المقتحمين المعتدين على المسجد الاقصى، وإقامة مشاريع بنية تحتية لتسهيل وصول المقتحمين المعتدين إلى ساحة البراق، ومن ثم تسهيل عملية اقتحام المسجد، لن يغير من الواقع شيئاً، ولن يطمس حقيقة أن هذا وقف إسلامي، ومسجد خاص بالمسلمين وحدهم دون غيرهم، بنص القرآن والسنة وبموجب قرارات الوقف الصحيحة، وبموجب قرارات لجنة شو وبموجب اتفاقية الوضع الدائم، وسيأتي اليوم الذي يحل فيه السلام ويعود الحق إلى أصحابه".

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا