آخر الأخبار

جريدة القدس || أعمدة النار والدخان في لبنان!

شارك الخبر

تعيد المشاهد المأساوية المتدفقة على شاشات الفضائيات من جنوب لبنان، أمس، إلى الأذهان مشاهدَ مماثلةً شهدتها بيروت في العام 1982، وتلك التي شهدتها مناطق واسعة من لبنان في العام 2006.


نزعة الانتقام هي التي تتحكم بقادة الاحتلال، مدفوعين بحساباتٍ قديمةٍ تُحركها "مياهٌ عتيقة" تسكن عقولهم، هي أقرب إلى الخصومة الشخصية، ثأراً من الخروج الإسرائيلي الـمُهين من جنوب لبنان في تسعينيات القرن الماضي، وإن تلفّعت بأردية الخوف من المخاطر الوجودية.


قتلُ اللبنانيين بالجملة، كما إبادةُ الفلسطينيين بمئات الآلاف، شهداءَ ومصابين في قطاع غزة، إنما ينطلق من العقيدة ذاتها التي تصوغ فكر وسلوك الجنرالات، الذين أعلنوا من دون خجلٍ ولا وجل، وأمام سمع العالم وبصره، قبل نحو عام، قطعَ الماء والكهرباء، ومنعَ إدخال الغذاء والدواء إلى القطاع، بعد أن نزعوا عن سكانه صفة الإنسانية، توطئةً لإبادةٍ جماعيةٍ سبقتها سرديةٌ تقول بأن لا أبرياءَ في غزة، ليشرعنوا  قتل الناس، كل الناس، بادعاء محاربة "حماس"، وهو ما يتكرر اليوم بمشاهد قتل المئات في لبنان، بذريعة وجود أسلحةٍ وصواريخ مخزنة لحزب الله، تحت غرف نوم الأطفال في المدن والبلدات والقرى اللبنانية الممددة تحت جحيم الغارات.


لم يكن بوسع إسرائيل أن تُعربد في لبنان، لولا أن أمريكا، المرضعة الحصرية لنوازع الانتقام للدولة المارقة، أرخت لها الحبل على الغارب، لتضرب في كل اتجاه، مستفيدةً من "رخصة السماح"، التي ما زالت سارية المفعول، لمواصلة المقتلة، وإلقاء المزيد من الحطب على الموقدة.


بالرغم مما يبديه الطرفان من حذرٍ إزاء عدم الانزلاق إلى قعر الهاوية، فإن السيرة الدموية للحروب الكبرى في تاريخ البشرية تُعاكس المحاذير أو الرغبات، التي سرعان ما يعصف بها سوء التقديرات، والأخطاء في الحسابات.

أوقفوا العدوان الآن!

القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا