آخر الأخبار

جريدة القدس || عام على حرب الإبادة في غزة.. تباين الآراء حول النتائج والتداعيات والمآلات

شارك الخبر

د. دلال عريقات: يجب أن نعترف بتراجعنا.. وترميم الأوضاع الفلسطينية يحتاج إلى عقود من الجهود المكثفة 

محمد جرادات: هجوم ٧ أكتوبر جاء ليجيب عن تساؤلات ٧٦ عاماً من محاولات تصفية القضية الفلسطينية

عدنان الصباح: الوقت لم يحن لجرد الحساب فالحرب لم تنته والعبرة في النهايات لأن المرحلة المقبلة صعبة

سماح خليفة: أي تسوية إقليمية مستقبلية لن تكون ممكنة من دون معالجة القضية الفلسطينية

محمد مناصرة: هجوم السابع من أكتوبر لم يحقق أي مكاسب وأفقدَ القضية الفلسطينية القرار المستقل

 

 بعد مرور نحو عام على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام مرحلة يجب فيها تقييم الإنجازات والخسائر التي ترتبت على تلك الحرب.


وتتباين آراء عدد من الكتاب والمحللين السياسيين وأساتذة جامعات في أحاديث منفصلة لـ"ے"، حول المكاسب التي تحققت من هجوم السابع من أكتوبر، لكنهم يجمعون على أن ما تبع الهجوم من حرب إبادة مستمرة حقق إنجازات شعبية غير مسبوقة على الساحة الدولية، خاصة في ما يتعلق بإعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة العالمية. 


ويرى بعض الكتاب والمحللين أن المقاومة، بالرغم مما تكبدته من ضربات، استطاعت أن تحافظ على وجودها في المشهدين العسكري والسياسي، كما أنه على الرغم من الحديث عن هدنة محتملة أو حلول دبلوماسية، فإن الكتاب والمحللين يرون أن الفترة المقبلة ستشهد تصعيداً للحرب الإقليمية.

 

مكاسب على الصعيد الدولي وخسائر على الأرض

 

في تقييمها لعام كامل من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، تؤكد أستاذة الدبلوماسية وحل الصراعات في الجامعة العربية الأمريكية د.دلال عريقات أن المكاسب الفلسطينية الأساسية كانت على الصعيد الدولي، حيث تمكنت الدبلوماسية الفلسطينية من إعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة العالمية، سواء من خلال الجهود القانونية أو السياسية. 


ومع ذلك، ترى عريقات أن هذه المكاسب الدولية لا يمكن أن تخفي حجم الخسائر الكبيرة التي تكبدها الفلسطينيون على أرض الواقع.


وتشدد عريقات على ضرورة أن يدرك الفلسطينيون أنهم قد خسروا الكثير، سواء على المستوى البشري أو السياسي أو الاجتماعي والثقافي، مؤكدة أن تقييم ما حدث يجب أن يكون واقعياً ومنطقياً، حيث ستحتاج عملية ترميم الأوضاع الفلسطينية إلى عقود من الجهود المكثفة في جميع الأصعدة.


وتوضح عريقات أن التراجع الذي شهده الفلسطينيون على مدار العام الماضي لم يكن فقط على مستوى عدد الشهداء والجرحى الكبير، بل شمل أيضاً الدمار الشامل الذي لحق بالبنية التحتية في غزة، حيث أعادت الحرب القطاع عشرات السنين إلى الوراء، وهذه الخسائر الهائلة لا يمكن اعتبارها إنجازاً.


حتى في ظل الحديث عن مبادرات وحلول دبلوماسية وسلمية، إلا أن عريقات تشير إلى أن إسرائيل مستمرة في تنفيذ مشروعها الاستعماري تحت ذرائع متعددة، مثل القضاء على حركة حماس أو مواجهة الدعم الإيراني أو الدعم التركي، لكنها تؤكد أن هذه الذرائع يجب أن لا تخفي الحقيقة الأساسية، وهي أن إسرائيل تسعى إلى ضم الأراضي الفلسطينية وتحقيق مشروعها التوسعي الاستعماري. 


وترى عريقات أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو قد حققت بالفعل خطوات كبيرة نحو ضم الأراضي، في حين تركت غزة مدمرة، مع عدم وجود أي بنية تحتية، نتيجة الحرب الإسرائيلية التي تسببت في دمار واسع النطاق وقتل متواصل.

 

قلق من تدهور الوضع السياسي الفلسطيني

 

وتعبر عريقات عن قلقها من تدهور الوضع السياسي الفلسطيني الداخلي، حيث لم يتحقق أي تقدم نحو الوحدة أو إنهاء الانقسام الفلسطيني على مدار 17 عاما ولم يتحقق اي انجاز من ذلك حتى بعد عام من حرب الإبادة، مشيرة إلى أن الوضع السياسي الفلسطيني "تراجع وبحاجة إلى ترميم كبير". 


وتحذر من أن الحديث المتجدد عن مؤتمرات السلام الدولية قد يعيد القضية الفلسطينية إلى نقطة الصفر، خاصة إذا لم يكن هناك تقدم ملموس على الصعيد الداخلي.


وتؤكد عريقات أن المطلوب في المرحلة المقبلة هو الإبقاء على غزة ضمن إطار الدولة الفلسطينية المستقبلية، مع ضرورة الحيلولة دون تحويل القطاع إلى "دولة غزة"، كما لا بد من مواجهة ضم الضفة الغربية، وهو ما تسعى إليه إسرائيل.


وتشدد عريقات على أهمية إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية، داعية إلى تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة تواجد القيادة الفلسطينية في قطاع غزة، إضافة إلى الاستمرار في استخدام الأدوات الدبلوماسية على الساحة الدولية لتحقيق الهدف النهائي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. 

 

السابع من أكتوبر نتيجة مباشرة لجرائم الاحتلال 

 

يشير الكاتب والمحلل السياسي محمد جرادات إلى أنه بعد مرور عام على حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة عقب هجوم السابع من أكتوبر، يقف الفلسطينيون يتساءلون عن حصيلة تلك الحرب وما تم تحقيقه منها.


ويرى جرادات أن السابع من أكتوبر كان نتيجة مباشرة للجرائم والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، ليس فقط في غزة والمسجد الأقصى، بل أيضًا في الضفة الغربية.


هجوم السابع من أكتوبر، وفقاً لجرادات، جاء ليجيب عن تساؤلات عقود طويلة امتدت لأكثر من سبعين عاماً، كانت مليئة بالمجازر، والظلم، والتصفية المتعمدة للقضية الفلسطينية عبر مسارات سياسية ظالمة.

 

نقطة تحول كبيرة في مسار الصراع

 

ويقول جرادات: "لقد شكّل هجوم السابع من أكتوبر، نقطة تحول كبيرة في مسار الصراع، حيث وضع القضية الفلسطينية في مرحلة تاريخية جديدة، ورغم الخسائر الفادحة والتضحيات الكبيرة التي دفعها الشعب الفلسطيني، من آلاف الشهداء والجرحى ودمار البنية التحتية في غزة، إلا أن هذه الحرب أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة السياسية والإعلامية العالمية، كما انه ولأول مرة، أصبح العمق الإسرائيلي ساحة مواجهة دائمة".


ويشير جرادات إلى أن المقاومة الفلسطينية أثبتت قدرتها على الصمود والاستمرار، بالرغم من الضربات المتكررة، سواء في الميدان العسكري أو في السياسة، فعلى الرغم من تراجع كثافة القصف الصاروخي، لا تزال المقاومة توجه ضربات متقطعة للمدن والمستوطنات الإسرائيلية، في ظل فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه المعلنة من الحرب، وخاصة كسر إرادة المقاومة واستعادة اسراه.


من جانب آخر، يشير جرادات إلى أهمية دعم جبهات الإسناد المختلفة، وعلى رأسها جبهة لبنان التي شهدت تصعيداً كبيراً، إذ كان لرد المقاومة اللبنانية على مجازر الاحتلال أثر واضح على تطور ساحة المعركة، مع وصول صواريخها إلى تل أبيب. 


هذا التصعيد بحسب جرادات، أكد أن غزة ما زالت العنوان ومحور الصراع، وأن الاحتلال فشل في تأمين مستوطني الشمال الذين نزحوا، ولم ينجح في تحقيق الاستقرار المنشود.

 

 إسرائيل تعيش أزمة تاريخية غير مسبوقة

 

ويرى جرادات أن إسرائيل الآن تعيش أزمة تاريخية غير مسبوقة، تتمثل في انقسامات سياسية واجتماعية عميقة في الداخل، وأزمة المحتجزين الإسرائيليين الذين تركتهم الحكومة الإسرائيلية، إلى جانب الضربات التي تلقتها من عدة جبهات ومحاور، عمقت هذه الأزمة، ومع استمرار عزلتها الدولية، تتعرض إسرائيل لانتقادات متزايدة على المستوى العالمي بسبب حرب الإبادة التي تشنها على غزة.


ويتوقع جرادات أن تشهد الفترة المقبلة تصعيداً، سواء في عمليات المقاومة في غزة أو الضفة الغربية، وكذلك في توسع إسرائيل حروبها في المنطقة، ما سيدفع محور المقاومة لتوسيع جبهاته أيضاً. 


ويشير جرادات إلى أن دولة الاحتلال تجد نفسها اليوم في مأزق دبلوماسي وسياسي كبير، حيث تتنقل من أزمة داخلية إلى أخرى، ورغم بعض النجاحات الأمنية، فإنها لم تحقق أهدافها من الحرب، وما زالت تراوح مكانها.


من جانب آخر، يرى جرادات أن الفلسطيني، بغض النظر عن انتمائه السياسي أو الجغرافي، سيجد نفسه في نهاية المطاف جزءاً من محور المقاومة، بسبب جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة، سواء أراد ذلك أم لا.

 

الوقت لم يحن بعد لجرد الحساب

 

في ظل مرور عام على حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح أن الوقت لم يحن بعد لجرد الحساب، مشيراً إلى أن الحرب لم تنتهِ بعد، وأن العبرة تكمن في نهايات الحرب.


ويرى الصباح أن القضية الفلسطينية استعادت زخمها على الساحة الدولية، مع تصاعد موجة التضامن العالمي مع الفلسطينيين، لكن السؤال الذي يطرحه هو: "هل تم استثمار هذا التضامن بما يخدم مصالح الفلسطينيين؟".


ويشير الصباح إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمر بمرحلة حاسمة، حيث يخوض ما يسميه "حرب البقاء وإثبات الذات". 


وبحسب الصباح، فإن إسرائيل، بعد عام من هذه الحرب، لا تسعى فقط إلى استعادة هيهيبتها، بل إنها تسعى أيضاً إلى كسر إرادة الآخر، محذراً من أن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيداً أشد وأعنف الاحتلال، حسب الصباح، لن يقبل أن يظل مكسوراً، وسيكون على استعداد لاستخدام كل الوسائل المتاحة لتحقيق أهدافه.


وفي ما يتعلق بالعام الثاني من هذه الحرب، يؤكد الصباح أن الشعب الفلسطيني بكافة فصائله وشرائحه يسعى لوقف الحرب، لكنه يشدد على أن هذا ليس بالطريقة التي يريدها الاحتلال. 


ويتساءل الصباح عن قدرة إسرائيل على تحمل عام آخر من هذه الحرب، مشيراً إلى أن "لدى إسرائيل فائض قوة، لكن هذا لا يصنع مجتمعاً متماسكاً".

 

ضرورة العودة إلى قرار التقسيم الأممي رقم 181

 

ومن وجهة نظر الصباح، فإن مرحلة ما بعد الحرب تستدعي إعادة تعريف المشروع الوطني الفلسطيني ضمن إطار سياسي موحد. 


ويشدد الصباح على ضرورة العودة إلى قرار التقسيم الأممي رقم 181، الذي ينص على إقامة دولتين لشعبين، معتبرًا أن المطالبة بتنفيذ هذا القرار هو السبيل الأمثل لتحقيق العدالة. 


ويرى الصباح أن الذهاب إلى الأمم المتحدة يجب أن يتركز على المطالبة بتنفيذ هذا القرار المعترف به دولياً، وأنه إذا استمر العالم في تجاهل حقوق الفلسطينيين، فيجب التوجه نحو خيار "نزع الاعتراف بإسرائيل".


ويعتقد الصباح أن المرحلة المقبلة تعتمد على قاعدة "النصر أو الهزيمة"، مشدداً على أن الوحدة الفلسطينية هي المفتاح لتحقيق النصر، ويقول: "نحن ننتصر بوحدتنا، وننهزم بتفرقنا".

 

إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهدين الإقليمي والدولي

 

ترى الكاتبة والمحللة السياسية سماح خليفة أن الشعب الفلسطيني لن يعتاد على الذل، بالرغم من العقود الطويلة من الاحتلال والمواجهة، منذ أكثر من 76 عاماً من الصراع المستمر مع المشروع الصهيوني.


وتشير خليفة إلى أنه قبل اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، كانت القضية الفلسطينية غائبة عن الساحة الدولية، خاصة في ظل المشاريع الأمريكية المتجددة التي تهدف إلى إبعادها عن المشهد العربي وال ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
القدس المصدر: القدس
شارك الخبر

إقرأ أيضا